المقالات

حكايات لها دلالتها اللغة العربية والتدريس الجامعي

1202 17:28:00 2010-09-13

الدكتور مجيد الشرع استاذ جامعي

تعد اللغة العربية ذات سعة واتساع في معطياتها فألسعه تعني وجود فسحة المعنى والأتساع يعني إمكانية ألاستيعاب للمستجدات وفقا لمتطلبات الحياة وقد أشار القرآن الكريم على نحو مقصود إلى هذا المعنى بقوله تعالى:(انا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون( سورة يوسف :آية 12 ))وكلمة عربيا يعني اللغة العربية وإذا أردفنا المعنى المستفاد مع مدلول ألآية الكريمة في قوله تعالى( إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم( سورة الأسراء :آية 17))نجد إن التأكيد على اللغة العربية كلغة علم وثقافة تكاد إن تكون مميزة خاصة وإنها لغة القرآن الكريم ذلك الكتاب الإلهي الذي لا يأتيه الباطل.والدلائل التي نقصدها في هذه الحكاية هي المسالك التي تتبعها جامعتنا العربية في لغة التدريس وخاصة مجال الدراسات العليا للتخصصات المختلفة وأن اللغة العربية أضحت غير مستساغة وكأنها عجزت عن مواكبة التطورات بعد إن دخل ألانترنت وتكنولوجيا المعلومات مجالات العمل والعلم وأبدلت محلها أللغة ألانكليزية وكأن هذه ألأخيرة لها ميزاتها التي تفوق لغتنا الجميلة.أنها لنكاية في مدلول الحكاية فاللغة العلمية هي التي تتمتع بسعة المفردات والمعاني ولو قارنا مقارنة بسيطة نجد إن اللغة العربية تشتمل على (29) حرفا إذا أضفتا الهمزة في حين إن اللغة ألانكليزية تشتمل على(26) حرفا ويعني ذلك إن لغتنا العربية تتفوق في مجال ألاشتقاق والتصريف بهذه الزيادة الحرفية وقد دللت ألأحداث في عصور سابقة على أهمية هذه اللغة كلغة تأليف لمختلف العلوم واستفادة الغرب من تلك المؤلفات مثل مؤلفات ابن سينا في الطب وابن الهيثم في الصيدلة ومؤلفات الفارابي وغيرهم فلماذا ننكر فضل هؤلاء وننحرف إلى مادون المستوى دون استدلال يقيني بل إتباع جرنا إلى طمس هويتنا سواء بالقصد أو بدون القصد حيث أضحت اللغة العربية غريبة في بلدها.وبالرجوع إلى تاريخنا المجيد وخاصة وقت ظهور ألإسلام نجد إن النبي(ص) اشترط إن تكون فدية ألأسير من المشركين في غزوة بدر هي تعليم الكتابة لنفر من المسلمين.وأكثر دلالة على أهمية اللغة العربية بكونها لغة القرآن الكريم وهي تمثل بهذا أول نص عربي إسلامي نتيجة لتعلم الكتابة كما اشرنا.وكان سبب انتشار ألإسلام في مشارق ألأرض ومغاربها بسبب لغة القرآن الكريم واهتمام الخلفاء والولاة بهذه اللغة.ولست هنا بمؤرخ للاستدلال المنطقي لهذه اللغة بقدر مااريد إن أصل في حكايتي إلى ما نلمسه من فئة تروج لأفضلية اللغة الانكليزية باعتبارها لغة العصر ونسوا إن العصر والتحديث يقبل المتميز عند التفاضل فهل فاضلوا وقارنوا وهل ثبت عجز اللغة العربية بمفرداتها؟.تشير دلائل التاريخ إن اللغة الفرنسية التي تأتي ألان في المرتبة الثانية بعد اللغة ألأتكليزية من حيث الناطقين بها قامت وانتشرت بجهود عدد من ألأدباء والمفكرين مثل فولتير ورسو ومنسيكو ،كما أكد الرئيس الفرنسي عند زيارته للقاهرة عام 1992 إن من أهداف هذه الزيارة هي نشر اللغة الفرنسية، كما إن ذات الرئيس استنكر في مؤتمر عقد قبل أشهر على احد المتكلمين بغير اللغة الفرنسية وهكذا نجد إن الدول ألأوربية المتقدمة لا تمنح جنسيتها للمهاجرين إليها مالم يجتازوا بنجاح إمكانية إجادة لغة ذلك البلد.إن اللغة بوجه عام هي العنصر ألأساسي والمرآة التي يشاهد فيها مقومات كل امة وشخصيتها ويجتمع فيها رصيد حكمتها وتجاربها ومبادئها التي تعيش من اجلها.ومن خلال تلمس الواقع المعاش نرى إن هناك هجمة شرسة على لغتنا العربية وهي هجمة مقصودة لاستلاب اللغة العربية من مضامينها وكأنها لاتصلح للتدريس الجامعي العالي وقد يروج لذلك بعضا من تعلموا في بلدان أجنبية ظنا منهم بتفوق اللغة الإنكليزية كلغة علم على العربية ويساندهم في ذلك انجرار العالم نحو هيمنة تلك الدول اقتصاديا من جهة وأن المتكلم باللغة الإنكليزية أكثر حضارة وفهما في مجال التدريس ممن لم يعرف تلك اللغة أو اقل الماما بها وهذا تفسير خاطئ أثبتت الوقائع إن من حملة الشهادات العليا ومن جامعات عربية رصينة هم اقدر باعا في التأليف والتدريس وهؤلاء الذين درسوا في جامعات أجنبية يرجعون إلى مؤلفاتهم في اغلب بحوثهم ودراساتهم والعبرة هي في تتبع ألأستاذ الجامعي ومواصلته البحث في مجال اختصاصه لا بالشهادة التي يحملها كما انه لا بأس بل من الضروري أن تترجم علوم ألآخرين من لغتهم التي كتبت بها تلك العلوم إلى العربية وهذا ما سار عليه الخليفة المأمون في إنشاء دار الحكمة حيث ترجمت أمهات الكتب إلى العربية.ولعلنا في هذه الحكاية ألا نقلل من شأن أولئك الرواد الذين احتضنوا اللغة العربية وعلموا أهميتها في مجال التعليم فقد أمر محمد علي باشا بتدريس الطب والعلوم العسكرية باللغة العربية وقد نشأت بسبب ذلك حركة من الترجمة في مصر افرز نشاطها عن 135 كتابا علميا و66 كتابا عسكريا ولم ينته هذا ألاهتمام في اللغة العربية ألا في سنة 1882 بعد احتلال الانكليز إلى مصر.وحذت حذو ذلك مدرسة المبشرين البروتستانت ألامريكين والتي سميت فيما بعد جامعة بيروت الأمريكية والتي بدأت الدراسة فيها بالعربية منذ تأسيسها سنة 1866 حتى عام 1883 حيث بدأ التدريس باللغة الإنكليزية.كما إن لمؤتمرات التعريب جهدا في تجسيد أهمية اللغة العربية كلغة علم وثقافة تتميز بطابعها ألاستيعابي ومن بين تلك المؤتمرات:-مؤتمر التعريب ألأول في الرباط سنة 1961.- مؤتمر التعريب الثاني في الجزائر سنة 1973.-مؤتمر التعريب الثالث في ليبيا سنة1976.مؤتمر تعريب التعليم العالي في الوطن العربي بغداد1978.حيث اجمع المتحدثون بقدرة اللغة العربية على مواكبة الحضارة وكانت توصياتهم تنصب في أهمية تدريس اللغة العربية في الجامعات للمواد العلمية والأدبية.هذه حكاية ألم نلمس أبعادها في دراستنا العليا فنحن نخطط مساقات التدريس باللغة العربية ونعمل على تدريسها باللغة ألإنكليزية ومجتمع الدراسة هم طلبة عرب يلقون صعوبة في تفهم ما يطرح عليهم فهم غير مؤهلين أصلا للتعليم باللغة الإنكليزية فهل نحن منصفون معهم حقا؟ .وفي هذا ا المجال الم يكن من ألأجدر إن يطرح التدريس باللغة العربية يوازي ذلك ترجمة باللغة الانكليزية حتى تتساوى ألاستفادة من لغتين حيتين ويترك للطالب حرية ألإجابة بأية لغة يشاء.ليس القصد في هذه الحكاية التقليل من اهمية اللغة الانكليزية كلغة علم مجاراة لتقنيات العصر ولكن القصد الا نقلل من شأن لغتنا العربية فهي صالحة وتبقى صالحة كلغة تعبير في شتى المجالات بل قد يظهر مبدعون من شبابنا الجامعي في ابتكارات في عالم المعرفة تستند على اللغة العربية كلغة توصيل للمعلومات.وقد اطلعت على احد مواقع الأنترنت " ايلاف" فوجدت مبادرة تعزز ما قصدته من هذه الحكاية حيث بادرت شركة الحلول التقنية التفاعلية التي تتخذ من الرياض مقرا لها على انشاء محرك باللغة العربية ينافس محرك Googleومحرك Yahooومحركات اخرى سينطلق في فترة وجيزة حيث ان اساس هذه الفكرة نتيجة لدراسات عن مستخدمي الأنترنت من العرب حيث ظهرت نسبة 65% من المستخدمين لا يستطيعون قراءة اللغة ألأنكليزية كما ان من المتوقع ان يكون عدد المستخدمين من العرب سنة2010 (45) مليون نسمة بعد ان كانوا(16) مليون نسمة سنة 2004.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك