المقالات

المسدس الكاتم لن يكتم اأصواتنا ولن يثني ارادتنا

1025 10:19:00 2010-09-15

كريم النوري

ظاهرة المسدس الكاتم صناعة صدامية بامتياز فقد استخدمها البعثيون مبكراً في مطلع الثمانينات عند استحواذهم على السلطة وادواتها سنة 1968 فتفننوا في استخدامها في السفارات العراقية لاغتيال الخصوم والمعارضين للنظام السابق فاستغلوا الحصانة الدبلوماسية للدبلوماسيين العراقيين ليدسوا الكاتم في الحقائب الدبلوماسية المحصنة من التفتيش في المطارات الاجنبية لتطال العراقيين في الخارج.فاستخدام المسدس الكاتم لم يكن اسلوب المعارضين ابتداءً بل كانوا هم ضحاياه وهو اسلوب اعتمدته المخابرات الحكومية لاغتيال الخصوم والمناهضين فهناك الكثير من الضحايا العراقيين الذين ذهبوا ضحية المسدس الكاتم في خارج الوطن وداخله.عبقرية الكاتم من نتاجات الفكر البعثي السلطوي وهو الاسلوب السائد في مواجهة الخصوم وليس ثمة خيار سواه فلا حوار ولا نقاش ولا مناظرة او اقناع وان التصفية الجسدية والقتل والابادة الفورية لكل من يعترض او يمتعض من اساليب النظام الحاكم.اللجوء الى الكاتم يمثل منتهى الانحطاط والجبن والهزيمة ولا يمت للشجاعة والثقة بادنى صلة فهو يستبطن الخوف من الاخر وعدم القدرة على المواجهة الصريحة والمشكوفة فان الخيارات المتاحة الاخرى دون خيار ازهاق الارواح والقتل والابادة هي خيارات يمكن ان تحقق نجاحات في اقناع الاخر او تقريب وجهات النظر بين المعارضة والسلطة.واصحاب الكواتم هم انفسهم اصحاب الوجوه الملثمة والمقنعة الذي يؤمنون بالظلام والاختقاء والتستر وراء الاقنعة والمسدسات الكاتمة لانهم لم يجرؤ على مواجهة الاخرين بانفسهم وحقائقهم.اصحاب الكواتم ومستخدوها هذه الايام هم انفسهم المستخدمون لها في العهد البائد او هم الموجهون والمنسقون والمحددون للاهداف وهي واحدة من اليات المواجهة الى جنب استراتيجية السيارات المفخخة والاحزمة الناسفة وقد تكون هذه الاساليب الكاتمة لاغتيال العراقيين هي وسيلة اخرى من اساليب القتل والابادة الجماعية التي مارسها هؤلاء في العهد البائد.والملفت ان هؤلاء استخدموا المسدس الكاتم والحقيبة الدبلوماسية عندما كانوا داخل السلطة ثم استخدموا الكاتم نفسه عندما كانوا خارجاً من السلطة يتسكعون في الشوارع الخلفية يتربصون بشعبنا المكائد والمصائد ولم يتقنوا منطق الحوار والاقناع سواء داخل السلطة او خارجها.نسمع يومياً بالكثير من الاغتيالات في العاصمة بغداد وبقية المحافظات باغتيال الكثيرين عن طريق المسدس الكاتم واستهداف قوى امنية وشرطة مرور واعلاميين وسياسيين ومواطنين عاديين وبدم بارد دون ان نعرف الجهات الفاعلة والمنفذة.والمؤسف بعد كل عملية اغتيال عن طريق المسدسات الكاتمة يخرج علينا المتحدثون الامنيون وهم يشرحون لنا قصة الاستهداف وحكاية الاغتيال ويحللون العملية بعد وقوعها دون ان يمنعوا من وقوعها وقد نجحوا بجدارة في تحليل المشهد الاغتيالي ودوافع الفاعلين ولكنهم فشلوا تماماً في منع وقوع عمليات الاغتيال او كشف مصادر التمويل لهذه المسدسات رغم سماعنا يومياً باعتقال العشرات من الارهابيين الذين يقفون وراء هذه العمليات ولكن العمليات لم تتوقف والارهابيين الذين يقفون وراء هذه العمليات مازالوا مجهولين.