المقالات

هل هناك من لا يدعي الوطنية ...؟


سعد البصري

ربما لو سألت أي عراقي تصادفه بالشارع ــ هل أنت وطني ــ اعتقد بان الرد سوف يكون عنيف بل ومن المحتمل أن يواجه بردود لا يتوقعها السائل . لماذا .. لان من غير الممكن انك تسأل عن مدى وطنية إنسان يعيش على ارض له مالها وعليه ما عليها ، وهو جزء لا يتجزأ منها ، وهو واحد من أفراد الشعب الذي يضحي بأغلى ما يملك في سبيل وطنه . فهذا هو حال المواطن العادي الذي لا يملك في العملية السياسية إلا صوته وقد أعطاه خلال الانتخابات الماضية لمن اعتقد انه سيصون صوته ويمثله خير تمثيل في الحكومة المقبلة ..؟ كما لابد لنا أن نكون على يقين تام بأننا لو وجهنا نفس السؤال إلى أي مسؤول بالحكومة أو أي نائب بالبرلمان أو أي احد من القادة السياسيين الذين يملكون أوراق العملية السياسية في العراق ، فماذا تتوقعون سيكون الجواب .. ؟

أنا متأكد بان الرد سوف يكون أكثر عنفاً وشدة من رد المواطن العادي بل وربما سيواجهك بعضهم أو ( بعض حماياتهم الشخصية ) أما بالضرب أو بالشتم لان مثل هكذا سؤال لا يمكن أن يوجه إلى أي شخصية سياسية هي بالطبع على مستوى عال ٍ من الوطنية ، ولولا (وطنيتها ) لما وصلت إلى هذا المنصب ..! إذا فنحن متفقون إن جميع العراقيين بسياسييهم ومواطنيهم العاديون هم وطنيون بلا شك ، فإذا ما توصلنا إلى هذه النتيجة التي تعتبر بطبيعة الحال نتيجة ايجابية وتنم عن وطنية عالية ، إذا لماذا هذا التأخير في تشكيل الحكومة ، ثم لماذا هذا التزمت بالآراء من قبل بعض هؤلاء السياسيين وتمسكهم بمطالبهم ..؟ وبعد هذا أيضا أين هم النواب الذين اختارهم الشعب ليكونوا المراقب والمحاسب على كل ما يضر بالمصلحة الوطنية ، فهم كما يبدو قد شغلهم المنصب وكيفية الانتفاع من الرواتب والمخصصات الضخمة ونسوا أو تناسوا أن يمارسوا دورهم معللين ذلك بتأخير تشكيل الحكومة وفي حينها تبدأ طلباتهم الشخصية ويتركون واجباتهم حالهم بذلك حال من سبقوهم ...! على العموم إن على من يدعي الوطنية لابد له أن يضع مصلحة الوطن والمواطن نصب عينيه حتى يكون صادقا مع الله أولا ومع نفسه ثانيا وبالتالي يكون صادقا مع الشعب لان الوطنية ليست لقلقة لسان .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك