احمد عبد الرحمن
تطور الحديث عن خيارات اللجوء الى الاطراف الخارجية لحل ازمة تشكيل الحكومة ، من درجة الهمس والطرح خلف الكواليس، الى درجة التداول العلني عبر وسائل الاعلام ومن على المنابر السياسية. يرى البعض ان عدم التوصل الى نتائج حاسمة لحل ازمة تشكيل الحكومة بعد اكثر من ستة شهور على الحوارات والمفاوضات المتعددة الاتجاهات والمستويات، يحتم الذهاب الى خيارات اخرى لحل الازمة، من بينها، الاستعانة بأطراف خارجية لها القدرة على جمع القوى السياسية العراقية، وادارة حوار جدي وعملي فيما بينها للخروج بالنتائج المطلوبة.ياترى هل يبرر عدم التوصل الى حل للازمة الاستعانة بهذا الطرف الخارجي او ذاك؟..اللجوء الى هذا الخيار يعكس في جانب منه عدم ثقة بالنفس، وفي جانب منه يمثل هروبا من الواقع، وتهربا من اصل وجوهر المشكلة-الازمة؟.بماذا يختلف لقاء القوى السياسية العراقية في أي عاصمة عربية او غير عربية عن اللقاء والجلوس في بغداد، واذا كان هناك اختلاف ، فبالتأكيد ان لقاات وحوارات بغداد اكثر فائدة واكثر جدوى، لاسيما اذا اتسعت مساحاتها لتستوعب اكبر عدد من القوى، ولاسيما واذا طرحت كل العقد والاشكاليات والقضايا الخلافية بكل وضوح وشفافية، لتوضع النقاط على الحروف.منذ وقت مبكر دعا رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم الى طاولة مستديرة تجتمع حولها مختلف القوى والكيانات السياسية الوطنية وكانت تلك الدعوة منطلقة من رؤية دقيقة وعميقة للواقع السياسي بما ينطوي عليه من تعقيدات، ولم يكن الهدف من وراء اطلاق تلك الدعوة -المبادرة تحقيق مكاسب سياسية خاصة، بل بأعتبار انها تمثل الصيغة الافضل والانجع لاختزال عامل الزمن، واختصار الطريق، وتجنب الدخول في متاهات المفاوضات الطويلة التي تستنزف الوقت والجهد، وتخلق حالة من الاحباط والتذمر والاستياء في الاوساط الجماهيرية، وهذا ماحصل للاسف.وسنقع-كقوى وطنية تتحمل مسؤولية كبرى-في خطأ اخر اذا ذهبنا الى خيار الاستنجاد بالخارج، بينما الحل في متناول ايدينا، فقط نحتاج الى ارادة حقيقية واستعداد لتقديم المصالح العامة على المصالح الخاصة، والتخلص من العقد والاحتقانات التي تشكل عقبات كأداء امام الانفراج.
https://telegram.me/buratha