لا نحتاج الى تحليلات وقراءات لدوافع المجرمين القتلة بل غاية ما نحتاجه اما منع وقوع الجريمة وحماية المواطنين او الكشف الفوري عن اعتقال المجرمين أو ابراز اعترافاتهم لكي يطلع شعبنا ويزداد ثقة بقواه الامنية.من واجبات القوى الامنية حماية المواطنين والكشف السريعي والمهني عن اسباب وخلفيات وحيثيات الجريمة من اجل الحد من وقوعها او منعها وليس من واجباتها سرد تفاصيل الاغتيال وعدد الرصاصات في قلب الضحية وسرد تفاصيل لا علاقة لها بالاجراءات الاستباقية او الاحترازية لمنع تكرار الجريمة.ولكن يبقى الاجراء المهم هو كيف نواجه الكاتم ونحمي السياسيين والناشطين والاعلامين ورجال الامن والمرور من هذا الاستهداف ونوقف مسلسل القتل اليومي الذي يطال العراقيين؟الاجراءات الاستباقية او الرادعة ضد هذه الاستهدافات غير جدية وغير عملية وهي لم تمنع وقوع الجريمة او تردع القتلة والارهابيين من ارتكاب مثل هذه الجرائم رغم العدد الهائل من السيطرات والقوى الامنية واجهزة الفحص.يبدو ان المسدسات الكاتمة لا تمنعها السيطرات الهائلة او اجهزة الفحص او انتشار القوى الامنية في بغداد في مظهر يعكس عسكرة المجتمع وعقلية الثكنة في بلد خرج من ثقافة المهيب والبطل منذ سبع سنوات ومازال يعاني من هذه الظواهر المؤسفة.بعض المعنيين الامنين أقترح على بعض الاعلاميين ارتداء النظارات السوداء لاخفاء وجوههم لكي لا يستهدفوا من قبل الارهابيين وهذا مقترح وجيه فلا تستطيع ان تضع لكل اعلامي وسياسي وشرطي مرور حراسة خاصة فهذا يستنزف ميزانية الدولة وهو اجراء غير منطقي وغير عملي.ولعل من المثير الى الغرابة ان القوى الارهابية التي تبادر لضربنا واستهدافنا واختراقنا وانتقاء الاليات الفاعلة لتحقيق مآربهم واغراضهم المشبوهة مازالت تغرق بغداد وبقية المحافظات بالمسدسات الكاتمة بينما اغلبنا عاجزون من توفير اجازات حمل السلاح لمن يمتلك مسدساً للدفاع عن نفسه وهذه خلل ورتابة في اجراءات استحصال اجازات حمل السلاح وما نخشاه هو حصول هؤلاء على وثاثق تمنحهم الحركة وحمل السلاح الكاتم للصوت وهو ما يعقد الحلول والاجراءات.ورغم قناعتنا الاكيدة باننا سنتجاوز تحديات الكاتم والتهديدات المستمرة كما تجاوزنا عمليات الاستهداف الجماعية الا اننا على يقين وقناعة اكيدة بان هذه الاساليب لن تخيفنا او ترعبنا وقد نقدم التضحيات والشهداء ولكننا لم ولن نتراجع ابداً ولن نستسلم للارهابيين بل نتحداهم بحضورنا في الميدان السياسي والاعلامي ولن نترك الساحة مهما كانت التضحيات والتهديدات.نحن نعتقد بان الارهاب عندما يستخدم الكاتم يريد ان يحقق اهدافاً محددة من وراء هذه الجرائم ولعل من اهمها هي ارعابنا وتأكيد تراجعنا واستسلامنا ونحن في سياق ردنا على هذه الاهداف ينبغي ردنا المماثل على هؤلاء عبر الحضور الفاعل في الميدان وعدم اخلاء الساحة مهما عظمت التحديات وكثرت المسدسات الكاتمة فالتراجع يعني اننا نعين الارهاب على تحقيق اهدافها والوقوف بالميدان بشجاعة يؤكد ردنا العملي على هؤلاء المهزومين المجرمين.اذا وجد الارهابيون فينا تراجعاً او تردداً او رعباً فانهم سيتمادون بضربنا واستهدافنا وتخويفنا بينما اذا وجدوا العكس فسيتراجعون اكيداً خائبين خاسرين مدحورين.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
هدى الموسوي
2010-09-15
انكم شجعان ولم تستطع المسدسات قهركم لانكم بدريون
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك