المقالات

أخطاؤنا ليست منهجية


وليد المشرفاوي

يبقى التوحد ولم الشمل وتفعيل اللحمة الهم المشترك , والمصير الواحد, اكبر وأقوى من كل مؤامرات الأعداء , لتفتيت الصف وفق مبدأ(فرق تسد) المشؤوم.وتبقى حجة الداعين والمؤكدين على تعزيز الإخوة وتوثيق العرى ابلغ من كل رأي قاصر ونظرة ضيقة وتبرير يسوغ سريان روح الفرقة والتشتت , وان أي واقع وحدوي سينطوي بلا شك على فوائد منظورة وملموسة فهي حتى وان لم تحقق تمام ما يرتجى منها من آمال .. فستكسب الجهة الموحدة الاحترام ..وستفرض هيبتها على الآخرين وسيحول توحدها دون أطماع الأعداء في اختراق الصف ,وان خيمة الوحدة بطبيعتها مدعاة للتواصل وتبادل الرأي وإيجاد أرضية دائمة للحوار لا سيما في الأمور المختلف عليها .. ولعل في ذلك جواب عن سؤال ماذا تكون النتيجة حين تكون مثل هذه ألازمات والاختلافات بغير توحد ؟ بلى.. إنها ليست سوى توسيع الفجوات والشروخ وتمكين الأعداء من اللعب على حبال التفكك والتشرذم وسيكون للظن والتهمة مناخا مناسبا لان تكون الأوضاع مأزومة والنفوس محتقنة.... على عكس ما لو يطلع الطرف بشكل مباشر على تفسيرات الطرف الأخر ويستمع عن قريب لمبررات اختلافه في المسالة المعينة.وإذا كان الآخرون لا يتورعون عن وصم التجربة الماضية بالفشل ابتغاء عزل الإسلام عن ساحة الفعل والتأثير , حين يوجهون سهامهم وتنكيلهم بالتوجهات الإسلامية متى شاءوا وأنى شاءوا تحت لافتة التعبير عن الرأي , فلماذا يتوانى الإسلاميون عن التبشير برؤاهم , وبالإشارة إلى فشل الاطروحات الأخرى عمليا على ارض الواقع , منذ عام 1921..حيث تشكيل ما يسمى بدولة العراق الحديثة على يد بريطانيا مرورا بتجارب العلمانيين في العهد الملكي واليساريين والقوميين والبعثيين خلال العهد الجمهوري وحتى أوج الفشل والانحراف الذي حاولوا إخفاءه تحت سياط القهر والتنكيل بهذا الشعب على يد البعثيين والصدامين وحتى سقوط مملكة الموت في 2003.على إن التجربة الجديدة قد حققت نجاحات إستراتيجية وخاصة في مجال إرساء دعائم الديمقراطية وأجراء الانتخابات التي لم يفلح العراق والمنطقة العربية بمثلها منذ عرفت أهميتها واعتمدت في بناء النظم السياسية في العالم , كما دونت الدستور الدائم الذي يضمن حقوق أبناء الشعب ويحدد الواجبات ويرسم حدود صلاحيات السلطات الثلاث , بعد ان عاش العراق عقودا من السنين تحت رحمة الدستور المؤقت العائم الفضفاض الذي كان يحدد فيه حقوق وواجبات وحدود وصلاحيات السلطة هو مزاج الحاكم الواحد والحاشية المنتفعة المتسيدة فوق القانون, كما إن بناء مؤسسات الدولة بعد تلاشيها عقيب سقوط النظام الغاشم لم تكن بالأمر الهين أبدا.. وما حدث من أخطاء وتقصيرات لتعتبر أمورا لا يستبعد حدوثها في التعامل مع واقع كالواقع العراقي الحالي.. على إن فشل تلك الاطروحات السابقة كان فشلا منهجيا تم بإرادة الجهات الحاكمة , في حين ان التجربة الجديدة لم تجد الظروف والمناخ الملائم لا نطلاق الإرادة العراقية الحرة في ترتيب أمور البلد ..فهيمنة القوات الأجنبية على القرار العراقي المشرعنة دوليا.. ووضع العراق في قيود البند السابع والتدخلات الإقليمية بقنوات طائفية , والحملة الدموية الإرهابية التخريبية الشديدة التي استهدفت الإنسان العراقي , وبناه النحتية والفوقية ..لا تمنع من حدوث تقصيرات واستفحال ظواهر خاطئه واختراقات أمنية ..لكن عزاءنا أنها لم تكن أخطاء منهجية كأخطاء السابقين ممن حكموا العراق ..وإنما هي أخطاء قابلة للعلاج , آيلة للانحسار , وان اتجاه القوات الاجنبية بالانسحاب من الأرض العراقية , واتجاه العراق نحو تحقيق سيادته , وما يعيشه البلد من استقرار نسبي واتجاه واضح لفرض هيبة القانون ..ليبشر بخير..وما على الأمة إلا أن تكون محصنة ضد اثار الحرب النفسية , والشائعات والدعايات وتزييف الحقائق .. كي يمكن أن يقال إنها ساهمت بشكل فاعل برسم مستقبلها السياسي مستفيدة من دروس التجارب الماضية .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك