علي حسن الشيخ حبيب
أي دولة من الدول تبحث عن المكانة المرموقة والتأثير الإقليمي أوالدولي فلابد لها أن تستند على مبادئ وأسس تقوم عليها، وتتسم بالقوة والتماسك وتجند لها كوادر من المثقفين والأكاديميين ورجال المجتمع ورجال السياسة بالاضافة إلى القوة العسكرية للدفاع عنها في السلم والحرب والازمات الداخلية او التدخلات الخارجية . إن وجود المبادئ الواضحة والراسخة التي يجب أن تقوم عليها أي دولة تجعلها بلاشك محط احترام وتقدير العالم، تكون هذه المبادئ قادرة على خلق دولة قيادية في محيطها الإقليمي أو الدولي ، إن الأمم والدول التي تفقد مبادئها وتتخلى عنها بسهولة تفقد بلاشك الاحترام وبالتالي تفقد قوة التأثير والقيادة والزعامة ومن ثم تفقد قدرتها على تحقيق أهدافها ورغباتها... ليس خافيا على احد أن العرب لهم قبل الإسلام بعض العادات الحميدة وكذلك بعض العادات القبيحة، والمتفق عليه هو أن العرب قبل الإسلام قوم متناحرون كانوا نهشاً للفقر والجهل والضلال ونهشاً للأمم القريبة منهم وكانوا محط استهزاء من جميع الأمم من حولهم. ولا يكن بمقدور احد أن يفهم كيف تطلب الدول العربية من العراق التنازل عن قيمه ومبادئه لأن ذلك يعد بحق تخلياً للفرد عن ذاته وقيمه وحضارته ومصالحه، فإن الفكرة الأساسية هو أن النظام السياسي القائم في هذه الدولة أو تلك يزول بفعل هذا التغيير في المنطلقات، وأن العديد من الدول التي استطاعت أن تطور ذاتها وأداءها وأدواتها دون أن تتخلى عن أفكارها ومنطلقاتها الرئيسية. إن الدولة التي تتخلى عن مصادر شرعيتها سيكون مصيرها التفكك والتشرذم لامحالة، لأن ذلك هو التيه بعينه والتنكر للذات والتفكك الحتمي، إن أي دولة لا تقوم على فكرة جوهرية هو عنوان لتشجيع القوى الاجنبية على التخل في شؤونها الداخلية واضعافها ومن ثم الزوال..إن من أكثر الملاحظات على العراقيين كشعب وعرب كقومية هو كره الذات، والتخلي التطوعي عن المكانة والريادة، حيث إن العراق له مكانة خاصة في العالمين العربي والإسلامي ومركزه الرائد فيهما، وإنه من الناحية السياسية والاستراتيجية لا يمكن أن يفهم سبب طلب العرب وتركيزهم على التخلي عن قيمنا ومبادئنا وديننا، وتصر على ان يتخلى العراق عن ريادته ومصادر قوته ومصادر نفوذه وتقمص أي دور، هذا من الناحية السياسية والمنطقية والاستراتيجية ناهيك عن البعد الديني ،إن تخلي العراق عن إسلامه المحمدي الذي يدين به غالبية شعبه مع احترام الاقليات المذهبية او الدينية، هو ضرب من ضروب تدمير الذات وإضعافه وإعطاء الآخرين مصادر القوة والهيمنة على الفرد العراقي والدولة العراقية.وبدلا من تشجيع العراقيين في الشروع في بناء الدولة التي تفككت عراها وغيبت معالمها وسقطت هيبتها وتهاوت مؤسساتها ،عملت الدول العربية على ضخ عوامل الفوضى والاضطراب في الشارع العراقي من اجل المزيد من الهيمنة والتسلط وحتى نعمة التغيير التي انتظرها العراقيون بفارغ الصبر والأمل أصبحت نقمة عكرت صفو حياتهم.وعلى القوى السياسية العراقية أن تدرك خطورة المرحلة وضرورة الكف عن التسابق والتصارع من اجل تحقيق المكاسب الحزلبة الضيقة، وعليها أن تعي خطورة المرحلة وتربص الجوار وتناحر المخابرات الاقلمية على ارضنا مما جعل اهلنا يفجرون ويذبحون ويهجرون ويقتل بعضهم بعضا ويكفر بعضهم بعضا وفق اجندات هدامة وفتاوي مسخرة من وعاظ سلاطينهم لذاعلى الحكومة ان تعمل على مد جسور المحبة والثقة بين ابناء الوطن وتفعيل دور الامة ورأب الصدع الوطني ولم الشمل والعض على الجراح والتسامي فوق الأحقاد وقبول الآخر واعتماد مبدأ الحوار وإعادة الروح لهذا البلد العظيم ليعاود دوره الريادي والقيادي في المنطقة.
https://telegram.me/buratha