المقالات

ولماذا الانفعال الى هذا الحد؟؟


بقلم نوال السعيد

في تقريرها الاخير عن حالة حقوق الانسان في العراق اشارت منظمة العفو الدولية الى جملة انتهاكات وتجاوزات للسجناء العراقيين البالغ عددهم ثلاثون الف سجين، وشبهت المنظمة اوضاع السجون العراقية الحالية، بأوضاع السجون في عهد نظام المجرم صدام، واشارت كذلك الى ان عددا كبيرا من السجناء مودعين دون محاكمات ولايعرفون الاسباب الحقيقية لسجنهم ولايعرفون متى سيحاكمون وكم من الوقت سيبقون في السجون.من يطالع التقرير وينظر اليه نظرة موضوعية سيجد لاول وهلة ان هناك امورا مبالغا فيها جدا، فمن غير المنطقي تشبيه السجون الان بسجون نظام صدام ، حيث احواض التيزاب، وشتى صنوف التعذيب الشديد جدا جدا الذي تسبب بأزهاق ارواح الكثيرين ، وتعرض الكثيرين ايضا الى عاهات وامراض مزمنة.ولكن هذا لايمنع من القول والتأكيد على حقيقة وجود انتهاكات وتجاوزات غير قليلة للسجناء في الوقت الحاضر، وهذا ما اعترفت به وزارة حقوق الانسان وجهات رسمية حكومية، ومنظمات حقوقية غير حكومية .لقد خرج اشخاصا قضوا فترات زمنية معينة في السجون وهم يعانون من مشاكل صحية ونفسية كبيرة بسبب ظروف السجن السيئة والمعاملة اللانسانية، واذا عرفنا ان عددا غيير قليل من العاملين في الاجهزة الامنية الحالية من مراتب وضباط كانوا في السابق جزء من المنظومة الامنية والاستخباراتية القمعية لنظام صدام فحينذاك يمكن لنا ان نتصور كيف ان هؤلاء الذين اعتادوا على سياقات معينة بعيدة كل البعد عن الاخلاق والدين والانسانية في وظائفهم يتعاملون اليوم مع السجناء وفيهم الكثير من المظلومين الذين القوا في السجون بسبب معلومات وتقارير كيدية وكاذبة من قبل ما يسمى بالمخبر السري.ومن جانب اخر يعتبر في كل القوانين والاعراف ان ايداع شخص ما السجن وابقائه دون محاكمة امر يخالف ابسط مباديء حقوق الانسان ويمثل انتهاكا للدستور واستهانة بالكرامة البشرية، وخطوة بأتجاه تفكيك المجتمع واضعافه.ويوجد حاليا في السجون العراقية مئات او الاف الاشخاص يستصرخون الضمائر الحية لا لاخراجهم من السجون وانما لتقديمهم الى المحاكمة ليعرفوا كم سيبقون قابعين في السجون ومتى سوف يخرجون.والمسوؤلين في الدولة العراقية المعنيون بأمر السجون لاينبغي عليهم ان ينفعلوا كثيرا لتقرير منظمة العفود الدولية، بل عليهم ان يدققوا ويقروا بوجود خلل وتجاوز ويعملوا على معالجته وتلافيه. لان ان يصوروا السجون في العراق وكأنها فنادق خمس نجوم!!.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك