المقالات

الشيعي أقوى إنسان في العالم وهذه هي الأدلة...

1385 10:58:00 2010-09-18

حسن الهاشمي

الثبات على المبادئ حتى لو كانت الحياة هي الثمن كما فعل الإمام الحسين عليه السلام هو الذي جعل الشيعي أقوى إنسان في العالم. الثبات على المبادئ يعني رفض الطواغيت على مر العصور والأزمنة. الثبات على المبادئ هو أن يأبى المؤمن الضيم ويلفظ الظلم ويمقت التعسف ويكافح الفساد ويكون متحررا من القيود لا يعبد سوى الله سبحانه ولا يخشى أحدا سواه ولا يخاف في الله لومة لائم، وهذه الأمور تتجمع كلها في جملة إن الشيعي هو ذلك الذي يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله ويستمسك بالعروة الوثقى، وهي سيرة النبي محمد صلى الله عليه وآله وأهل بيته الطيبين الطاهرين الذين هم عدل القرآن كما جاء في حديث الثقلين. إن الشيعة يوالون أهل البيت عليهم السلام وينتهجون بنهجهم ويأخذون دينهم وعقائدهم من أحاديثهم السديدة وسيرتهم العطرة وتاريخهم الوضاء، الذين فاقوا الجميع بعلمهم وحلمهم وورعهم وتقواهم وقضاءهم وتنمرهم في ذات الله، وهم أوصونا في زمن الغيبة باتباع المراجع الذين تتوفر فيهم شرائط التقليد من العلم والعدالة والتقوى. إن الشيعة يحبون الرسول وأهل بيته وأصحابه المنتجبين الذين ساروا على نهج الرسول في اتباع أهل البيت عليهم السلام وموالاتهم والسير على نهجهم، وإنهم يعادون في الوقت نفسه الصحابة الذين سبوا أهل البيت وحاربوهم ونصبوا لهم العداوة، حيث إن الحق لا يمكن له أن يتلاءم مع الباطل، ولا يمكن أن يكون أمير المؤمنين علي عليه السلام ومناوؤه في الجنة، ولا يمكن أن نترحم على أمير المؤمنين وابنه سيد الشهداء عليهما السلام وعلى من قتلهما وظلمهما وناصب لهما العداء والحقد والنصب إلى يومنا هذا، كما يفعل بذلك التكفيريون حينما يترحمون على الجلاد والضحية. إن الشيعة يعتبرون طاعة أولي الأمر هي امتداد لطاعة الله تعالى والرسول الأعظم صلى الله عليه وآله، وهم الأئمة الإثنى عشر الهداة المهديون الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، فلابد أن يكونوا معصومين عن الخطأ والمعاصي حتى يمكن أخذ معالم الدين منهم، ولا يأخذون دينهم من الملوك الفسدة الفجرة كما يذهب الوهابيون إن أولي الأمر الذين أوجب الله تعالى طاعتهم هم الحكام مبسوطي اليد حتى لو كانوا فجارا؟!!. إن الشيعة قد أحبوا عليا عليه السلام وهو علامة الإيمان وأعداءه أبغضوه وهو علامة النفاق كما جاء في حديث الرسول في كتب الفريقين إن حبه عليه السلام إيمان وبغضه كفر ونفاق، والذي يجمع بين الإيمان والكفر هو قمة النفاق وفي الحقيقة هو التبسيط الشديد لأمور في غاية الخطورة ألا وهي العقائد وما يترتب عليها مصير الإنسان في الدارين، وهذا التسطيح لأمور مهمة كهذه هو ضحك على الذقون وتضليل وتمويه وتلاعب بمقدرات المغلوب على أمرهم من دون إعمال نظر في الأمور الجوهرية في الدين. إن الشيعة إنما تقيم المجالس والمآتم على أبي عبد اله الحسين عليه السلام وتندبه صباحا ومساء جهرا وعلانية ولا تهاب بذلك بطش المجرمين ولا سطوة الظالمين ولا مخافة المستهزئين، وإحياء الشعائر الحسينية هي بمثابة إحياء لشعائر الله وهي من تقوى القلوب، والبكاء عليه يحط الذنوب العظام، هذه العقيدة هي التي تقوي في المؤمن دعائم التقوى وتزلزل دعائم الكفر والطغيان والفساد، وطالما إن الشيعة سائرون على نهج الشهيد في كربلاء فهم على حق يرتشفون منه عاجلا أم آجلا، وهذا هو معنى المقولة التي يرددها الشيعة دائما بشأنه يا رحمة الله الواسعة ويا باب نجاة الأمة. وفي هذا الإطار روى الكاتب المصري الكبير محمود عباس العقاد انه ذات مرة كان مدعوا لحضور عزاء حسيني عند جماعة شيعية في مصر ... وانه بعد الانتهاء من مراسيم العزاء والضيافة الحسينية والعشاء الذي يقدم بهذه المناسبة .... يتابع العقاد انه بعد ذلك خرج من منزل هذه الجماعة وهو مستهجن لهذا الفعل .. ثم ما لبث بعد أن وصل داره وارتاح قليلا .. جلس يفكر في الأمر ويقول في نفسه وما الذي يبقيهم بعد قرابة ألف وأربعمائة عام متمسكين بهذه الشعائر والمحافظة عليها وإقامتها رغم الظلم والملاحقة والمضايقة والتضييق عليهم وزجهم بالسجون وقتلهم من قبل الحكام بتهمة الانتماء إلى هذا المذهب.. بل ما الذي يجعلهم يصرون على إقامة هذه الشعائر رغم إنها ممنوعة وبهذا الإصرار وهذا العناد وهذا الفداء، ثم يضيف العقاد إن كل هذه الأفكار التي راودته عن الشيعة وشعائرهم وقوتهم وصلابتهم وتمسكهم بها رغم المحظورات من السلطة جعلته يؤلف كتابه الحسين بن علي ( أبو الشهداء ) والذي يصف فيه العقاد الشيعي بأنه أقوى رجل في العالم لان الظلم والطغيان والملاحقة لم تثن عزيمته بل زادتها قوة وإصرارا. المذهب السلفي المتشدد الذي نراه اليوم ونسمعه ما هو إلا امتداد لفكر ونهج بني أمية ووعاظهم عديمي الذمة والذين ناصبوا أهل البيت ومن والاهم العداء خوفا من ثورية هذا المذهب والذي لا يرتضي حاكما جائرا أو فاجرا أو ظالما .. فكل فاسق تمسك بنهج التكفيريين الذين يقرون بجواز الصلاة وراء حاكم فاجر وجائر.. وبعدم الخروج على الحاكم حتى لو كان فاجرا .. فهل يعقل أن تكون هذه تعاليم السماء للبشر بالقبول بالظلم والمفسدة وسرقة أموال الشعوب بحجة درء الفتنة، هذا السبب الذي جعل بني أمية ومن بعدهم بني العباس والعثمانيين يتمسكون بمذهب تكفير الشيعة حفاظا على عروشهم . فالسنة الصحيحة التي نعرفها هي سنة أبي حنيفة النعمان والذي مات في سجون المنصور حبا بال البيت وإيمانا بحقهم ...وهي سنة ابن حنبل الذي لو قرأت مسنده لوجدت من الإجلال والإكبار والتبجيل لآل البيت ما لم يكتبه احد .. وهي سنة الشافعي الذي قال أجمل وأروع الأشعار في حب آل محمد (ص ) والذي قال إن كان رفضا حب آل محمد ......... فليشهد الثقلان أني رافضي...!!!! والذي جاء به الرشيد مخفورا مقيدا بالأغلال والسلاسل من اليمن إلى العراق لأنه تناهى إلى سمعه أن الشافعي في حلقاته الدينية في اليمن كان يدعو إلى آل البيت وحقهم وأحقيتهم في الخلافة .. وكان الرشيد قد حكم عليه بالموت لولا انه أثناء جلبه إلى مجلس الرشيد اضطروا للانتظار قليلا لان الرشيد كان مشغولا بحل مسألة علمية شائكة عجز العلماء في مجلسه عن حلها .. عندها استأذنه الشافعي بالتدخل لحلها .. مما جعله يصفح عنه وينفيه إلى مصر. نعم الظلم المتعاقب على الشيعة لم يمحو ذكرهم بل جعلهم أقوى وأقوى، فرغم ظلم العصور المتعاقبة والمتلاحقة أقام الشيعة شعائرهم علنا وليس تقية كما يدعون .. فما زادتهم المحن والنوائب إلا صلابة .. ولا ادري ما الذي يضير في إقامة مراسيم العزاء لإمامهم الشهيد وحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام .. فهؤلاء القوم لم يدعوا إلى قطع رأس إنسان أو تفجير أبرياء أو حرق زرع أو ضرع .. إلى هنا انتهى كلام العقاد. نعم الشيعة يدعون دائما وعلى لسان مراجعهم وعلماؤهم ومثقفيهم الذين انتهلوا من نبع الرسول والأئمة، يدعون إلى التسامح والعفو والمحبة والتعايش ويرفضون الظلم والفساد والمحسوبية والرذيلة وغمط الحقوق، وهذا ما حدث في العراق بعيد سقوط الصنم حيث التزموا بفتاوى مراجعهم بالإعتصام بالصبر والحكمة وإنهم في غالب الأحيان قد عضوا على جراحهم بالرغم مما لاقوه من القاعدة والتكفيريون وأزلام البعث البائد من قتل على الهوية وتطهير عرقي وإبادة قتل وتفخيخ وقطع رؤوس واعتداء في تجمعات أتباع أهل البيت في الأسواق العامة والمساجد والحسينيات، ولا نستغرب من هذه الأخلاق التي جسدها الشاعر بقوله: ملكنا فكان العفو منا سجية ولما ملكتم سال بالدم أبطح، وحسبنا هذا التفاوت بيننا وكل إناء بالذي فيه ينضح. وعاظ السلاطين من التكفيريين والظلمة إنما يعادون الشيعة والتشيع ويعدون خطرهم أفدح من خطر اليهود على الأمة الإسلامية، ينطلقون من أن الشيعة لا يهادنون ولا يجاملون على حساب الحق والعقيدة، والحال إن الوهابية ومن لف لفهم من التكفيريين هم من صناعة اليهود وأعداء الأمة غرسوهم في خاصرة الدول الإسلامية لضرب وتشويه المذهب الحق الذي يعادي الظلم ويرفض الحكام الفجرة الفسقة على طول الخط وهذا بطبيعة الحال ما لا يروق للمستعمر وعملائه من الحكام وأدواته من الوعاظ، فأخذوا بتشويه المذهب الحق وعلمائه في فضائياتهم بإلصاق الأكاذيب والتهم والأراجيف ضدهم، وفاتهم إن السائر على نهج الحسين عليه السلام لا يزيده كثرة الكذب والتهريج ضد الخط الرسالي إلا إصرارا على هديه وتمسكا بما قاله الرسول الأعظم بشأن ريحانته بأنه مصباح هدى وسفينة نجاة.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
احمد الربيعي
2010-09-18
الوهابيه غرسه يهوديه رعاها الاستعمار
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك