المقالات

بيت على ظهر انبوب نفطي


كريم الوائلي

الخبر المروع الذي نقله امر شرطة النفط والمتضمن فقدان ستة مليارات دولار جراء ((القرصنة)) على بحيرات النفط العراقي ما عدى رواتب شرطتة وميزانية وحدته التي ذهبت هباء منثورا ، وكان بأمكاننا ان نتضامن مع الشرطة النفطيين لولا ما جاء في الخبر الذي تناقلته وكالات الانباء ، ولكن ما يروعنا اكثر من الخبرنفسه هو ان النفط في بلادنا عاد علينا بالنقم بما يفوق مستوى النعم ، واذا كان صحيحا ان النفط لعب دورا مصيريا في عملية تعافي لم تكتمل بعد لعراق ما بعد التغيير عام 2003 فأنه ايضا وضعنا في بؤرة الهدف لانماط واشكال مختلفة من المؤامرات والحقد والحسد والملامة من الاشقاء والاصدقاء والاعداء ، واذكر مرة اني مع اصدقاء عراقيين نتناول العشاء في مطعم عائم في بحر مرمرة اجبرنا على ترك المطعم جراء السخرية بوصفنا حسب رأي بعص رواد المطعم بأننا ملأنا المطعم برائحة النقط النتنة والذي لا نستحقه في رأيهم ، ومن المؤكد ان العالم حين يقرأ الخبر المنشور في كل اصناف الاعلام حول بيت انشأ على ظهر انبوب نفطي عراقي وتقف عند سياجه عدد من الصهاريج وتتردد على البيت بشكل مكوكي حسب اعتراف شرطة النفط - اقول من المؤكد ان خبرا مثل هذا قد اثار سخرية القراء الذين قد يتمثل لهم المشهد في العراق متخم بالغرائب والعجائب ، وان الناس في العراق هم ((قطعان)) من السراق وقطاع الطرق والخارجين على المنطق والقانون ان وجد ، فالمعروف ان غالبية الارض العراقية سهلة ومنبسطة وان انشاء بيت على الخط الناقل للنفط واضح وغير محجوب بالتلال والجبال ولا بد ان البناء واجراء تحويرات على الانبوب لغرض سرقة النفط قد استغرق زمنا يكفي للفت انتباه منتسبي المديرية العامة لشرطة النفط ، واذا كانت المديرية لا تعلم انشاء ذلك البيت من اصله وكل ذلك الوقت فأن ذلك يعني ان شرطة النفط في قيلولة طويلة ، وقول المديرية بأنها قد استعلمت من ((مصادرها الخاصة)) فأننا نفترض ان تلك المصادر استخبارية ( مع ان مصدر المديرية حتما هو المواطن دون غيره) والمعروف ان الاستخبارات معنية بالتحركات السرية التي تحتاج الى جمع وتحليل المعلومات وهذا لا ينطبق على هدف واضح ومكشوف وعلى ارض منبسطة ( مثل منطقة الشاعورة التي اكتشف فيها البيت ) وحركة الصهاريج وضجيجها ، ويفترض بالمديرية ان تمنع اتشاءه ذلك البيت منذ اللحظة التي بدء بها البناء ، لكن الاهم من ذلك كله هو ان العملية مكررة حسب علمنا حيث حدث مثل هذا الامر في مناطق اخرى من العراق وكان يفترض بالقوة الامنية المختصة ان تكون انشطتها استباقية والسؤال الآن مالجدوى من مديرية كبيرة تثقل الميزانية بالاموال الباهضة اذا كانت عاجزة عن كشف بيت وصهاريج تعمل على ظهر الانبوب وفي وضح النهار .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك