المقالات

أنسانية الأسد ووحشية البشر !!

1380 18:05:00 2010-09-19

صفاء الربيعي

حدثت واقعة حقيقية في احدى قاعات السيرك بمصر وبدأت وانتهت أمام جمهور غفير من المشاهدين في السيرك حينما استدار محمد الحلو مدرب الاسود ليتلقى تصفيق المشاهدين بعد عرض ناجح مع الأسد المدعو (سلطان) وفي لحظة خاطفة قفز الأسد على كتفه من الخلف وغرس مخالبه وأسنانه في ظهر مدربه مما اسقطه ارضا وهو ينزف دمه وفوقه الأسد الهائج واندفع الجمهور والحرّاس يحملون الكراسي وتمكن ابن المدرب ان يضرب الاسد بقضيب حديدي لتخليص والده ولكن بعد فوات الاوان . ومات الأب في المستشفى بعد ذلك بأيام أما الأسد (سلطان) فقد انطوى على نفسه في حالة اكتئاب ورفض الطعام وقرر مدير السيرك نقله إلى حديقة الحيوانات باعتباره أسداً شرساً لا يصلح للتدريب .وفي الحديقة استمر الاسد (سلطان) على إضرابه عن الطعام فقدموا له أنثى لتسكن معه فضربها في قسوة وطردها وعاود انطواءه وعزلته واكتئابه.وانتابته حالة جنون ، فراح يعضّ جسده وهوى على ذيله بأسنانه فقصمه نصفين !! ثم راح يعضّ ذراعه ، تلك الذراع نفسها التي اغتال بها مدرّبه، وراح يأكل منها في وحشية ، وظل يأكل من لحمها حتى نزف ومات واضعاً بذلك خاتمة لقصة ندم من نوع فريد ، ندم حيوان وملك نبيل من ملوك الغاب عرف معنى الــوفـــــاء وأصاب منه حظاً لا يصيبه الآدميون ، أسدٌ قاتل أكل يديه الآثمتين.درسٌ بليغ يعطيه حيوان للبشرية التي تأكل شعوباً وتقتل ملايين في برودة اعصاب على الموائد الدبلوماسية وهي تقرع الكؤوس وتتبادل الأنخاب ثم تتخاصرفي ضوء النوادي الحالمة وترقص على همس الموسيقى وترشف القبلات في سعادة وكأنه لا شيء حدث.وإنّي والله أنحني احتراماً لهذا الأسد الإنسان ، بل إني لأظلمه حين أصفه بالإنسانية ، كانت آخر كلمة قالها (الحلو) وهو يموت ، أوصيكم بعدم قتل سلطان .. وصية أمانة، هل سمع الأسد كلمة مدربه .. وهل فهمها؟سقت هذه القصة الحقيقية وانا اشاهد بأم عيني تلك الوحشية المفرطة التي يقودها أناس مجردين من الانسانية وهم يفجرون ويتفنون في قتل الانسان العراقي دون ان تهتز ادنى مشاعر الانسانية ، فكيف لي ان اصف هؤلاء بحيوان ندم على فعلته ، فهل سيندمون يوما ما على ما اقترفوه من افعال يندى لها جبين الانسانية ومتى سيستقر المشهد السياسي في العراق لكي يؤتمن الاب على ابنه ، ومتى سنرى ان سياسيا تبوء منصبا رفيع المستوى يضع العراق وشعبه فوق مصلحته ؟ اسئلة بالالاف تطفو على الشارع العراقي بانتظار الحل والفرج ، والكل يتفرج ، والمواطن المسكين المغلوب على امره يقول الله كريم !!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
قاسم بلشان التميمي
2010-09-25
استاذي الكبير والرائع صفاء الربيعي شكرا والف شكرا لك وان تتحفنا بين فترة واخرى بمقالات من اروع مايكون اتمنى ان تقدم لقراءك وتعطيهم وقتا اكثر بمعنى ان تزيد من عدد مقالاتك لننهل منه الدروس والعبر شكرا والف شكر قاسم بلشان التميمي
زهراء محمد
2010-09-23
طالما هناك اناس فقدوا الضمير والحس الانساني؟؟ امثال الضاري والمطلك منهم في العراق وخارج العراق. اليوم رايت برامج على الجزيرة وكان المجرم حارث الضاري يتكلم عن المقاومة داخل العراق ؟؟يعني هذه الدماء التي تسيل يوميابحق المدنيين والشرطة(اصحاب عوائل) ؟!حارث الضاري يعتبره مقاومة ؟؟الصوج مو صوجهم (التساهل وعدم احترام ارواح الناس) نتيجتها هكذا مع كل الاسف والالم ..لااود ان اشرح اكثر ..اقولها نحن الشيعة مابينه خير لاتزعلوا مني ولاتشهر السكاكين.. واللّه اقولها من حرقة قلبي ليس الا؟؟
احمد الربيعي
2010-09-19
ياترى هل تعلم المالكي من سلطان الندم عندما امر شرطته بقتل المتظاهر في البصره ام ان سلطان افضل من المالكي من هذه الناحيه
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك