المقالات

معضلة (القبول الوطني )

732 13:54:00 2010-09-08

حافظ آل بشارة

رغم ان اختيار رئيس الوزراء المقبل اصبح متوقفا على اتفاق جناحي التحالف الوطني ، الا ان الاوساط الشعبية والصحافة والمثقفين صاروا الآن مثل السياسيين يتحدثون عن شرط اساس في تحديد ملامح الشخصية التي تكون لائقة لهذا الموقع و الشرط هو القبول الوطني ويقصدون به موافقة الوان الطيف السياسي والاجتماعي على المرشح المنتظر ، ان للعراق ظروفه الخاصة ولا بد من احراز رضا الجميع في داخل البرلمان وخارجه ، خاصة وان القائمة العراقية ذات الاغلبية الانتخابية غير مقتنعة بالتحالف كأغلبية نيابية ، وتهدد بالانسحاب من العملية السياسية ، وقد يكون كسب قبولها أمرا صعبا وهي غير مستعدة لمنح ثقتها في مجلس النواب لأي مرشح لرئاسة الوزراء . أصبح احراز القبول الوطني لأي مرشح صعبا بسبب الظروف التي مر بها العراق ، أيام عسيرة من فقدان الثقة والخوف والتوتر وتبادل التهم والانسياق وراء اجندات الاجانب كلها ادت الى تقطيع الجسور بين أجزاء النخبة الوطنية التي استقطب بعضها طائفيا ، كانت هناك مخططات لاعادة العهد السابق واغلاق الديمقراطية وقد تصدت القوى الوطنية في اطار السلطة وخارجها لهذه المشاريع وافشلتها وكان المهزومون قد تحملوا سيلا من الخسائر البشرية والمادية والسياسية والنفسية وهم يطلبون ثأرا ، المعروف ان مؤيدي الارهاب ورافضيه كلاهما كانا حاضرين في العملية السياسية حول طاولة واحدة ، وكان التدافع بينهما في اطار الأزمة الأمنية اصبح علنيا كأمر واقع ، ولكن دخول الأزمة ليس كالخروج منها فلكل مرحلة استحقاقها ، البلد بحاجة الى نخبة جديدة قادرة على ادارته في ظل السلام والهدوء والتنمية والاعمار ، الآليات الديمقراطية تضمن هذا النوع من التداول السلمي ، خاصة وان المكون السياسي الذي يتصدر السلطة هو انعكاس للمكون الاجتماعي السائد في البلد وكذا الاقلية الاجتماعية لا يمكن ان تتحول الى اغلبية سياسية الا باستخدام المغالطات والتزوير ، وما دام الذين يشكلون الحكومة ومن ينافسونهم من مكون واحد فيمكن تلطيف التنافس عبر اقرار نوع من تبادل الادوار، فبعضهم يجيد العمل في ظل العنف والحرب وبعضهم يجيد العمل في ظل الاعمار والتنمية ، تغيير الوجوه والدماء يؤدي الى تنشيط الاداء ويشطب الثارات والحساسيات مع الآخرين ، أما الاطراف التي استغلت الظروف ولعبت على الحبلين فيجب ان يجري التعامل معها بمهنية يجب اعادة تمشيط الحقل السياسي لازالة الالغام القديمة ، البعض لديهم ملفات جنائية تم تجاهلها وتمييعها واهمال حقوق الضحايا المرتبطة بها ، الايام القادمة ستشهد تصفية حسابات نهائية سيقول القضاء كلمته ويمنع تسييس الملفات الجنائية لاؤلئك المنشغلين بالقاء الخطابات في الفراغ ، الظروف القاهرة سمحت لهم بأن يتحولوا الى ابطال شاشة أما الآن فيجب انهاء فلمهم وسحبهم من الشاشة الى المحاكم لأنهم سيمنعون البلد من مغادرة المربع الاول ولا يجيدون الا التخريب .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك