المقالات

المشهد السياسي يرى النور في أخر النفق


عمار العامري

يبدو أن ترشيح الدكتور عادل عبد المهدي لرئاسة الحكومة العراقية عن الائتلاف الوطني العراقي يوصف بأنه خطوة بالاتجاه الصحيح لانفراج الوضع الحالي والذي شابه التعقيد لأكثر من نصف عام مما سبب عدم تشكيل الحكومة وما رفقها من اختراق واضح في الأجهزة الأمنية وخلق حالة من الانفلات في أوضاعها وتلكأ في المجالات الاقتصادية والخدمية وانتشار ملحوظ لظاهرة الفساد الإداري والمالي كذلك أدى عدم التوافق السياسي بين الكتل السياسية إلى وصف المشهد العراقي بالمعقد الذي ينذر بالخطر على العملية السياسية.

فالتصلب في أراء بعض الكتل السياسية واتخذها مواقف متشنجة وارتفاع سقف مطالبها قد أوصل الحال في العراق إلى حالة من تخبط بغياب الرؤيا السياسية الواضحة فبات الانفتاح على الكتل والقوائم الفائزة ودعوتها لعقد مؤتمر عام تحت عناوين مختلفة مرفوضة من البعض لاسيما الذين يذر هذا الموقف مصالحهم بالخطر كما أخذت حالة التهم والتهجم باع طويل لاسيما بعدما بدأت الكتل السياسية التحرك على الساحة الإقليمية لما لها من تأثير على الواقع العراقي تراه يتهم تشكيل الحكومة بأنه سوف يستورد من الشرق وتارة من الغرب وأخرى من خلف البحار والنتيجة أن الجهات التي باتت تتهجم في الأمس هي اليوم تسعى لكسب ود الجوار الإقليمي بعدما قبلت بالصفقة الأمريكية لتقاسم السلطة أو قبول مرشحها بدون قيد أو شرط هذا ما رفضه المفاوض العراقي على العموم في محاولة لإرضاء الدول التي عكرة صفوة العلاقات السياسية معها خلال السنوات الماضية نتيجة التصريحات النارية التي تنطلق بدون ترك خطوط ومسارات تضمن العلاقات الإستراتيجية بين هذه الدول والعراق.ألا أن التأجيل المتكرر لعقد اجتماع نهائي يفرز مرشحا واحدا عن التحالف الوطني ترك الباب مفتوح للمبادرة التي من شانها أيجاد طرق سليمة لإنهاء حالة شبة الفوضى السياسية التي يعيشها العراق حيث حكومة يصفها الدستور بأنها لتصريف الأعمال لكنها لم تعمل بالدستور ومجلس النواب شبة المعطل سوى الحضور للترغيب الذي يقوده الدكتور عادل عبد المهدي والذي يسعى من خلاله تحريك حالة السبات التي تضرب أعضاء المجلس النيابي وفي هذه الدوامة من الحراك السياسي تأتي مبادرة نيل العراقية رئاسة الجمهورية فيما يذهب كراسي الصراع العقيم (رئاسة الوزراء) لمرشح الائتلاف الوطني الدكتور عادل عبد المهدي فيما ينال الأكراد رئاسة مجلس النواب مع تحسين وضعهم السياسي في المركز هذه المبادرة باتت اليوم شبة المقبولة والتي من شانها إنهاء حالة التعقيد في المشهد السياسي والأخذ بزمام الأمور نحو الانفراج ولو قدر وتم الأخذ بها فان دخول شخصيات وطنية مخلصة لتولي المناصب السيادية في البلاد لاسيما وأنها معروفة بتاريخها السياسي وخلفياتها العلمية في المجالات التي يطمح العراق بان تتولى هكذا شخصيات زمام المسؤولية فيه خاصة المجالات الاقتصادية والمالية وأيضا تمتعها بعلاقات دبلوماسية متميزة على النطاقين الإقليمي والدولي وحظوظها الجيدة على الساحة الوطنية وتبنيها للرؤى والتطلعات التي تخدم المسيرة الديمقراطية حديثة العهد في العراق سوف تحقق الكثير من المنجزات للبلد بعيدا عن سياسة الأرقام والإحصائيات غير المبررة والتي يمكن أن تحسب بأنها هالات إعلامية لا تضر ولا تنفع في الحسابات السياسية وكذلك تعتبر إغراءات تمضي على البسطاء من أصحاب العقول البسيطة إذ أنها تنافي المبادئ الرصينة التي أوصلت أصحابها لهذه المناصب وجعلتهم يتخلون عن مبادئهم مقابل المصالح الفئوية الضيقة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
احمد الربيعي
2010-09-19
بوجود المالكي ستزداد المشاكل وليس هناك اي حل
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك