عندما استشهد آية الله السيد محمد باقر الحكيم ( رض ) تم دفن جثمانه الطاهر في قطعة الارض المطلة على ساحة ثورة العشرين ، وقطعة الأرض تلك حي ساحة فارغة بقرب مديرية المرور سابقا ولم تكن مستغلة إلا لوقوف السيارات . وكان الأمام السيد محسن الحكيم (رض) قد اشتراها في زمنه لبناء منشآت تابعة للحوزة العلمية في النجف تظم مدرسة وأماكن لأقامة الطلبة اضافة الى المرافق الأخرى التي تخدم العلم وطلبة العلم .
وقد تم الشروع ببناء مرقد شهيد المحراب والذي يحتوي على مسجد كبير ومكتبة فريدة من نوعها من حيث السعة والمحتويات اضافة الى مسجد يتسع لآلاف المصلين وقاعة مؤتمرات ومرافق أخرى تخدم ابناء مدينة النجف الأشرف والوافدين اليها على حد سواء ليكون صرحا حضاريا يزين مدينة أمير المؤمنين (ع) ومدينة العلم والعلماء .
ولكن ما حصل ان احد الأحزاب الأسلامية لم يعجبه الحال واستكثر على شهيد المحراب وعلى ابناء النجف هذا الصرح الشامخ فراح يغذي الشارع النجفي بدعايات مغرضة مفادها ان ( آل الحكيم ) قد استغلوا السلطة لنهب الأرض فضلا عن نهب الأموال لتمويل عملية البناء الضخمة مستغلا عقول البسطاء من الناس الذين راحوا يتحدثون بما اشاعه ذلك الحزب ( النزيه جدا ) .
ولم تمضي سوى أيام قلائل حتى قام هذا الحزب بنبش قبر الشهيد السيد محمد باقر الصدر (رض) ونقل جثمانه الشريف الى المقبرة الجديدة وبناء قبة عليه . وما أن وضع حجر الأساس لبناء مرقد شهيد المحراب (رض) حتى قام هذا الحزب بنبش القبر مرة اخرى ونقل جثمان الشهيد الصدر الأول (رض) الى متنزه ومدينة العاب النجف القديمة وحجز كل تلك المساحة التي تبلغ عشرة اضعاف مساحة مرقد شهيد المحراب وهي ذات موقع ستراتيجي على طريق كربلاء _ بجف ( يعني ما ماخذين شي ) . وبقيت كل تلك المساحة خالية الا من بناء صغير لا يتناسب مع الشخص المدفون فيها ولا مع كل تلك الأرض الشاسعة .
وما أريد قوله أن هذا الحزب ( النزيه جدا ) والذي تاجر بأجساد العلماء ودماءهم وتضحياتهم ليس غريبا عليه ان يتاجر بأبناء الشعب العراقي المساكين ، ومن ينبش قبر عالم جليل دون مسوغ شرعي وظرف قاهر ولأكثر من مرة سوى من أجل المباهات والتضليل على الرأي العام وإتهام غيره بذنب هو الذي ارتكبه وعلى طريقة المثل العراقي المعروف ( عيرتني بعارها ولبستني أعذارها ) فهو بحق أجرأ على مصادرة دماء الشهداء وتضحياتهم ، كما أن السيد الشهيد محمد باقر الصدر ( رض ) لم يحصل من هذا الحزب الذي صعد بإسمه الى قمة الهرم الا على استثمار جسده الطاهر في التجارة السياسية ورفع شعار اختلقه على لسانه ( أوصيكم بالدعوة خيرا ) !!!.
https://telegram.me/buratha