المقالات

بين التشدد والتسامح


احمد عبد الرحمن

حكيمة ومسؤولة ونابعة من تقدير صائب وسليم للمصالح الانسانية والدينية ، دعوة المرجع الديني الكبير اية الله العظمى السيد علي السيستاني الى التهدئة وضبط النفس وعدم الاعتداء والتجاوز على ابناء الديانة المسيحية، على خلفية مشاعر الغضب التي عمت عموم العالم الاسلامي بسبب دعوة قس اميركي مغمور الى احراق كتاب الله المجيد(القران الكريم) في نفس المكان والزمان الذي وقعت فيهما عمليات الحادي عشر من ايلول-سبتمبر قبل تسعة اعوام.من الخطأ ان يتم الرد على العنف والارهاب بنفس الادوات والاساليب، ومن الخطأ التجاوز على المقدسات والمعتقدات الدينية، اسلامية كانت ام مسيحية ام مرتبطة بأية ديانة اخرى تحت حجج وذرائع واهية لايمكن القبول بها تحت أي ظرف من الظروف.ان دعوة القس الاميركي التي منيت بالفشل بعد ان قوبلت بالرفض والاستنكار والاستهجان، ليس من قبل ابناء العالم الاسلامي، بل من كل دعاة وانصار فكرة التسامح والعيش بوئام وسلام بين مختلف الشعوب والامم والمذاهب والاديان، تمثل تلك الدعوة نموذجا صارخا للتشدد والتطرف الذي لايجلب سوى الماسي والكوارث والويلات على الجميع بلا استثناء. والتجارب والمصاديق على مثل تلك التوجهات كثيرة، ودعوة القس الاميركي هي في الواقع تمثل الوجه الاخر لمنهج الذين اقدموا على تنفيذ عمليات الحادي عشر من سبتمبر.فهذين العملين او الموقفين هما وجهان لعملة واحدة، رغم ان المخططين والمنفذين لعمليات 11 ايلول ينتمون الى الديانة الاسلامية، وصاحب مبادرة حرق المصحف الشريف ينتمي الى الديانة المسيحية.وهذا يعني ان التطرف والتشدد لادين له ولا هوية، واجندته واحدة رغم اختلاف المسميات والعناوين والذرائع والمبررات.وفي مقابل ذلك فأن التسامح هو الاخر لايحمل هوية دينية او قومية او مذهبية معينة، وانما هويته انسانية شاملة.والمرجع السيد السيستاني في مجمل مواقفه وتوجهاته يعد نموذجا فريدا لاشاعة وبث ثقافة التسامح بين جميع المكونات والطوائف، ليس في العراق فحسب، ولا في العالم الاسلامي فقط، وانما في عموم بقاع العالم.وكم تحتاج البشرية الان وفي كل وقت الى قادة ورموز وحكماء كبار يقودونها الى بر الامان، بدل جرها الى نيران الارهاب

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك