المقالات

معضلة (القبول الوطني )


حافظ آل بشارة

رغم ان اختيار رئيس الوزراء المقبل اصبح متوقفا على اتفاق جناحي التحالف الوطني ، الا ان الاوساط الشعبية والصحافة والمثقفين صاروا الآن مثل السياسيين يتحدثون عن شرط اساس في تحديد ملامح الشخصية التي تكون لائقة لهذا الموقع و الشرط هو القبول الوطني ويقصدون به موافقة الوان الطيف السياسي والاجتماعي على المرشح المنتظر ، ان للعراق ظروفه الخاصة ولا بد من احراز رضا الجميع في داخل البرلمان وخارجه ، خاصة وان القائمة العراقية ذات الاغلبية الانتخابية غير مقتنعة بالتحالف كأغلبية نيابية ، وتهدد بالانسحاب من العملية السياسية ، وقد يكون كسب قبولها أمرا صعبا وهي غير مستعدة لمنح ثقتها في مجلس النواب لأي مرشح لرئاسة الوزراء . أصبح احراز القبول الوطني لأي مرشح صعبا بسبب الظروف التي مر بها العراق ، أيام عسيرة من فقدان الثقة والخوف والتوتر وتبادل التهم والانسياق وراء اجندات الاجانب كلها ادت الى تقطيع الجسور بين أجزاء النخبة الوطنية التي استقطب بعضها طائفيا ، كانت هناك مخططات لاعادة العهد السابق واغلاق الديمقراطية وقد تصدت القوى الوطنية في اطار السلطة وخارجها لهذه المشاريع وافشلتها وكان المهزومون قد تحملوا سيلا من الخسائر البشرية والمادية والسياسية والنفسية وهم يطلبون ثأرا ، المعروف ان مؤيدي الارهاب ورافضيه كلاهما كانا حاضرين في العملية السياسية حول طاولة واحدة ، وكان التدافع بينهما في اطار الأزمة الأمنية اصبح علنيا كأمر واقع ، ولكن دخول الأزمة ليس كالخروج منها فلكل مرحلة استحقاقها ، البلد بحاجة الى نخبة جديدة قادرة على ادارته في ظل السلام والهدوء والتنمية والاعمار ، الآليات الديمقراطية تضمن هذا النوع من التداول السلمي ، خاصة وان المكون السياسي الذي يتصدر السلطة هو انعكاس للمكون الاجتماعي السائد في البلد وكذا الاقلية الاجتماعية لا يمكن ان تتحول الى اغلبية سياسية الا باستخدام المغالطات والتزوير ، وما دام الذين يشكلون الحكومة ومن ينافسونهم من مكون واحد فيمكن تلطيف التنافس عبر اقرار نوع من تبادل الادوار، فبعضهم يجيد العمل في ظل العنف والحرب وبعضهم يجيد العمل في ظل الاعمار والتنمية ، تغيير الوجوه والدماء يؤدي الى تنشيط الاداء ويشطب الثارات والحساسيات مع الآخرين ، أما الاطراف التي استغلت الظروف ولعبت على الحبلين فيجب ان يجري التعامل معها بمهنية يجب اعادة تمشيط الحقل السياسي لازالة الالغام القديمة ، البعض لديهم ملفات جنائية تم تجاهلها وتمييعها واهمال حقوق الضحايا المرتبطة بها ، الايام القادمة ستشهد تصفية حسابات نهائية سيقول القضاء كلمته ويمنع تسييس الملفات الجنائية لاؤلئك المنشغلين بالقاء الخطابات في الفراغ ، الظروف القاهرة سمحت لهم بأن يتحولوا الى ابطال شاشة أما الآن فيجب انهاء فلمهم وسحبهم من الشاشة الى المحاكم لأنهم سيمنعون البلد من مغادرة المربع الاول ولا يجيدون الا التخريب .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك