المقالات

ولماذا الانفعال الى هذا الحد؟؟

811 10:58:00 2010-09-17

بقلم نوال السعيد

في تقريرها الاخير عن حالة حقوق الانسان في العراق اشارت منظمة العفو الدولية الى جملة انتهاكات وتجاوزات للسجناء العراقيين البالغ عددهم ثلاثون الف سجين، وشبهت المنظمة اوضاع السجون العراقية الحالية، بأوضاع السجون في عهد نظام المجرم صدام، واشارت كذلك الى ان عددا كبيرا من السجناء مودعين دون محاكمات ولايعرفون الاسباب الحقيقية لسجنهم ولايعرفون متى سيحاكمون وكم من الوقت سيبقون في السجون.من يطالع التقرير وينظر اليه نظرة موضوعية سيجد لاول وهلة ان هناك امورا مبالغا فيها جدا، فمن غير المنطقي تشبيه السجون الان بسجون نظام صدام ، حيث احواض التيزاب، وشتى صنوف التعذيب الشديد جدا جدا الذي تسبب بأزهاق ارواح الكثيرين ، وتعرض الكثيرين ايضا الى عاهات وامراض مزمنة.ولكن هذا لايمنع من القول والتأكيد على حقيقة وجود انتهاكات وتجاوزات غير قليلة للسجناء في الوقت الحاضر، وهذا ما اعترفت به وزارة حقوق الانسان وجهات رسمية حكومية، ومنظمات حقوقية غير حكومية .لقد خرج اشخاصا قضوا فترات زمنية معينة في السجون وهم يعانون من مشاكل صحية ونفسية كبيرة بسبب ظروف السجن السيئة والمعاملة اللانسانية، واذا عرفنا ان عددا غيير قليل من العاملين في الاجهزة الامنية الحالية من مراتب وضباط كانوا في السابق جزء من المنظومة الامنية والاستخباراتية القمعية لنظام صدام فحينذاك يمكن لنا ان نتصور كيف ان هؤلاء الذين اعتادوا على سياقات معينة بعيدة كل البعد عن الاخلاق والدين والانسانية في وظائفهم يتعاملون اليوم مع السجناء وفيهم الكثير من المظلومين الذين القوا في السجون بسبب معلومات وتقارير كيدية وكاذبة من قبل ما يسمى بالمخبر السري.ومن جانب اخر يعتبر في كل القوانين والاعراف ان ايداع شخص ما السجن وابقائه دون محاكمة امر يخالف ابسط مباديء حقوق الانسان ويمثل انتهاكا للدستور واستهانة بالكرامة البشرية، وخطوة بأتجاه تفكيك المجتمع واضعافه.ويوجد حاليا في السجون العراقية مئات او الاف الاشخاص يستصرخون الضمائر الحية لا لاخراجهم من السجون وانما لتقديمهم الى المحاكمة ليعرفوا كم سيبقون قابعين في السجون ومتى سوف يخرجون.والمسوؤلين في الدولة العراقية المعنيون بأمر السجون لاينبغي عليهم ان ينفعلوا كثيرا لتقرير منظمة العفود الدولية، بل عليهم ان يدققوا ويقروا بوجود خلل وتجاوز ويعملوا على معالجته وتلافيه. لان ان يصوروا السجون في العراق وكأنها فنادق خمس نجوم!!.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك