حامد الحامدي كاتب وإعلامي عراقي
بعد الأحداث التي مرت وعصفت بالعراق عقب سقوط النظام البعثي الظالم في التاسع من نيسان 2003 وبعدما تغيرت الخارطة السياسية العراقية مائة وثمانون درجة حدثت الكثير من الأمور المختلفة ، فمنها ما يصب في مصلحة العراق وشعبه ومنها ما اثر تأثيرا واضحا على تلك الخارطة . فالعمليات الإرهابية وتسلل المخربين واستخدامهم للسيارات المفخخة والعبوات الناسفة ومختلف مواد الإرهاب والقتل وتوسع هوة الطائفية حتمت على الجيش العراقي أن يأخذ دوره الحقيقي والفاعل في محاربة مثل هكذا عمليات وخصوصا بعد إعادة تشكيله وتهيئته لقيادة القسم المناط به من الملف الأمني حاله بذلك حال بقية الأجهزة الأمنية في وزارة الداخلية ووزارة الأمن الوطني وغيرها من مفاصل الأمن في العراق ، ولكن الغريب بالأمر إن هذا الجيش ومن خلال ما له من نقاط تفتيش وسيطرات وخصوصا داخل مدينة بغداد قد أبدل الصورة الجميلة التي كانت معروفة عن الجيش العراقي بسبب ممارسات بعض أفراده في طريقة تعاملهم مع الناس والتي تشبه إلى حد كبير ( أفلام الكاوبوي ) وخصوصا في الازدحامات التي ازدادت بسبب زيادة العمليات الإرهابية قابلها ازدياد عدد السيطرات ..؟ فان المواطن أصبح يحسب ألف حساب عندما يصل إلى إي سيطرة للجيش العراقي ويعلم أن لابد عليه أن يتعامل بكل ود وتواضع لمن يقفون في تلك السيطرة لان أي تصرف غير ودي مهما كانت درجة تفاهته فانه سيؤدي بذلك المواطن إلى الاستماع إلى أنواع الشتائم والكلام البذيء إذا لم يتعرض إلى أنواع الركلات والمضايقات . وهذا بالطبع نفس ما يحدث في أفلام الكاوبوي إذ إن الذي يحدث في هذه الأفلام هو بمجرد أن يقوم بطل الفلم بإزعاج الرجال المسلحين سوف تنشب معركة وهذا هو بالضبط ما يحدث في سيطراتنا الأمنية .
https://telegram.me/buratha
