المقالات

بين التشدد والتسامح

721 10:02:00 2010-09-15

احمد عبد الرحمن

حكيمة ومسؤولة ونابعة من تقدير صائب وسليم للمصالح الانسانية والدينية ، دعوة المرجع الديني الكبير اية الله العظمى السيد علي السيستاني الى التهدئة وضبط النفس وعدم الاعتداء والتجاوز على ابناء الديانة المسيحية، على خلفية مشاعر الغضب التي عمت عموم العالم الاسلامي بسبب دعوة قس اميركي مغمور الى احراق كتاب الله المجيد(القران الكريم) في نفس المكان والزمان الذي وقعت فيهما عمليات الحادي عشر من ايلول-سبتمبر قبل تسعة اعوام.من الخطأ ان يتم الرد على العنف والارهاب بنفس الادوات والاساليب، ومن الخطأ التجاوز على المقدسات والمعتقدات الدينية، اسلامية كانت ام مسيحية ام مرتبطة بأية ديانة اخرى تحت حجج وذرائع واهية لايمكن القبول بها تحت أي ظرف من الظروف.ان دعوة القس الاميركي التي منيت بالفشل بعد ان قوبلت بالرفض والاستنكار والاستهجان، ليس من قبل ابناء العالم الاسلامي، بل من كل دعاة وانصار فكرة التسامح والعيش بوئام وسلام بين مختلف الشعوب والامم والمذاهب والاديان، تمثل تلك الدعوة نموذجا صارخا للتشدد والتطرف الذي لايجلب سوى الماسي والكوارث والويلات على الجميع بلا استثناء. والتجارب والمصاديق على مثل تلك التوجهات كثيرة، ودعوة القس الاميركي هي في الواقع تمثل الوجه الاخر لمنهج الذين اقدموا على تنفيذ عمليات الحادي عشر من سبتمبر.فهذين العملين او الموقفين هما وجهان لعملة واحدة، رغم ان المخططين والمنفذين لعمليات 11 ايلول ينتمون الى الديانة الاسلامية، وصاحب مبادرة حرق المصحف الشريف ينتمي الى الديانة المسيحية.وهذا يعني ان التطرف والتشدد لادين له ولا هوية، واجندته واحدة رغم اختلاف المسميات والعناوين والذرائع والمبررات.وفي مقابل ذلك فأن التسامح هو الاخر لايحمل هوية دينية او قومية او مذهبية معينة، وانما هويته انسانية شاملة.والمرجع السيد السيستاني في مجمل مواقفه وتوجهاته يعد نموذجا فريدا لاشاعة وبث ثقافة التسامح بين جميع المكونات والطوائف، ليس في العراق فحسب، ولا في العالم الاسلامي فقط، وانما في عموم بقاع العالم.وكم تحتاج البشرية الان وفي كل وقت الى قادة ورموز وحكماء كبار يقودونها الى بر الامان، بدل جرها الى نيران الارهاب

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك