حسن الهاشمي
أعاده الله عليكم باليمن والبركة والرحمة والرضوان، ذلك اليوم الذي يفرح فيه الصائمون بما قطفوا ما زرعوه طيلة الشهر الفضيل، وبما شاقوا وتعبوا وكابدوا وعانوا ما عانوه من حر الصيف وانقطاع الكهرباء ولاسيما أولئك الذين حافظوا على صيامهم وهم يكابدون أشق الأعمال وأحمزها لتوفير لقمة الحلال للعيال والأطفال، وليعلم كل أولئك أنهم هم الفائزون بما صبروا وبما لاقوا من تعب وشقاء ومعاناة بيد أنهم حصلوا على خير وافر ورحمة ورضوان، ودخلوا واحة الرسول الأعظم التي فيها مظلات الذخر والشرف والاستزادة والاستنارة، بل إنه دخول لتلك الدوحة الناضرة التي فيها كل خير أدخله رب العزة فيها لمحمد وآل محمد، تلك الدوحة التي لا دوخة فيها ولا حيلة ولا هم يحزنون، بعيدة عن كل سوء وعن كل ما يعكر وينغص حياة المؤمنين المطيعين جزاء بما كانوا يعملون.العباد الصالحون هم الذين يتبؤون مقاعد صدق عند مليك مقتدر وهم الذين تنهمر عليهم خيرات الدنيا والآخرة، وهم بعيدون كل البعد عما يصيب الطالحون من عذاب واصب وخزي لا أمد له ولا انقطاع. نعم هو يوم يثاب فيه المحسنون الصائمون ويخسر فيه المسيئون المنتهكون، هو يوم يذكر المؤمن بعطشه وجوعه عطش وجوع يوم القيامة فيزداد تقوى وورعا وحنوا على الفقراء والمساكين فتورده ترع الجنان وظلل الرضوان، بينما يرتكس الكافر والمنافق في غيه وانحرافه ويتقلب في أوهام الغفلة التي تسوقه إلى جهنم سوقا، هو يوم الحصاد الأكبر الذي أدنى ما يحصل عليه الصائمون والصائمات أن يناديهم ملك في آخر يوم من شهر رمضان المبارك ابشروا عباد الله فقد غفر لكم ما سلف من ذنوبكم فانظروا كيف تكونون فيما تستأنفون. حقا إنه عيد لمن قبل الله صيامه وشكر قيامه، وكل يوم يستزاد المؤمن من خير وبر وإحسان فهو سائر لا محالة إلى جنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين، وهكذا نحن نحتاج إلى النور كي نسير على الدرب بوضوح نحو الله عز وجل حتى نعيش بتوازن وتناغم، وسنشعل في محطات الرحمة الإلهية من ليال قدر وأعياد شموع المعرفة لتضيء حياتنا بالسعادة الأبدية.وطالما أكدت أحاديث عظماؤنا بأن كل يوم لا يعصى الله فيه فهو يوم عيد وفرح وسرور، على اعتبار أن تجعل حياتك اليومية سلسلة من الأحداث الموجهة في طريق التكامل الروحاني أضف إلى ذلك الإحساس بالله عز وجل في كل سكناتك وجوارحك.. فكر بأنه معك وحولك لتستمد منه طاقة الأمل والقوة والتفاؤل.. أن تشعر أن الله حولك ومعك، خاطب الله في قلبك وفي نبضك وإحساسك ستجد أن الوجود جميل ورائع لأنك أدخلت إلى يومياتك الرتيبة إحساساً جميلاً ومفعماًَ بالبهجة فانقلبت حياتك رأسا على عقب من حياة فارغة رتيبة إلى حياة أكثر امتلاءً ورونقا وبهاء وإشراقا وتفاؤلا ونجاحا.
https://telegram.me/buratha