المقالات

يعزون بمقتلنا ويسمحون بقتلنا


* علاء هادي الحطـاب

ليس جديدا على الارهاب الاعمى ان يغتال عراقيا سواء كان ذلك العراقي صحفي او اعلامي او عامل بناء او امرأة تبيع الخضار في الاسواق او حتى طفلا في روضة .تلقيت نبأ استشهاد زميلنا رياض السراي باكرا وتألمت كباقي اصدقاء رياض ، لكن ما أللمني حقا هو اتصالات المسؤولين واعضاء االبرلمان ليس ليعزوننا فقط بفقد رياض بل لينشروا اسمائهم مع المعزين في السبتايتل وتراهم يؤكدون على نشر اسمائهم اكثر من تعزيتهم لنا برياض او على الاقل الدعاء والتمني بالسلامة للاخرين بل سارعوا وحرصوا بالحاح ان يكونوا ضمن المعزين وبعضهم ((اعتقد جازما)) كان ينتظر هذه اللحظة ليضع اسمه مع (( الوطنيين)) .سألت نفسي واسأل الاخرين ماذا كان سيحصل لو ان ابن احداً من الوزراء او نواب رئيس الوزراء او الجمهورية او البرلمان ((حفظهم الله جميعا)) قد حصل له كما حصل لرياض ؟؟ هل سيكتفي ذلك المسؤول بالادانة والاستنكار فقط ؟؟ ويسلم امره الى الله كما يسلم الاعلاميون امورهم الى خالقهم ؟؟ سيما لو كان ذلك المسؤول من ذوي المناصب السيادية التي يتعارك من اجلها اليوم ؟. لماذا لم نسمع يوما ان ابنَ احد المسؤولين ، كذلك ((حفظهم الله جميعا)) اغتيل او تعرض لمحاولة اغتيال فضلا عن ذلك المسؤول ؟؟ هل لأن اولادهم في بروج محصنة ؟؟ او سفارات عامرة ؟؟ او خضراء ناعمة هادئة لا حمراء خشنة مضطربة ؟؟ .الحكومة من جانبها مقصرة كل التقصير في توفير الحماية للصحفيين والاعلاميين على الاقل بعدم توفير اسلحة لهم يحمون بها انفسهم بل ان بعضهم محاصر ومضايق حكوميا قبل ان يكون مضايق ارهابيا .اغلب المسؤولين الذين عزوا بأسشتهاد رياض السراي كان بأمكانهم فعل الكثير لرياض وسواه من الاعلاميين الذين يعرضون انفسهم لأهلك المخاطر من اجل ابراز انجازات المسؤولين التي كان اكثرها حبر على ورق ، لكننا مضطرين نحن الحريصين على ان ينجح هذا التغيير في العراق ان نصدق ونحاول اقناع الاخرين بهذه الانجازات (( المزعومة )) امنيا وسياسيا .اعتقد جازما اننا بحاجة الى حكومة خارج المنطقة الخضراء ونواب يذهبون الى الاسواق وينقون الطماطم والخيار بأيديهم ويتفحص الاسلاميون منهم شرعية اللحم الذي يأكلونه وربما حتى تُسرق سيارات بعضهم كما سُرقت قبل ايام سيارة وزير الداخلية الالماني من امام داره ، عندها ستتشكل الحكومة سريعا ، ويستتب الامان ، ويرخص سعر الخضار والفواكه وحتى اللحوم!! ، عندها ستبُردُ السماء وتنخفض درجات الحرارة دون العشرين في شوارع بغداد ، عندها ستُرفع السيطرات من الشوارع وتغادر الكواتم صنّاعها وحاملوها ، عندها ستتحق كل امانينا لأنهم سيشعرون بمعاناتنا واللمنا وامالنا وجوعنا وعطشنا ، عندها سيعملون ليل نهار من اجلنا ليس لأنهم يحبوننا بل لأنهم يعيشون مثلنا ... في ارضنا وتحت اشعة شمسنا لا تحت تكييف سبلتاتهم .رياض نم قرير العين فلا تحقيق سيكشف من اغتالوك ، ولا سياسي يرف له شاربا من اجلك ، ولن ولم يخرجوا من صومعتهم ابدا لأنهم يعرفون جيدا ان حمرائنا ليس كخضرائهم في كل شيء.

* كاتب واعلامي وعراقي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو حيدر
2010-09-10
الاخ علاء احيي قلمك الشجاع واحب ان اضيف شئ بسيط هو ان الشهيد البطل رياض لايحتاج الى ان يكشف التحقيق من اغتاله يكفيه ان الله يعلم انه قتل مظلوم اما من تخاطبهم في مقالك يااخي فهم لااذان لهم ولايهز مشاعرهم لو شاهذوا في يوم نصف العراق ابيد عن اخره وسيقولون ارهاب ويريد ان يثبت الارهاب وجوده وكأن الارهاب لعنه الله ومن يسانده لم يثبت وجودهم بقتل شاب عراقي جميل وايتموا اطفاله السياسيون يجب ان يفهموا ان الارهاب اذا نجح بسفك قطرة دم عراقية طاهرة واحده معناه انه اثبت وجوده . لاحياة لمن تنادي
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك