المقالات

تقليص صلاحيات رئيس الوزراء هل هي الحل ام المشكلة

815 12:44:00 2010-09-13

باسم العلي

لايوجد هنالك صلة بين الديمقراطية والدكتاتورية فلذلك لايمكنك ان تجد في اي بلد ديمقراطي دستوري برلماني مجال لتجاوز الصلاحيات المحددة بالدستور والقوانين المرعية في البلاد. نعم ان عراق اليوم وبسبب حداثة التجربة الديمقراطية في العراق وبسبب التكوين الطائفي والعرقي للبلد يوجد صراعات على الزعامات ومراكز القوى بين المتصدين للعملية السياسية من كل المكونات وذلك مما يزيد من تعثر وتعقيد مسيرة الديمقراطية في العراق.

ان الجميع مقر بان زمن الانقلابات قد مضى لان هنالك ضمانات دولية بهذا الاتجاه واهم هذه الضمانات هي تلك النابعة من امريكا واوربا. بما انه لايمكن لاي مغامر عسكري ان يستولي على الحكم فان" ديمقراطية" كديمقراطية صدام او ديمقراطية العالم العربي سوف لن يكون لها مكان في العراق الجديد.

ان الحملات الدعائية والاعلامية التي تطرح هنا وهناك ماهي الا محاولات تسقيط بطريقة واخرى وليس ايمان بان مثل هكذا امر ممكن ان يحصل.

يجب ان لانتصور بان كل السياسين الموجودين على الساحة في العراق عندهم النظرة المستقبلية للعراق ولاعندهم تصور الى مايصبون اليه من تقدم وازدهار للبلد بل ان جل همهم اليوم هو من يستلم الحكم ويتمتع بالميزات الكبيرة التي يعطيها له موقعه في الحكم. فالصراع في العراق في مجمله هو صراع مصالح شخصية كتلوية وليس كما يصور للناس على انه صراع من اجل مصالح طائفية او قومية وفي هذا المجال استثني الكتلة الكردية وسبب ذلك انهم قد ضمنوا اقليما مستقرا متوحدا فبذلك ضمنوا قاعدتهم وهم ينطلقون منها بقوة مدعومين بوحدة هدف وارادة.

ان المطالبة بتقليص صلاحيات رئيس الوزراء كارثية لاسباب عدة منها:1. المثل الشعبي يقول "السفينة من تكثر ملاحيها تغرق" لان الصلاحيات تتوزع بين هذا وذاك ولكل منهم مزاج وطبع وارادة ورفض وحقد ومحبة وبالتاكيد مصالح. اذا ذهبت الى دائرة واردت ان تكمل معاملة تجد نفسك متنقلا بين العديد من الموظفين لكي تحصل على تهميش من هذا وتوقيع من ذاك وتجيك من ذلك وتدقيق من الاخر وتقضي اسبايع و لولا الروتين لقضيتها بساعة او يوم. اما في مجال ادارة الدولة فالبرلمان السابق شاهد على ما اقول. كم من القوانين عطلت بسبب عدم موافقة احد اعضاء مجلس الرئاسة لا لسبب غير اثبات الوجود او المطالبة بامور شتى لاتمت باي علاقة بالقوانين ولكن كورقة ضغط على البرلمان والحكومة بدون اية مراعاة للمصلحة الوطنية العليا

2. ان توزيع الصلاحيات تعني هنالك عدة قيادات في البلد كل يسير في اتجاه مختلف وبالتالي تعقد طريق النمو وتزيد من التناحر بين القادة مما تعكس سلبا على الحكومة التي سوف تكون مشلولة في معضم الاحيان

3. اي بلد يحترم نفسه وديمقراطيته لايمكن ان يحكم بحكومة توافقية لان ذلك يعني مهادنة ومناورة واقبل مني اخطائي وفسادي حتى اقبل منك فسادك واخطائك. ولكي تكون هنالك حكومة حقيقية ان التوافقية في الحكم يجب ان تنتهي ويجب ان تشكل الحكومة من الكتلة التي يمكن ان تحصل باي صورة كانت على 51% من النواب في البرلمان. ويحب ان يكون هنالك حكومة ظل تراقب عمل الحكومة كالنسر. فقط في تلك الحالة يمكن للبلد ان يتخلص من الفساد والارهاب والمحسوبية لان هنالك في البرلمان من هم يتحينون الفرصة لاضهار عجز او فساد الحكومة. فاذا ما انتهت التوافقية واستقرت الاوضاع السياسية والصلاحيات متوزعة فان ارجاع عقرب الساعة الى الوراء يكون صعبا شاقا ويمكن ان لايحدث.

4. ان تحديد مسؤولية ادارة البلد بيد رئيس الوزراء ووزرائه سوف تسهل امر المحاسبة والادارة. اما خلاف ذلك فلانعرف من هو المسؤل والى من نذهب.

مع الاسف ان كل من يطالبون بتقليص الصلاحيات مندفعين اما بعدم قبولهم بالمالكي او من اجل مصالح ومناصب خاصة لهم او من اجل تفتيت الحكومة كي تكون ضعيفة ولاسلطة لها في ادارة العراق. ومع كل الاسف ان كل هذه الاسباب غير موجبة وغير مفيدة لمصلحة العراق العليا. فمن يكره المالكي فان المالكي اليوم رئيس وزراء وغدا رئيس وزراء سابق, والذي يريد مصلحة خاصة ومنصب لايصلح للعراق والعراقيين والذين يريدون اضعاف الحكومة المركزية فانهم بعيدين جدا عن حب العراق الفدرالي القوي الموحد

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو علي
2010-09-15
ام المشاكل في العراق هي نظام الحكم فلا هو رئاسي ولا برلماني ولا ملكي ولا حتى وراثي. المفروض ان يتم اختيار رئيس الحكومة من قبل الشعب مباشرة حتى لايخضع لابتزاز الكتل السياسية. فلون تم ذلك لتمكن رئيس الوزراءمن اختيار وزراء حكومته بسهولة ولا يفرض عليه احد. وعليه لابد من اعادة النظر بالدستور لانه تم على عجل وفيه الكثير من الفجوات والنواقص.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك