بقلم..رضا السيد
الكثير ممن عاشوا فترة الثمانينات من القرن الماضي ووعوا لما حدث في تلك الفترة وواكبوا ما جرى فيها بالعراق وخصوصا فترة الحرب بين العراق وإيران والتي استمرت ثمان سنوات وذهب ضحيتها عشرات الآلاف من أبناء البلدين المسلمين الجارين ، فقد زج المجرم صدام بزينة شباب العراق في هذه المحرقة الخاسرة فقط لإرضاء غروره الشخصي ونزولا لخواطر بعض الحكام العرب من الذين أوهموه بأنه الفارس العربي والقائد الضرورة وغيرها من الألقاب التي جعلت منه ( أي صدام ) طاغية بمعنى الكلمة . وفي خلال تلك الحرب طفت على السطح العراقي ظاهرة غريبة وهي إعطاء الأموال من قبل الجنود للضباط في سبيل الحصول على الإجازات والمساعدات كي يتمكنوا من إعانة عوائلهم وكذلك المحافظة على سلامتهم ، وتفشى هذا الموضوع في كل مفاصل الجيش العراقي بكثرة عجيبة حتى بات العراقيين والميسورين منهم خاصة يتعاملون بهذا الموضوع علنا , كما إن هذا الموضوع شمل بعض الجنود الفقراء الذين كانوا يعملون أثناء إجازاتهم بالكثير من الأعمال الشاقة والصعبة في سبيل أن يدفعوا كي يتمكنوا من الرجوع إلى عوائلهم أسوة بغيرهم ، وفي تلك الفترة كان هذا العمل مقنع نوعا ما إذا ما اعترفنا بحالة الظلم التي كانت تمارس على الجنود العراقيين .. أما ألان وحرب العراق مع المتطرفين والإرهابيين والحاقدين الذين يريدون سرقة البسمة من بين شفاه الأطفال فمن المفروض إن الأمر مختلف .. ؟ فقد عادت هذه الظاهرة من جديد وبحلة أكثر لمعانا وبأسلوب لا يختلف عن الأسلوب القديم وبلغت حدة انتشارها إلى الحد الذي لا يمكن السكوت عليه باعتبار العراق ألان بأمس الحاجة إلى هؤلاء الجنود الذين يدفعون ويتبرعون كي يحصلوا على إجازة مقارنة بالظروف الاستثنائية التي تمر بالوطن والمواطن . راح اغلب أفراد الجيش العراقي يتداولونها بل صار التعامل بها ( أي الرشوة ) أو كما يسمونه في الجيش ( التبرع ) أكثر مما في السابق ولا أريد أن اذكر عينات معينة في صفوف الجيش العراقي وبالأسماء والأرقام تتداول مثل هذا النوع من الفساد الخطير بل فقط أريد أن أنبه السادة المسؤولين الذين يعبر عنهم المثل الشعبي العراقي ( نايمين ورجليهم بالشمس ) في وزارة الدفاع حتى ينتبهوا إلى مثل هذا الوباء الذي أتمنى من كل قلبي أن لا نندم عليه في المستقبل ولات حين مندم .
https://telegram.me/buratha