المقالات

أيها السادة... لقد طفح الكيل وبلغ السيل الزبى


حسن الهاشمي

خير الناس من نفع الناس، وحوائج الناس إليكم من نعم الله عليكم، وقضاء حاجة المؤمن خير من عامة الصلاة والصيام، وغيرها العشرات من النصوص الشرعية التي تؤكد على ضرورة تقديم الخدمة لبني البشر، وبما أن الخطاب عام يشمل جميع المكلفين بيد إنه يتوجه أولا وبالذات لمن بيدهم أزمة الأمور في البلد سواء كانوا كتلا سياسية أم أفرادا مستقلين، فإن مسؤوليتهم مضاعفة وما ينبغي أن يقدموه لهذا الشعب الصابر الشيء الكثير، وهم مسؤولون عن موكليهم الذين أوصلوهم إلى سدة الحكم في رفع همومهم وكشف كروبهم وإماطة الأذى عن طريقهم وتوفير سبل الأمن والراحة لهم، وعندئذ يكونون قد أدوا الأمانة وهم صادقين مع الله تعالى في إسداء الخدمة لعباده وهي من أفضل القربات، أما إذا ما نكصوا عن هذا العهد والميثاق ولأي سبب كان فإنهم محاسبون أمام الله تعالى وأمام التاريخ وأمام شعوبهم، وإذا غضب الشعب أو تحرك فلات حين مندم.ومع كل ذلك فإن شعب العراق الممتحن يتحلى من الصبر والتحمّل للمعاناة الكبيرة التي يمر بها ما لا تتحمله الجبال الراسيات خصوصا ً في مثل هذه الظروف من ارتفاع درجات الحرارة وقلة الخدمات لاسيما في مجال الكهرباء ونقص مواد البطاقة التموينية بصورة حادة، وقد صاحب ذلك ارتفاع أسعار بعض المواد الغذائية حيث اغلب الناس في ضيق مادي مما زاد من معاناتهم.إن لهذا الصبر حدود ولا يمكن أن يستمر إلى ما لا نهاية، ومسؤولو الكيانات السياسية مطالبون أكثر من غيرهم بنبذ خلافاتهم وشحذ هممهم وصقل وطنيتهم وصون كرامتهم وخوف ربهم بهذا الشعب المسكين الذي بات يتلوى بين مطرقة الإرهاب وقلة الخدمات وهو يعيش على أغنى أرض في العالم وهو يحمل بين جنباته أغنى حضارة أرضية وسماوية عرفها التاريخ، بيد أن حظه العاثر ابتلاه بموقع جغرافي وعقائدي ونفطي متميز جعله مورد اهتمام القاصي والداني، فالإسراع للتوصل إلى تفاهمات مشتركة لتشكيل الحكومة من خلال المرونة في سقف المطالب والتنازل عن بعضها وتقديم المصالح العليا على المصالح الأنانية الضيقة الحزبية أو الفئوية أو نزعات الأنا الشخصيه بات من ملحات العمل السياسي في الظرف الراهن.بالرغم من مرور ستة أشهر على إجراء الانتخابات ليس من المعقول أن يستمر الحال هكذا ولا يبدو في الأفق بوادر انفراج يمكن أن يفتح أبواب الحل للوضع السياسي؟! .. وبقاء الحال على ما هو عليه سيترك آثاراً سلبية على الجانب الأمني والاقتصادي والنفسي على العراقيين، ما يدخل العراق في معمعة لها أول وليس لها آخر، فالحكمة من رواد السياسة العراقية مطلوبة في التعامل مع حلحلة الملف العراقي، ومن لوازمها التعامل بحذر مع ملفات المصالحة الوطنية في الداخل والدول الإقليمية والمعنية بالشأن العراقي في الخارج، والخروج بأقل الخسائر المادية والمعنوية والسيادية في عراقنا الحبيب.وعلى الكتل السياسية مراعاة هذه الظروف وعدم تحميل الشعب العراقي المزيد من المعاناة بسبب التلكؤ في تشكيل الحكومة المرتقبة، فيا أيها الحكام المنتخبون من قبل الشعب، قليلا من الحكمة وقليلا من الإيثار وقليلا من التنازل عن الذات وقليلا من تحمل المسؤولية حيال من أوصلوكم إلى سدة الحكم، طفح الكيل وبلغ السيل الزبى، والكل ينتظر حكومة وطنية تخدم العراقيين بغض النظر عن قومياته ومذاهبه ومنطلقاته السياسية، حكومة قائمة على أساس المواطنة هي التي تحل مشاكل العراق، المهم تطبيق هذه السياسة وليس المهم من يطبقها.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو علي الصدري
2010-09-09
يا اخي ليجدوا حلا لما يسمى ببيوت الحواسم انا متأكد ان بعض ساكنيها لهم في امس الحاجة لها والبعض الاخر لايستحق لانه ربما لدية بيت او مال كثير والمصيبة هنا يقومون برفع تلك البيوت في مناطق بغداد ولا يعيرون هما لكل من هو محتاج ل50 مترا حتى يسكن عياله والادهى تقوم تلك الدولة بتمليك قطع اراضي للمسئولين والبرلمانيين بما يعادل 600 متر وهم لايستحقون بسبب لامبالاتهم بالشعب الذي انتخبهم هل هذا من الانصاف ان يعيش الشعب تحت خط الفقر ويتنعم المسئولين(وينك ابو الحسنين منهم سلام اللة عليك)زمان يكرم فيه الماحل---
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك