المقالات

براثـا ....المسكن الآمن

977 15:54:00 2010-09-08

ماجـد محمـد

(( إن أمثـال المذكـور بهـذه المقالـة يقيمـون الحجـة على جميـع من يقـول بأن المنتمـين للجيـش في حقبـة حكـم الطاغبـة كانـوا مجـبرين على الإنتمـاء لحـزب البعـث المجـرم فتمتـد يـد الدولـة الى المشمولـين بهـذه المقولـة وتهمـل ..بل وتـترك عن عمـد الصامـدين الأبطـال من رجـال العـراق ))

للمؤمن ساعـة يتساءل فيهـا عن حِكـَم الله تعالـى ولمـاذا يُقـرب عبـدا ًمن عبـاده رغـم أن آخـرين يفوقونـه عبـادة ًوإلتزامـا بالفـروض ! ورغـم أنـي لا أدعي الإجتهـاد في الـدين ولسـت مُلمـا في أصول الشـرع والفقـه لكن الأمـر لايحتـاج الى كل ذلك كـي يعـرف المـرء بـأن الله سبحانـه ما أنـزل الأديـان إلا لتنظيـم الحيـاة وجعـل الإحسـان قـدوة في عمـل الإنسـان وهدفـا لبلـوغ العـدل والحكمـة اللـذان همـا أسـاس المـُلك ، ومن عمـل إحسانـا في دنيـاه يكون قـد بلـغ ما أراده الله من خلقـه وأصلـح من الدنيـا جـزءا من خـراب ٍ أحدثـه غـيره لينـال بذلك أجـرا لا يضاهيـه أجـر وثوابـا ليـس لـه مثيـل ، ولنـا في قصـة خـير الأنـام " مُحَمَـد ٌ " صلى الله عليـه وآلـه وسلـم عن تـلك البغـي التي أطفـأت ضمـأ قطـة عطشـى فأدخلهـا الله الجنـة خـير مثـال على ماتقـدم ، أقـول ذلك ذاكـرا موقفـا لا يمكننـي تجاهلـه لوكالتنـا الغـرّاء " براثـا " وجنودهـا العاملـين بصمـت من دون أن يصيبهـم مـردود ٌمالـي أو تجـاري ! موقفـا ًحصل معـي حـين أرسلـت إليهـم مظلمـة لإنسـان وطنـي شريـف وقـف بجـرأة وشجاعـة موقفـا وطنيـا بطوليـا لايفعلـه إلا من آمن بالله ورسولـه وآلـه النجبـاء الأطهـار وواثقـا بـأن جولـة الباطـل لا تـدوم مهمـا طـال بهـا الزمن فـي وقـت كـان فيـه درب الحـق موحشـا لقلـة سالكيـه وكـثرة مانعيـه رغبـة في نيـل رضـا الظالـم المتجـبر وتزلفـا لـه ! كـان هـذا العراقـي الشهـم ضابطـا في أيـام طغيـان الظلـم وبرتبـة لابـأس بهـا ، ورغـم المغريـات والعطايـا التي أغـدق بهـا الطاغيـة على ضبـاط الجيـش آنـذاك ورغـم إن كل من لـم ينتـمي من منتسبـي الجيـش الى حـزب البعـث المجـرم يتعـرض الى شتـى صنـوف العـذاب والإجـراءات التعسفيـة إلا أن هـذا المقاتـل المجهـول بقـي صامـدا لا يهـتز ! رافضـا أن يكون أداة ً من أدوات القمـع الصداميـة يـوم ثـار الشعـب في إنتفاضتـه الشعبانيـة المباركـة ! فكـان ذلك عـذرا مضافـا لزبانيـة الطاغيـة للفتـك بـه وتدمـير حياتـه المهنيـة والأسريـة وضيـاع مستقبلـه المدنـي كمهنـدس حاصل على شهـادة جامعيـة ! إذ أحيـل الى محكمـة عسكريـة تابعـة للحـرس الجمهوري رغـم كونـه على مـلاك القـوة الجويـة !؟ ولولا لطـف الله بعبـاده الصادقـين لكـان الحكـم عليـه كمـا كـان يرجـوا الـرفاق الظالمـين ... أي الإعـدام رميـا بالرصـاص ! لكن شـاء الله سبحانـه أن يكون الحاكـم العسكـري رفيـق طفولتـه وزميـلا لـه في الدراسـة الى ماقبـل الإعداديـة فأحالـه على التقاعـد برتبـة أدنـى مع قـرارات قاسيـة أفتـى بهـا الحزبيـون لازملتـه طيلـة فـترة حكـم الطاغيـة لا مجـال لذكـرهـا أدت الى ضيـاع إتـزان الزوجـة العقلـي بسـبب التهـديد المباشـر بخطـف أولادهمـا والتنكيـل بهـم !

