* بقلم خليل الفائزي
على مدى العقود الماضية ظل معظم الحكام و كبار المسئولين يطلقون على أنفسهم صفات وألقاب يندب لها الجبين وتقشعر لها الأبدان حتى و ان أحد زعماء الأنظمة الدكتاتورية و المستبدة في المنطقة من الذين كان يتصور انه فرعون عصره و انه خالد الى ابد الدهر أطلق على نفسه صفات و ألقاب اكثر عشرات المرات من صفات ذات الله تعالى و انه قال بصلافة و تكبر اذا كان لله 99 اسماً فأنا احمل ألف اسم و لقب!،لكن إرادة الله و الشعب كانت الأقوى و اندثر نظام هذا الحاكم و دفن في مزبلة التاريخ في مصير كان أسوء من مصير نظيره فرعون.
و مع ان أسماء الله الحسنى التي ذكرتها جميع الكتب السماوية هي مختصة فقط لذات رب العالمين و لا يجوز شرعاً و عقلاً إطلاقها او حتى التعريف و التمجيد بها لجميع المخلوقات الا ان الكثير من الحكام الغابرين و الحاليين نسبوها لانفسهم و يبجلون بها بعضهم البعض و كأنهم آلهة يمشون على الأرض و يتحكمون على خلق الله الذين استعبدوا و كأنهم خلق الحكام و الملوك.
و اذا غضضنا النظر عن الألقاب الإلهية و المقدسة التي احتكرها حكام المنطقة لانفهسم او ما تنسبه لهم أجهزة إعلامهم التافهة فان الألقاب الهامشية التي تنسب او تطلق على هؤلاء لا تليق بهم و لا تنطبق عليهم أيضا وهي ألقاب و أوصاف بعيدة كل البعد عن الحقيقة و لا تمت بصلة للواقع من أفعال و سلوك جميع هؤلاء الحكام و الأمراء الذين لا يستثنى منهم أحدا. حكام و ملوك ارض نجد و الحجاز و منهم الملك الحالي عبد الله أطلقوا على أنفسهم ألقابا براقة و بالونية بهدف التلميع و إخفاء حقيقة أفعالهم البشعة و سلوكهم المعادي للإنسانية، و من هذه الألقاب: الملك العادل، خادم الحرمين ، المهيمن على القلوب ، الملك الحكيم ، الإنسان المؤمن الأمين و قائد الأمة الإسلامية و الناطق بالحق و اليقين!، في حين ان الملك عبد الله و جميع الملوك الذين حكموا نجد و حجاز و ما يطلق عليها الآن بالمملكة العربية السعودية لا يجيدون التحدث بلباقة لجملة مفيدة و لا يميزون بين الحق و الباطل و لا اليمين من اليسار و لا يعرفون الأنثى من الذكر ، فيا ترى عن اي شخصية فذة و منقطعة النظير يتحدث إعلام النظام السعودي عن الملك عبد الله و هو لا يجيد النطق بفصاحة بعدة كلمات و ليست له القدرة على قراءة ثلاث جمل و عبارات مدونة أمامه و لا يستطيع إقناع مخاطبيه و مستمعيه الا بلغة الريال و الدولار؟!.و عن اي قيادة للامة الإسلامية يتحدث عنها إعلام النظام السعودي الرخيص و ملكه و حسب اعتراف الجميع لا يفقه أصول الدين من فروعه و لا يعرف مبادئ الإسلام بل هو يطبق فقط الفكر الرجعى الوهابي التكفيري المعادي لكافة المذاهب الإسلامية و الأديان السماوية، وهو الفكر الخبيث و المنحرف و الضال الذي أوجده الاستعمار البريطاني و كرسته أمريكا لاضعاف قدرة المسلمين و تشويه صورة الإسلام و جعل ارض مهبط الوحي فريسة سهلة و مسرحاً لسلطة للأجانب و ناهبي ثروات الأمة و خيراتها؟.
و عن اي دولة عصرية يتحدث الإعلام السعودي التي بناها أبناء آل سعود و النظام الحاكم في نجد و الحجاز اعتقل وقمع و لا يزال خيرة الشباب و سجن المفكرين و دعاة الإصلاح والخطباء و السياسيين و الإعلاميين و الجامعيين و رجال الدين و اضطهد كافة الذين رفضوا الأفكار الوهابية و الحاقدة على الإسلام، و أين هذه الدولة العصرية التي تصيبها الكوارث و الأزمات و يموت المواطنين بالمئات و الآلاف في يوم واحد لمجرد هطول المطر و عبور موجة من الغبار عبر مدنها؟.
و عن اية عدالة لملوك آل سعود يزعم بها إعلامهم المضلل و ملايين من أبناء أغنى بلد نفطي يعيشون في مجتمع سماته الأساسية الفقر و الجهل و التخلف و تنخر فيه أحكام الجاهلية و تسيطر عليه شريعة الغاب و لا يفهم فيه غالبية الحكام و الأمراء سوى لغة ملأ البطون و إرضاء ما تحتها من شهوات حيوانية تشمل النساء و الغلمان معاً!.
و أي عدل هذا و آل سعود الأجلاف و المتخلفين عقلياً و لا يملكون ذرة من الوجود الإنساني يتحكمون بمصير كافة الطوائف والعشائر و القبائل و يذلون حتى أبناء جلدتهم و طينتهم و يرجحون مصالح الأجانب على ملتهم و يقدسون هبلهم الأكبر أمريكا و يركعون امام لاتهم إسرائيل و يعبدون الملذات الجنسية و يكنزون الأموال خلافاً لارادة الله و شرعه، فأين هذه الخدمة التي قدمها حكام آل سعود للحرمين الشريفين و هم عبدة الشيطان الأكبر و خدامه و لا يسمحون في مراسم الحج لضيوف الرحمن تطبيق أصول و مناسك الحج لاسيما إطلاق شعار " الله اكبر" و الموت للشيطان الأكبر و لا حتى السماح للمسلمين التباحث و التشاور مع بعضهم البعض أمور دنياهم و آخرتهم و يعتبرون ذلك خطراً داهماً على ما يسمى الإسلام الوهابي.
و هل يمكن وصف اي من حكام آل سعود بالملك العادل و ثروة كل من هؤلاء غير الشرعية و بحسب تقرير رسمي دولي قدرها عشرات و احياناً مئات مليارات دولار تكدس في بنوك سويسرا و أمريكا و بريطانيا، و ان ثروة آلاف من أمراء الأجلاف في هذا البلد لا تقل عن عدة مليارات دولار لكل منهم و يشيدون قصور البذخ و الفسق و الفجور تطبيقاً للقول المأثور: لا يبنى قصر الا و بجانبه حق مضيع لآلاف الفقراء و المحرومين.
فأين هؤلاء من عدالة و حكم و أسوة معظم ولاة و أمراء صدر الإسلام من الذين كانوا لا يملكون قوت يومهم و يتسابقون لفعل الخير للجميع دون تمييز و عند مماتهم او شهادتهم كانت تركاتهم لا تزيد عن بضع دراهم بالرغم من انهم كانوا يحكمون على أراض و إمبراطوريات سعتها عشرات مرات مساحة ارض نجد و الحجاز.
ملوك آل سعود و نظراؤهم الجائرون والفاقدون لذرة من نفحات الحلم و الأخلاق و روح الإنسانية ارتكبوا قبل أعوام افظع جريمة بشعة ضد البشرية من خلال مشاركتهم المباشرة في تنفيذ المخطط الصهيوني الأمريكي الذي عرف بأحداث 11 سبتمبر من خلال تدريب مجموعة من الطيارين الإرهابيين المرسلين من السعودية و الإمارات و قطر خصيصا إلى أمريكا للقيام بتفجيرات إرهابية كان الهدف الأساسي منها احتلال المزيد من الدول العربية و الإسلامية و تجييش أمريكا والناتو و إسرائيل لمئات آلاف من القوات العسكرية المدججة بأفتك الأسلحة لغزو المنطقة و نهب ثرواتها و إذلال شعوبها، والأكثر قباحة في هذه التطورات هو قول الملك عبد الله الذي يطلق على نفسه لقب قائد الأمة الإسلامية انه يؤيد احتلال المزيد من الدول العربية والإسلامية بواسطة أمريكا و الناتو و إسرائيل، و ذلك خلال ثلاثة لقاءات متسلسلة له مع الرئيس الفرنسي ساركوزي في باريس و رئيس الاستخبارات الإسرائيلية في مدينة جدة و وزيرة خارجية امريكا هيلاري كلينتون في الرياض في العامين الماضي و الجاري.
خادم الحرمين و الحكام الأجلاف في المنطقة لم يكتفوا برقصة السيف والخنجر فرحاً على ما حل بالعراق الجريح من مآس و قتل و دمار جراء الاحتلال الأمريكي الغاشم و المستمر بل و شربوا من دماء أبناء الشعب العراقي الأبرياء و رفعوا نخب الخمر عالياً مع أسيادهم في واشنطن للمساهمة الفاعلة و المباشرة لتجنيد و إرسال الإرهابيين و القتلة و أحقر الخلق من ذئاب بشرية عبر الأراضي السعودية مباشرة او عبر دول مجاورة و بالتنسيق مع حكامها لتنفيذ الانفجارات المنظمة وعمليات القتل الإرهابية في كافة أنحاء العراق تحت يافطة مقاتلة المحتل و عملائه و إرسال هدايا و عطايا الملك المؤمن والعادل ! للشعب العراقي كان آخرها قبل أيام ما تم الكشف عنه من أسلحة و معدات في طريق البصرة بغداد وهي شحنة حمولتها أطنان من بنادق و مسدسات مجهزة بكواتم الصوت لقتل الأبرياء من أبناء الشعب العراقي دون ضجيج و ذبح خيرة الشباب دون إزعاج للآخرين!.
ادعاءات و سلوكيات و أفعال حكام آل سعود قطعاً إنها تنطبق على معظم نظرائهم من الحكام و المسئولين و الأمراء من الذين يعبدون إلههم الشيطان الأكبر أمريكا و يعتبرون إسرائيل مصدر إلهامهم و مرتع مصالحهم المشتركة و يذلون شعوبهم بالقمع و الإرعاب و مصادرة الحريات و عدم إجراء الانتخابات الحرة والنزيهة و يكنزون الأموال دون إنفاقها بحق و عدل على المحرومين و المحتاجين في بلدانهم.
* كاتب و إعلامي مستقل ـ السويد
https://telegram.me/buratha