محمد التميمي
من بين ماسمعته على لسان المرشح لرئاسة الوزراء الدكتور عادل عبد المهدي واثار اعجابي خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده قبل بضعة ايام في مقر مجلس النواب العراقي هو (سأعرض اعمالي على اخواني للتدقيق والمراجعة وسأواصل جهودي بكل عزم وقوة ما دمت ساتمتع بالتأييد اللازم وما دمنا نحقق سوية التقدم المطلوب.. اما اذا فقدت التأييد او اذا ما تحول ترشيحي الى عقبة فساعتذر لشعبي واخواني واعيد الامانة لمن سلمني اياها).وفهمت فهم غيري من سمع هذه التصريحات ان السيد عبد المهدي ليس حريصا على منصب رئيس مجلس الوزراء، وانه لن يدخل في صراعات وحروب من اجل الوصول الى المنصب، اذا ما تبين له انه لايحظى بالقبول المطلوب من قبل القوى السياسية الوطنية العراقية.ومثل هذا المنطق والمنهج غير مألوف في الواقع السياسي العراقي الراهن، فالمعروف ان الطابع السائد هو الصراع والتنافس المشروع وغير المشروع وبمختلف الوسائل والاساليب على المناصب والمواقع ، لاسيما وان الامتيازات المادية والمعنوية التي توفرها كبيرة وكثيرة جدا. واذا كان هناك شخصيات تتبنى نفس منطق الدكتور عادل عبد المهدي فهي قليلة جدا، فالمرونة التي ابداها منذ وقت مبكر من ترشيحه من قبل الائتلاف الوطني العراقي هي تلك المرونة المطلوبة والمسؤولة ، التي لو اتخذها الاخرون لما بقيت ازمة تشكيل الحكومة على حالها رغم مرور اكثر من ستة اشهر على اجراء الانتخابات.والصحيح في النظام الديمقراطي ان تكون هناك اقصى مقدار من المرونة، ويكون هناك تقبل لاراء وتوجهات الاخرين حتى وان لم تكن متوافقة مع توجهاتي وارائي، لان كل العملية السياسية تبنى على اساس نتائج الانتخابات وعلى اساس التوافقات بين القوى السياسية وخصوصا التي تمتلك ارقاما متقاربة ورصيدا جماهيريا بفوارق قليلة.وعادل عبد المهدي مثل نموذجا متميزا للمرونة المطلوبة والمسؤولة التي بدونها لن تنتهي الازمة بل ستتعقد اكثر واكثر.
https://telegram.me/buratha