وبعـد التحـرير والحريـة ظن هـذا الإنسـان المبـدئي الملـتزم أن الوضع الجـديد سينصفـه وإن العدالـة لابـد وإنهـا سائـرة إليـه لتعوضـه ولـو بجـزء ممـا لحـق بـه من أذيـة وآلام ! ولكن هيهـات وبعض جـيوب الظلـم والنفـاق ملتصقـون في جسـد العـراق كالطفيليـات المرضيـة التي تأبـى تركـه يتعافـى يمنعـون رجـال الحـق من الإنتصاف لأهلـه ويحرمـون ضحاياهـم من إيصـال مظالمهـم ، فبقـي الحـال كما هـو وبقـي صاحبنـا صابـر محتسـب ! بينمـا من هانـت عليـه نفسـه وضعفـت لديـه صفـات الرجولـة من أقرانـه الضبـاط المتقاعـدين وألتحـق حينهـا بنخـوة عـدي في اللجنـة الأولمبيـة أو بجمعيـة المحاربـين التابعـة لديوان الرئاسـة المنحـل فلقـد فـاز بالزمـنين السـابـق واللاحـق وتدرج بالرتـب دون توقـف متمتعـا بهديـا المناسبـات الماليـة والعينيـة وأحتفـظ براتـب عالـي لـم يحلـم بـه حتى في زمن الطاغيـة ! دون صاحبنـا الـذي ظـل حالـه أسـوء حـال براتـب لا يتجـاوز راتـب الرعايـة الإجتماعيـة !!! بـل وحتى أن الزيـادة الأخـيرة التي أقرهـا مجلـس الـنواب وصـادق عليهـا مجلـس الرئاسـة والتي شملـت جميـع العسكريين لـم تحتسـب لـه !؟؟ وبرغـم ما بذلـه من جهـد ومراجعـات إلا أنهـا لـم تـؤدي الى نتيجـة تـُذكـر !!

فكـان بيـت " براثــا " الآمن نعـم ......كـان بيـت " براثـا " المسكن الآمن والمضجـع الذي تقـر فيـه عـيون المظلومـين من الضحايــا ! حـين رجوتـه أن يخولنـي بـأن أكتـب رسالـة الى أخوتـي في " براثـا " لأطلعهـم على مظلوميتـه الجارحـة لأحاسيس الحـق ومشاعـر الإنسانيـة والوطنيـة ! وبعـد أن أقنعتـه بأن هـؤلاء الأخـوة لا مقصـد لهـم سـوى مرضاة الله وإتيـان الحـق لأهلـه وافـق مـترددا بعـد خيبـات الأمـل التي مـر بهــا فكانـت الرسالـة وكـان الـرد .

لقـد سعـى الأخـوة في براثـا الى إيصـال المظلمـة الى من ينظـر فيهـا ويطـّلـع عليهـا ليعـرف أن في العـراق رجـالا لـم يحنـوا الرؤوس تخضعـا لجـبروت الباطـل مهمـا أشتـدت شوكتـه وبأنهـم يمثلـون فعـلا شمـوخ العراقـي وعزتـه وليـس أؤلئـك المستفيـدون مع كـل ركـب اللاهـثون وراء الـريـح ! إن أمثـال صاحبنـا البطـل يقيمـون الحجـة على جميـع من يقـول بأن المنتمـين للجيـش في حقبـة حكـم الطاغبـة كانـوا مجـبرين على الإنتمـاء لحـزب البعـث المجـرم فتمتـد يـد الدولـة الى المشمولـين بهـذه المقولـة وتهمـل ..بل وتـترك عن عمـد الصامـدين الأبطـال من رجـال العـراق .

وعلى الرغـم بأن مظلمـة هـذا العراقـي النجيـب الشهـم لـم تحـل بعـد وإن يــد الإنصاف لـم تمتـد لـه لحـد الآن إلا أن سعـي الأخـوة في " براثـا " يبقـى سعيــا مشكورا وجهـدا وطنيـا وإنسانيـا مبذولا دون رجـاء في مـردود سـوى التقـرب الى الله ! راجيـا ممن أحيلـت عليـه هـذه المظلمـة الحقـة أن يوليهـا الإهتمـام الذي أوصى بـه رسولنـا الأكـرم وسـار عليـه دون كـلل أو مـلل أمـير المؤمـنين علي وأولاده الأئمـة المعصومـين . تحيـة من صاحـب الحـق المقـام والقلـب المضـام ومنـي أنـا شخصيـا الى جميـع الأخـوة في " براثـا " وأخص منهـم الأخ باقـر هـادي وفقهـم الله ونجاهـم من كل كيـد .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
عراقي يكره البعثيه
2010-09-09
لاعجب من براثا فقد الت على نفسها ان يكون صوتها العالي في ارض الفرقدين حين سكت الجميع خوفا وخجلا .. صوت براثا الذي يخشاه الارهاب الاجرب والبعث النجس والطائفيين الاوباش والخونه والعملاء والبهائم ... صوت براثا الذي يهيم به المستضعفين والمساكين والمحرومين ولاعجب ان صار براثا اكثر المواقع العراقيه زيارة على الاطلاق ومن يريد التاكد فعليه بموقع اليكسا العالمي لحساب زوار المواقع ويتاكد بنفسه www.alexa.com
ودود
2010-09-09
تحية للوكالة البطلة وأخص بالذكر محسن الجابري والمجاهد حيدر جواد
د جاسم التميمي
2010-09-08
والله لقد اثلجت قلوبنا بمقالك هذا ونحن نعلم ان الضباط من اصحاب الانواط والاوسمة اصبحوا الان اصحاب الحل والعقد في حكومتنا الديمقراطية والتي تناست حقوق الضباط السجناء السياسيين وذوي الشهداء منتظرين موافقة الجان الخاصة بالفصل السياسي التي ظلمتهم من جديد كما اود التنويه عن النخوة التي فهمت خطا لانهم من الضباط المحالين والمطرودين واللذين اجبروا على تدريب اطفال وشيوخ مناطقهم واعطو راتبا رمزيا دون احتساب اي خدمة او حقوق لهم وكانوا مراقبين ومظلومين لذا اقتضى التنويه
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك