كثرت في الآونة الأخيرة شكاوانا وارتفعت أصوات إستنكارنا لتصرفات قادة البلد سواء كانوا في الحكومة المركزية أو في الحكومات المحلية بعد أن اثبتوا جدارتهم في الفشل على الصعيد العام ونجاحهم على المستوى الخاص وملئ الجيوب الى حد التخمة .
ولكي نكون منصفين في حكمنا ولنضع النقاط على الحروف دون أن نبرء جانيا أو نجرم بريئا فإن هؤلاء القادة لم يصلوا الى مناصبهم بإنقلاب عسكري وإنما وصلوا الى مواقعهم من خلال انتخابات حرة ، وإذا كانت هناك ترغيبات أو إغراءات حصلت في تلك الأنتخابات فإن من الحق أن نقول أن احدا لم يجبر أي ناخب على اختيار شخص معين وبالتالي فإن سوء الأختيار هو الذنب الذي ندفع ثمنه الآن .
نعم لقد أخطأنا وكما يقولون ( الأعتراف بالخطأ فضيلة ) ولكن تكرار الخطأ ذاته مرتين ، مرة في انتخابات مجالس المحافظات ، ومرة أخرى في انتخابات مجلس النواب أمر في غاية الخطورة ويثير الأستغراب حيث كان مؤشر تنائج الفوز يشير الى ذات الجهات التي كنا ولا زلنا نتذمر من سوء أداءاتها فهل ينطبق علينا قول المثل الشعبي الدارج ( اليجي من ايده الله يزيده ) ؟ .
فإلى متى يبقى سوء الأختيار ملازما لنا على طول الخط ؟ ، ولماذا لا نستخلص العبر من تجاربنا وقد قال امير المؤمنين عليه السلام ( العاقل من اعتبر بغيره ) ونحن لم نعتبر حتى بأنفسنا وبتجاربنا السابقة ؟! . لذا فإننا في الوقت الذي ننكر على قادتنا أفعالهم ونستنكر عدم مبالاتهم بمصالحنا علينا ان نستنكر انفسنا أولا ونتحمل نتائج اختياراتنا الخاطئة خصوصا وأن مرجعيتنا الرشيدة لم تدخر جهدا في رسم صورة واضحة عن الخيار الصائب والطريق الصحيح رغم انها لم تصرح للحفاظ على حياديتها ولكن على العاقل أن يفهم .
اذن فنحن نتحمل مسؤولية ما وصلت اليه الأمور من تداعيات خطيرة في الوقت الذي نؤكد فيه على عدم براءة المسؤولين ولا نقول هذا الكلام من باب اليأس والأحباط وانما من أجل تصحيح المسار فمن لا يعترف بالأخطاء لن يرى النجاح أبدا .
https://telegram.me/buratha