المقالات

أسباب تَفشي الخطاب الديني المُتَشدد والتَكفير في العراق ؟

945 11:47:00 2010-09-13

علي حسن الشيخ حبيب

لم يَشهد العراق موجات من التكفير الديني، وموجات الارهاب المنظم المدعوم من دول الاقليم والمخابرات الدولية المتناحرة على ارضه في تاريخه كتلك التي عصفت به منذ سقوط البعث في 2003م ، مما ادى الى بروز الكثير من التيارات والاحزاب والمنظمات والمليشيات، ودعاة الفتن والتكفير، الذين عجت بهم وسائل الاعلام بشتى صنوفه المرئي والمقروء والمسموع، وبرزت حالات التسقيط السياسي ، اشتدت معها دعوات تسيس الدين ، وظهور الجماعات الدينية السياسية، التي اتخذت طريق الإرهاب للبروز الإعلامي، وإثبات الوجود السياسي في العراق ...وعند البحث في اسباب التي ادت الى ظهور تلك الافكار والتيارات والاحزاب نجد الاتي :-اولا:-الفشل الكبير الذي منيت به الأحزاب القومية والوطنية على مختلف أشكالها، وألوانها، وتوجهاتها، وعقائدها، في تحقيق أي هدف من أهدافها التي كانت تنادى بها والشعارات البراقة التي كانت ترفعها وتعد الجماهير بتحقيقها...ثانيا:- ازدياد الفساد السياسي والمالي في العراق، مما أتاح لقيادات الأحزاب والتيارات المتنوعة الى رفع شعارات سياسية (عاطفية) ، ثبت أنها شعار براقة وعبارة عن حبر على ورق وسفسطات كلامية سمجة، ومثير لعواطف البسطاء من الناس، وكانت بوابة لدخول الى سفهاء الاعراب الذين جندهم الاقليم العراقي لتفجير انفسهم وسط الابرياء في العراق ... ثالثا:-ازدياد حالات التفكير العشوائي في المجتمع، وبروز ظاهرة التكفير بشقيه الديني والسياسي وتعالي الصيحات التي تدعو إلى التكفير أكثر مما تدعو إلى التفكير، وتسعى لتفجير الحياة بدل أن تفجر الإبداع في الحياة ...رابعا:- انتشار ظاهرة الألقاب التبجيلية وتقديس الافراد، وهي الألقاب التي يطلقها البعض من على منابر المساجد وفي خطب الجمعة وتمجيد الإرهاب والتكفير ورموزه، كما لم تطلق هذه الصفات التبجيلية والتقديسية، على المفكرين او رجالات الدولة او رجال الدين الذين تركو اثر كبير ولمسات رائعة في بناء البلد واعادة استقرارة بحكمة وخطوات ثابته.. خامسا:-ظهور تيارات دينية متطرفة ومدفوعة في دول الجوار تحاول دائما الى شحن الاجواء وهذه التيارات انتشرت كالغبار في كل مكان، خاصة في بيئة دينية محافظة كالبيئة السعودية، والخليجية القطرية والاماراتية والكويتية، والاردن، ودول المغرب العربي ، وهنا تكمن الخطورة الكبيرة فيما لو سكتنا عن هذا كله، وأهملناه، واعتبرناه مجرد سقط كلام فقط، وهوس أفراد، وعلى الحكومة العراقية والاجهزة الامنية أن نأخذ هذه المسألة مأخذ الجد، وذلك بالسعي الى الضغط على حكومات هذه الدول للانتقال من مجتمع التكفير إلى مجتمع التفكير وتنبيه الحكومات الداعمة والساندة والمؤيدة للارهاب، والذهاب الى مجلس الامن ان اقتضت الضرورة في حالة عدم انصياع تلك الحكومات في التعاون مع الاجهزة الامنية العراقية وكشف خيوط الارهاب وممولية . ...سادسا:-عدم التركيز على إبطال التكفير بتحديد مجال (الفتوى)، واعتبار الفتوى خطاب إرشاد، ومصدر جمع الامة، ونبذ العنف والتطرف والغلو، وعدم تسخيرها لتصفية الحسابات الاقلمية وسياسة المحاور، والتركيز على التخلي عن عقيدة وفكر الارهاب، وأن الذات لا تدرك إلا في مراة الاخرين، وما لم يكن صواباً كله، لا يكون خطأً كله... ويبقى ان نقول في الختام ان حياة الناس امانة في اعناق السياسيين، فلا مجال للمجاملات السياسية وتطيب الخواطر، على حساب اشلاء الابرياء وانهار الدماء التي لم تجف يوما ..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك