المقالات

"كلكم راع وكلكم مسؤل عن رعيته" مسؤوليات السياسيين

1165 10:35:00 2010-09-12

باسم العلي

اننا لوفهمنا ان كل انسان على هذه الارض هو راع ومسؤول عن رعيته لكانت هذه الارض هي الجنة التي وعد الله عباده. ان رفض القبول بهذه المسؤولية سواء كانت عن عمد او جهل او عدم مبالاة هي التي خلقت المعاناة التي تعاني منها البشرية منذ الخليقة والتي سوف تستمرالى يوم يبعثون او يبعث الله من يصلح البشر ويعلمهم الشعور بالمسؤولية والعمل بها ومن اجلها.

كل انسان مسؤول عن شيئ ابتداء بالطفل والرجل والمراءة والغني والفقير والقوي والضعيف كل من موقعه وكل حسب قدرته, ان الشعور بالمسؤولية والالتزام بها وتطبيقها هي العوامل الرئسية في تصحيح اي اعوجاج يصيب بلد او شعب او مجموعة. هنالك خمسة انواع من المسؤولية التي يمكن (مجتمعة او كمسؤوليات منفردة) ان تنظم مسيرة الاشخاص والمجتمع والبلد وحتى الجنس البشري. تلك المسؤوليات هي امام : الله, الوطن ,العرف والتقاليد , ألانسانية, والذاتية. فمن لايلتزم باي من هذه المسؤوليات فلا خير منه ابدا والذي يلتزم بكلها فكل الخير متوقع منه. اما حقيقة وواقع الامر فان خليطا منها وبدرجات متفاوته موجودة في كل الناس.

وبما ان موضوعي هو مسؤولية السياسين فاقول لهم لقد دخلتم العملية الساسية لاحد سببين ولاخيار ثالث: اما لخدمة الشعب او لخدمة انفسكم. واعلموا ان عليكم مسؤوليات جسام تحاسبون عليها ومهما طال الزمان سواء في الدنيا او الاخرة.

اني اريد هنا ان اناقش انواع المسؤوليات واحاول ان اجد فراغا من خلاله يمكنني ان ادخل سبيلا او سبلا محتملة لتصحيح الوضع السياسي في العراق.... هنالك مسؤوليات عديدة على بني البشر واتمنى ان يكون السياسين من اهل البشر!

1. مسؤولية امام الله: ان الله يامر بالعدل والاحسان. ولكي يكون الانسان عادلا ومحسنا يجب عليه ان يتخلى عن كثير من هوى النفس وحب الذات والتملق والتودد للقوي والانتقام من او اهمال الضعيف. ان البشر يشكلون طيفا طويلا جدا في هذا المضمار فهانحن نجد ان الامام علي قد باع الدنيا بالاخرة يخاف الله في كل شيء الى درجة انه قال" الحق لم يبقي لي صاحب" لان المجتمع البشري ( ومع الاسف) يحب السيطرة ويحب القوي (قوة الغنى المادي والقوة العسكرية) وبالتالي ظلم الضعفاء يكون من اهون الاشياء عليه والخنوع للاقوياء دينه. في الطرف الاخر من هذا الطيف امثال قاتل علي, فمن اجل مهر امراءة قتل ابن ملجم اشرف خلق الله بعد محمد, ومن اجل حب السلطة قتل عمر ابن سعد سيد شباب اهل الجنة, ومن اجل الفوقية والتعالي العنصري قتل هتلر الملايين من اهل البشر في حرب كونية كانت ضحايها الملايين من البشر. ومن اجل السيطرة وحب الذات قتل صدام وبول بوت (كمبوديا) الملايين من ابناء بلدانهم, وهنالك بشر بين بين.

لو سالنا كم من البشر يمكن ان يكونوا مثل علي لقلنا صفر لقد انتهى صنف هكذا من البشر والله وحده قادر على ان يخلق مثل هكذا انسان وهو الانسان المنقذ ومعروف في كل الاديان السماوية. ومن هذه المنطلق اسال كم من السياسيين يخافون الله!

2. المسؤولية الوطنية (قومية او اقليمية) هنالك الكثيرين من الناس والذين لامصلحة لهم الا ارتباطهم باهلهم او مدينتهم او بلدهم او قوميتهم يعملون من اجلها ويضحون من اجلها فلذلك نرى الكثيرين من المخلصين لهذه القضايا مستعدين للتضحية من اجل قضاياهم الوطنية. وهؤلاء هم اول المضحين واخر المستفيدين, اما الذين ينعقون مع كل ناعق ويتحينون الفرص فانهم بالتالي الذين يسيطرون على المكاسب ويسيرونها حسب رغباتهم, وما حصل في العراق الا مثلا حيا على ذلك فكل الصادقين من الذين ماتوا من اجل العراق والعراقيين اندثروا وكل من عانى صادقا من اجل العراق والعراقيين اصبح مهمشا وانا هنا لااستثني احد من هذا سواء على المستوى الطائفي او القومي. ان القليل من الذين يفلتون عمليات التصفية يجدون انفسهم بلا مكان في ظل عهد الانتهازيين الذين يسيطرون على كل شيء. كم من السياسيين يلتزمون بهذه المسؤولية!.

3. المسؤولية الاخلاقية ان التربية البيتية والدينية والمجتمعية (قيما وعادات) التي ينشاء عليها الانسان يمكن ان تضع حدودا لكل شخص وفي كثير من الاحيان تحدد له مساراته في الحياة, ولكن ومع الاسف انها دينامايكية اي بمعني اخر يمكن ان تتغير بعد ان تتغير الضروف المحيطة بالشخص. فمن منطلق حب الذات الكثير يمكن ان تتهاوى قيمة تلك المسؤولية. فها نحن نجد في العراق الجديد الذي كان متميزا بالطيبة وحب الاخرين والمساعدة نجد ان اخلاقيات الكثيرين من الناس (وليس والحمد لله كل الناس) قد انقلبت الى حب الذات والاستغلال والقسوة المتناهية وانعدام الرحمة. واخطر ما فيها نجد اليوم هنالك من يقتل بدم بارد, يسرق بمتعة, يظلم بقسوة, يستغل بدون رحمة. كم من السياسيين يلتزمون بهذه المسؤولية!.

4.المسؤولية الانسانية: ان عوامل الخير والشر موجودة عند كل بني البشر فمنهم (المعجزة) من تخلص من كل عوامل الشر ومنهم من تغلبت عوامل الشر على كل ملكاته العقلية والبدنية. واخرين مابين بين. انا لايمكني ان اجد في تاريخ البشرية ماعدا الندرة النادرة من الذين لاتركبهم طموحاتهم وغرائزهم واحتياجاتهم سواء على طول فترة حياتهم او في فتراة متقطعة او باستمرار. وبما ان كل من هذه الاشياء الثلاثة لها قوة جبارة على ضعاف النفوس تجد ان هذه المسؤولية ربما تكون من اضعف المسوليات التي يمكن ان تحكم الانسان. والا كيف للانسان يقبل تعذيب حيوانا ناهيك عن قتل انسان او التحريض على قتل انسان او الرضى بذلك. كم من السياسيين يلتزمون بهذه المسؤولية!.

5. المسؤولية الذاتية: لا اتصور ان هنالك انسان على هذه الارض لايمكن ان تحاسبه نفسه على امور كثيرة. لان طبيعة تكوين الانسان تعطيه فسحة من الوقت لكي يختلي بنفسه وهو يعرفها افضل من معرفته باي شخص اخر او بمعرفه الاخرين له. فهنالك, في ذلك الوقت وفي ذلك الوقت فقط يمكن ان يراجع نفسه ويناقشها ويحاورها وربما يحاسبها على مافعلت. انا اقر بانه هنالك من لاتنفع محاسبته من منطلق هذه المسؤولية, فهو وعندما يخلو بنفسه يقر بسيئاته وربما يتوصل الى نتيجة انه يجب ان يصلح ذاته ولكن بمجرد ان يخرج من تلك المحاسبة تتغلب عليه شرور نفسه وسيئات اعماله. كم من السياسيين يلتزمون بهذه المسؤولية!.

فنقول لعدد كبير من السياسيين العراقيين لقد سرقتم وظلمتم وكذبتم وحصلتم على اموال ومناصب وجاه لاتستحقونها, راجعوا انفسكم وحاسبوها واذا لم يكن عليكم اي رادع او مسؤولية من المسؤليات المذكورة اعلاه فاجعلوا المسؤولية الذاتية تقوى وتظهر واتقوا يوما لاينفع فيه مالا ولابنون الا من اتى الله بقلب سليم وضمير حي. المثل الشعبي يقول "بشر القاتل بالقتل وبشر الزاني بالفقر" واضيف كلمة مني" وبشر السياسي الفاسد بالخزي والعار".

انا في مقالتي هذه لااريد ان احاور الساسيين فقط وانما المجتمع العراقي ككل. يجب على المجتمع ان يحاسب نفسة كل وحسب قوة شعوره بالمسؤولية التي يشعر بها من اجل قلب معادلة الظلم والاستغلال والاستهتار التي ينخر في المجتمع العراقي هذه الايام.

السؤال الذي يطرح نفسه كيف لي وانا المواطن البسيط ان اغير المجتمع؟ فاقول نعم يمكنك ان تغير حتى لو بدات بنفسك واهلك واقرباءك واهل منطقتك: لاتدفع رشوة ولاتقبل برشوة ولاتفضل احد على اخر لان له جاه او قوة, لاتسرق وافضح من يسرق, لاتقتل وافضح من يقتل ولا تخاف في الله لومة لائم. ان السياسين بشر ومحكومين بمصالحهم الشخصية فمتى ما تضررت تلك المصالح تتغيرت مسيرتهم. فاذا كان هنالك سياسي فاسد (عندك مستندات عليه وليس كيدا) عريه وحاسبه لان ذلك سوف يكون رادعا للكثيرين من امثاله.

ان الرواتب والامتيازات التي يحصل عليها البرلمانيون والمسؤولين الحكومين ليس فقط لايستحقونها ولكنها الظلم بعينه كيف يمكن للنائب في البرلمان (يدعي الوطنية والنظال من اجل العراق) ان يقبل على نفسه ان تكون مجموع مايتاقاضاه من راتب وحماية ومخصصات تقارب المائة الف دولار بالشهر وراتب استاذ الجامعة الفين دولار بالشهر اما الارامل والايتام فلهم فمئة وخمسين دولار بالشهر. ان النواب الذين يصورون لنا بانهم جاءو ا لخدمة الشعب يجب ان لايقبلوا براتب تفوق بملايين المرات ما يقدمونه من خدمة الى هذا الشعب ويجب ان لايجعلوا المنصب اداة غنى وانما اداة خدمة اذا كانوا صادقين مع انفسهم ومع شعبهم.

لقد اشتعلت نارا عندما وصلتني وثيقة تبين فيها ان مخصصات نائب رئيس الجمهورية مائة وعشرين مليون دولار بالسنة وبسبب عدم صرفها جميعا من قبل وزارة المالية يطالب بها بدون تقديم كشوفات عن طريقة صرفها. فياويلي وياسواد ليل العراق. ان منصب رئيس الجمهورية وحسب الدستور منصبا فخريا فهل يجب ان يكون له نائبان! على هذه المعدل فان مجموع مخصصات الثلاثة مجتمعة تقارب المليار دولار. انه والله كفر بكل القيم.

بالتالي فكيف للسياسي الذي لاتهمه اية من المسؤوليات المذكورة اعلاه ان لايقتل ويظلم ويحرض ويعيش خارج العراق بين الاردن وسوريا ولبنان وانكلترا عيشا رغدا واموالا متقاطرة ويدعوا بالويل والثبورللعراقيين ولكل من لايعطيه الحكم كاملا غير منقوص لان مايحصل عليه الان هو فتات مايمكن ان يحصل عليه لو كانت السلطة بيده.

لقد اطلت عليك عزيزي القارئ. قرات خبرا (لااعرف مدى صحته) لكن له صلة بالموضوع: هنالك خلاف بين علاوي والمطلك لان هنالك فائض من ميزانية الحملة الانتخابية تقدر بمائة مليون دولار وضعها علاوي في حسابه الخاص بدلا من ان يضعها في حساب الكتلة العراقية.

ربما تسالني عزيزي القارئ ماذا يمكنني ان اعمله فاعيد عنوان المقالة واقول: "كلكم راع وكلكم مسؤل عن رعيته"

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك