المقالات

الاصرار على الثوابت


( بقلم : عبد الكريم الجيزاني )

العراقيون الذين قادوا جهاداً ونضالاً في مواجهة النظام الدكتاتوري البائد ووقفوا على اشلائه المتهرئة بعد سقوطه في 9 / 4 / 2003 كانوا على بينة واضحة من ان الامور سوف تأخذ اتجاهات متغايرة وربما متقاطعة مع ثوابتهم طالما ان العملية التغييرية الشاملة التي جرت في العراق قد وقعت في أخطاء حذر منها هؤلاء الرجال قبل دخول القوات متعددة الجنسيات الى العراق في العديد من المؤتمرات التي عقدتها المعارضة العراقية وخاصة مؤتمر واشنطن الذي شارك فيه المجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق ممثلاً بسماحة السيد عبد العزيز الحكيم والذي اكد بعد عودته من ان المجلس الأعلى استطاع من لي الذراع الامريكي عندما اصرت الادارة الامريكية على تعيين حاكم عسكري بعد اطاحة صدام الامر الذي اجبر الامريكان على تغيير ستراتيجيتهم ليس في العراق فحسب وانما في عموم المنطقة وهذا ما حصل بالفعل حيث اضطرت الادارة الامريكية تعيين حاكم مدني(بول بريمر) وتأسيس مجلس الحكم الذي ضم العديد من الشخصيات الاسلامية والوطنية المعروفة بتاريخها الجهادي والنضالي العريق.

الاصرار على الثوابت التي أسست لبناء دولة حضارية مستقلة يديرها عراقيون خلّص هو الذي افرز العديد من المنجزات التاريخية ومنها الانتخابات الحرة وكتابة الدستور الدائم والاستفتاء عليه وتشكيل مؤسسات الدولة الجديدة بروح عصرية لا تخرج عن تلك الثوابت التي اجمع عليها كل الطيف العراقي وخاصة ما يتعلق بالوضع السياسي والاقتصادي والامني والخدمي، الا ان ضعف الامكانات وانتشار الفوضى بسبب الاخطاء التي وقعت بها ادارة بريمر، وعدم وجود اجهزة عسكرية وامنية عراقية مسلحة بما فيه الكفاية ادى الى الاخلال بالامن وعدم الاستقرار طيلة السنوات الثلاث الماضية، وليس الخروج على تلك الثوابت ولعل ما يدعم هذا القول الموقف الواضح والجلي الذي وقفه السيد رئيس الوزراء (نوري المالكي) عندما خاطب سفير امريكا (خليل زاد) بأنه ليس رجل امريكا في العراق بل هو صديق لهم.

هذا الثابت الذي يقف خلفه الائتلاف العراقي الموحد ومن خلفهم ابناء الشعب العراقي سوف يؤدي الى اعادة الحسابات اكثر من مرة وسيؤدي بالتأكيد الى تغيير العديد من الخطط والبرامج التي ساهمت باخطائها في ايجاد مثل هذه الاجواء الملبدة وخاصة ما يتعلق بالملف الامني وخطط الحكومة العراقية في معالجة الإرهاب الاسود.إن بناء الاجهزة العسكرية الوطنية وتسليحها باحدث المعدات المتطورة وتنظيف هذه المؤسسات من العناصر السيئة التي استغلت الوضع غير المنضبط وتسللت اليها سوف يعيد التوازن الحقيقي لبناء هذه المؤسسات على وفق المعايير الوطنية الخالصة البعيدة كل البعد عن الانتماءات الحزبية والفئوية والطائفية واطلاق يد القيادة العراقية في اتخاذ القرارات المناسبة في تحريك القطعات العسكرية لمواجهة اعمال العنف في المناطق الساخنة لاعادة الأمن والاستقرار اليها وحقن دماء العراقيين.

العراقيون بدأوا يتطلعون لغدٍ مشرق خاصة وان المصالحة الوطنية قد بدأت تعطي ثمارها وان الأجهزة الأمنية العراقية بدأت تأخذ دورها في حفظ الأمن وهذا ما لاحظه العراقيون رغم مرارة اغلاق الطرق وشدة الازدحام والمعاناة الكبيرة التي يعانيها المواطنون في التنقل بين اماكن اعمالهم ومناطق سكناهم الا انها ايام معدودة وسوف يعود الوضع اكثر اماناً واستقراراً بعد أن بدأ التكفيريون والصداميون القتلة يلفظون أنفاسهم الاخيرة وان الاشهر الستة القادمة سوف يكون العراق فيها - ان شاء الله تعالى - بلداً آمناً مستقراً وعامل أمن واستقرار لكل المنطقة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك