احمد عبد الرحمن
لم يبق على انتهاء شهر رمضان الكريم سوى اياما معدودة، ليحل على ابناء شعبنا العراقي وعلى عموم المسلمين عيد الفطر المبارك، والعيد يعني الفرح والبهجة والسرور بعد موسم عبادي حافل بالقيم والمعاني الروحية العظيمة.للاسف الشديد لن تكتمل فرحة ابناء الشعب العراقي بالعيد السعيد، لان المشاكل والازمات والهموم التي يأنون تحت وطأتها تنغص عليهم الفرحة الحقيقية بالعيد.كان ملايين العراقيين الذين شاركوا بالانتخابات البرلمانية قبل نصف عام بالضبط يتطلعون الى تشكيل حكومة جديدة تأخذ بأيديهم وتخفف عنهم معاناتهم الكبيرة بسبب الاوضاع السياسية والامنية والحياتية السيئة، بيد انه وفي خضم التجاذبات والصراعات السياسية العقيمة بين الكتل السياسية على المناصب والمواقع العليا، كانت امال وامنيات الملايين تتلاشى ليحل محلها الاحباط واليأس والاستياء، الذي ليس له ان يختفي الا بأطلاق مبادرات واتخاذ خطوات من شأنها كسر الجمود السياسي وتمهيد الطريق للاسراع بتشكيل حكومة شراكة وطنية حقيقية تضع في سلم اولوياتها توفير الامن والخدمات للناس كما اكد على ذلك مرشح الائتلاف الوطني العراقي لرئاسة الحكومة الدكتور عادل عبد المهدي خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده ظهر يوم امس في مبنى البرلمان العراقي.ولعل الائتلاف الوطني العراقي كان حريصا اقصى درجات الحرص على وضع للاوضاع السياسية السيئة، وانهاء حالة المراوحة في نفس المكان، ومبادرة السيد عبدد المهدي في الحضور الى البرلمان يوميا مثال ومصداق على ذلك، ومن ثم قيام ائتلاف بترشيحه لمنصب رئاسة الوزراء بعد ان اعطى المزيد من الوقت للشركاء السياسيين لتجريب خياراتهم.لو كانت قد تشكلت الحكومة قبل العيد لكانت فرحة العراقيين كبيرة وحقيقية بكل معنى الكلمة، ولكن ذلك لايمنع من الاستمرار ببذل الجهود والمساعي لاستثمار الوقت والفرص المتاحة والحؤول دون المزيد من التأخير غير المبرر ولا المقبول.المؤشرات التي لاحت في الافق في الاونة الاخيرة انعشت الامال وبثت اجواء من التفاؤل، وهذا امر جيد وايجابي، بيد ان المطلوب اكبر من ذلك بكثير، فمشاكل وازمات البلاد لايمكن ان تحل الا بتظافر كل الجهود والطاقات، وبتنقية النفوس والنوايا، ووضع مصالح البلد وابنائه قبل وفوق كل شيء اخر.
https://telegram.me/buratha