بقلم:فائز التميمي.
من الملاحظ أن عموم الوفود الرسمية الى الدول المختلفة غير موفقة في ظهورها الإعلامي وخصوصاً إننا في عالم الصورة والمظهر قبل المضمون. والامر هذا ينطبق ايضاً على السياسيين في الداخل. فمثلاً التصريحات الكثيرة تُفقد الشخصية السياسية الثقة بها وكذلك الظهور المتكرر أمام الكاميرا يفقد السياسي هيبته وربما يفقده جمهوره.وهذا الامر ينطبق على كل الفئات والاحزاب والجهات السياسية ولعل إبتعاد المعارضة فترة اربعين عاما تقريبا عن ممارسة السياسة في الداخل قد جعلها أسيرة ادبيات المعارضة وهي أقرب الى أدبيات التصدي والهجوم والاستفزاز.
وقبل بضعة أيام ظهر وفد إئتلاف دولة القانون الى سوريا في مؤتمرها الصحفي حيث ظهر الشيخ الزهيري يصرح بينما ظهر الى قربه النائب السنيد وكانه يريد أن يخطف المكرفون من الشيخ الزهيري وعلامات الشد واضحة في وجهه وكأنه لتوه خارج من محاولة إنقلابية ويريد قراءة قرارات خطيرة وبعبارة اخرى إنه كمن يريد أن يأكل المكرفون ليعلن لنا قرارا خطيراً. والأمر الآخر أن الوفد تكلم وكأنّه وفد عن الحكومة وليس عن دولة الإئتلاف لذلك صرح بأن العلاقة مع حكومة سوريا والعراق جيدة ولا أدري اختصاص من مثل تلك الامور وهل يحق لكل مسؤول ان يقول في أمور سياسية مع الدول الأخرى بغض النظر عن موقعه في الحكومة.
لذلك من الضروري على الاحزاب والجهات السياسية أن تختار الرجال كل يناسب المناسبة فإن كانت تحتاج مواجهة سلبية فتختار رجل "حمش" وشكله يدل على تلك المهمة وإذا كانت المواجهة إيجابية فترسل رجلاً هادئاً متزنا للقيام بتلك المهمة . لانريد أن نكرر تجارب "جمال سالم" الضابط المصري المتهور والذي أصبح عبئاً على عبد الناصر الى أن مات في مرض غريب عام 1960م والذي كان مسؤولا عن كثير من التوترات في العلاقات العامة في الداخل او الخارج.وليس من الضروري أن يكون كل منتسب الى جهة أو حزب يُصلح للظهور أما الإعلام فربما يكون مردود ظهوره على تلك الجهة سيء جداً بشكل غير متصور حتى لو كان الباطن لتلك الشخصية شيء آخر فالناس تتأثر بالصورة وبالصورة فقط نحن في عالم الصورة فهي التي تحسم الأمور وللأسف.
https://telegram.me/buratha