المقالات

يعزون بمقتلنا ويسمحون بقتلنا

956 22:28:00 2010-09-09

* علاء هادي الحطـاب

ليس جديدا على الارهاب الاعمى ان يغتال عراقيا سواء كان ذلك العراقي صحفي او اعلامي او عامل بناء او امرأة تبيع الخضار في الاسواق او حتى طفلا في روضة .تلقيت نبأ استشهاد زميلنا رياض السراي باكرا وتألمت كباقي اصدقاء رياض ، لكن ما أللمني حقا هو اتصالات المسؤولين واعضاء االبرلمان ليس ليعزوننا فقط بفقد رياض بل لينشروا اسمائهم مع المعزين في السبتايتل وتراهم يؤكدون على نشر اسمائهم اكثر من تعزيتهم لنا برياض او على الاقل الدعاء والتمني بالسلامة للاخرين بل سارعوا وحرصوا بالحاح ان يكونوا ضمن المعزين وبعضهم ((اعتقد جازما)) كان ينتظر هذه اللحظة ليضع اسمه مع (( الوطنيين)) .سألت نفسي واسأل الاخرين ماذا كان سيحصل لو ان ابن احداً من الوزراء او نواب رئيس الوزراء او الجمهورية او البرلمان ((حفظهم الله جميعا)) قد حصل له كما حصل لرياض ؟؟ هل سيكتفي ذلك المسؤول بالادانة والاستنكار فقط ؟؟ ويسلم امره الى الله كما يسلم الاعلاميون امورهم الى خالقهم ؟؟ سيما لو كان ذلك المسؤول من ذوي المناصب السيادية التي يتعارك من اجلها اليوم ؟. لماذا لم نسمع يوما ان ابنَ احد المسؤولين ، كذلك ((حفظهم الله جميعا)) اغتيل او تعرض لمحاولة اغتيال فضلا عن ذلك المسؤول ؟؟ هل لأن اولادهم في بروج محصنة ؟؟ او سفارات عامرة ؟؟ او خضراء ناعمة هادئة لا حمراء خشنة مضطربة ؟؟ .الحكومة من جانبها مقصرة كل التقصير في توفير الحماية للصحفيين والاعلاميين على الاقل بعدم توفير اسلحة لهم يحمون بها انفسهم بل ان بعضهم محاصر ومضايق حكوميا قبل ان يكون مضايق ارهابيا .اغلب المسؤولين الذين عزوا بأسشتهاد رياض السراي كان بأمكانهم فعل الكثير لرياض وسواه من الاعلاميين الذين يعرضون انفسهم لأهلك المخاطر من اجل ابراز انجازات المسؤولين التي كان اكثرها حبر على ورق ، لكننا مضطرين نحن الحريصين على ان ينجح هذا التغيير في العراق ان نصدق ونحاول اقناع الاخرين بهذه الانجازات (( المزعومة )) امنيا وسياسيا .اعتقد جازما اننا بحاجة الى حكومة خارج المنطقة الخضراء ونواب يذهبون الى الاسواق وينقون الطماطم والخيار بأيديهم ويتفحص الاسلاميون منهم شرعية اللحم الذي يأكلونه وربما حتى تُسرق سيارات بعضهم كما سُرقت قبل ايام سيارة وزير الداخلية الالماني من امام داره ، عندها ستتشكل الحكومة سريعا ، ويستتب الامان ، ويرخص سعر الخضار والفواكه وحتى اللحوم!! ، عندها ستبُردُ السماء وتنخفض درجات الحرارة دون العشرين في شوارع بغداد ، عندها ستُرفع السيطرات من الشوارع وتغادر الكواتم صنّاعها وحاملوها ، عندها ستتحق كل امانينا لأنهم سيشعرون بمعاناتنا واللمنا وامالنا وجوعنا وعطشنا ، عندها سيعملون ليل نهار من اجلنا ليس لأنهم يحبوننا بل لأنهم يعيشون مثلنا ... في ارضنا وتحت اشعة شمسنا لا تحت تكييف سبلتاتهم .رياض نم قرير العين فلا تحقيق سيكشف من اغتالوك ، ولا سياسي يرف له شاربا من اجلك ، ولن ولم يخرجوا من صومعتهم ابدا لأنهم يعرفون جيدا ان حمرائنا ليس كخضرائهم في كل شيء.

* كاتب واعلامي وعراقي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو حيدر
2010-09-10
الاخ علاء احيي قلمك الشجاع واحب ان اضيف شئ بسيط هو ان الشهيد البطل رياض لايحتاج الى ان يكشف التحقيق من اغتاله يكفيه ان الله يعلم انه قتل مظلوم اما من تخاطبهم في مقالك يااخي فهم لااذان لهم ولايهز مشاعرهم لو شاهذوا في يوم نصف العراق ابيد عن اخره وسيقولون ارهاب ويريد ان يثبت الارهاب وجوده وكأن الارهاب لعنه الله ومن يسانده لم يثبت وجودهم بقتل شاب عراقي جميل وايتموا اطفاله السياسيون يجب ان يفهموا ان الارهاب اذا نجح بسفك قطرة دم عراقية طاهرة واحده معناه انه اثبت وجوده . لاحياة لمن تنادي
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك