سعد البصري
قبل أيام وبالتحديد في نهاية شهر آب أُعلن عن الانسحاب الأمريكي من العراق حسب ما تم الاتفاق عليه بين الجانب العراقي والأمريكي في الاتفاقية الأمنية الموقعة بين الطرفين وبذلك تنتهي مهمة القوات الأمريكية القتالية في العراق . وحسب ما سمعنا ورأينا من خلال وسائل الإعلام المختلفة التي نقلت الموضوع . الغريب في الأمر إن القوات الأمريكية أعلنت إن مهمتها القتالية قد انتهت ، وستتحول مهامها إلى استشارية وتقديم الدعم اللازم للقوات العراقية ...؟! لقد أبقت قوات الاحتلال الأمريكي في قواعدها بالعراق ما لا يقل عن ( 50 ) ألف جندي أمريكي بزعم إن هؤلاء باقون في خدمة القوات الأمنية العراقية وليس لهم دور سوى تقديم المعونة والمشورة عند الطلب منهم ذلك ..؟ واعتبروا ( أي القوات الأمريكية ) إن خروجهم من العراق هو بداية مرحلة جديدة في طريق الديمقراطية بالعراق باعتبار إن القوات العراقية أصبحت قادرة على تولي الملف الأمني وحفظ الأمن في البلاد وهذا قطعا ( غير وارد ) فالقوات الأمنية في واقع الأمر عاجزة عن حماية نفسها فكيف تستطيع حماية بلد متعدد الحدود وبهذه المساحة والعدد الكبير من السكان مثل العراق..؟ على العموم فقد أطلق على هذه العملية اسم ( الفجر الجديد ) ولا ادري هل إن هذا الاسم ينبأ بفجر جديد بالنسبة للعراق والعراقيين أم انه تغيير اسم ليس إلا ، وبالتالي فان اسم الفجر الجديد يطلق على عملية عسكرية لان الأمريكان عودونا على مثل هذه الأسماء خلال العمليات العسكرية العديدة التي قاموا بها في العراق ..!. فالخمسون ألف جندي يجعل كل من له اهتمام بالشأن العراقي أن يضع ألف علامة استفهام حول هذا الموضوع كون البصمة الأمريكية لازالت موجودة على القرار السياسي العراقي ، وبالتالي فان دل ذلك على شيء فإنما يدل على إن هذا الانسحاب كان صوريا ليس إلا ، والموضوع على كل حال حسب رأيي الشخصي لا يتعدى تغيير الأسماء .
https://telegram.me/buratha
