باسم العلي
ان النكات في الشارع العراقي التي تعطي انطباع عن سذاجة الكرد معروفة لكل العراقيين, وقد حصل الدليمالدرجة الثانية في هذه المؤشر. فهل ان هذا المؤشر صحيح ام مقلوبا راسا على عقب؟
لقد حارب الكرد من اجل الحصول على حقوق قومية فترات طويلة لم يحققو فيها مايصبون اليه الا النزر القليل مقارنة بما حصلو عليه بعد سقوط النظام البائد, فلم يطلقوا اطلاقة واحدة ولم يخسرو روحا واحدة من اجل الحصول على ماحصلو عليه. ان كل العراقيين والعالم اجمع يقر بالتطور الحاصل في كردستان بالوقت الذي فيه بقىيت جميع المحافظات العربية على حالها ومنذ السقوط وما التغيرات التي حصلت الا بنسبة (اذا اريد ان اكون متفائلا) 10% مما حصل عليه اقليم كردستان.
ان الحزبين الرئيسسيين ومنذ السقوط اتفقوا اتفاقا مصيريا على ان المصلحة الكردية فوق كل اعتبار( اعيدها مرة اخرى فوق كل اعتبار) فاعلنوها في كردستان بان الكرد يد واحدة وروح واحدة وطموح واحد وهدف واحد الا وهو اعلان دولة كردستان (ومهما طال الزمن وبعدان تحين الظروف الدولية والاقليمية).
لقد قسموا جهودهم على مساريين رئيسيين: مسار الاقليم بقيادة البرزاني والثاني المسار العراقي بقيادة الطالباني على ان يعمل الاثنين في المحافل العراقية والدولية من اجل المصلحة الكردية العليا.
ان السياسة الكردية اثبتت تقدمها بمسافات طويلة عن السياسة العربية. فها نحن نرى ان كردستان ليس له وزنا عراقيا فقط ولكن وزنا دوليا واقليميا وما الاستثمارات التي تسيل على كردستان الا مؤشر على ذلك, ليس هذا فقط بل حتى ان اكثر دول العالم معاداة للمشروع الكردي والكرد (تركيا) تتعامل معهم(على حذر) على اساس المصالح المتبادلة.
بماان مقالي ليس الغرض منه تقيم السياسة الكردية ولكن لكي اثبت ان العرب (سنة وشيعة) هم السذج والاحرى بمن يؤلف النكات ان يعطي تلك السذاجة لمن يستحقها عن جدارة وعليه ان يصور الكرد بعباقرة السياسة العراقية ومعطوفا على هذا, الشعب الكردي بالعبقري. لماذا؟ لان الشعب الكردي عرف مصلحته والتف حول القيادات الكردية التي تعمل على تحقيق دولة كردستان. نعم في الانتخابات الاخير خرجت كتلة التغير بمشروع جديد الا وهو تطوير الطريقة التي يحكم بها الاقليم كي تكون اكثر كفائة واقل فسادا ولكن مشروع دولة كردستان مازال هدفهم الاول, و خير دليل على ذلك نجد الكرد ورغم خلافاتهم السياسية شكلو كتلة كردية تفاوض العرب من احل الحصول على كل المكاسب القومية الكردية.
ان وحدة الهدف والعمل من احل الطموح الوطني جعلت الكرد قوة مهمة جدا ( على قلة عدد نوابهم ) في ميزان الصراع السياسي في العراق وها نحن نرى ان جميع الكتل المتنافسة العربية (شيعية وسنية) تطلب رضى الكرد رغم ان نسبتهم في العراق حوالي 20% والعرب تقريبا 80% فبدلا من ان ياتي رئيس اقليم كردستان الى بغداد يتراكض جميع سياسي العراق الى كردستان من اجل كسب رضى الكرد وكأن اربيل هي عاصمة العراق وليست بغداد.
هل سمعنا في يوم من الايام بان احد السياسين (ومن اي كتلة كانت) ذهب الى محافظ البصرة او الموصل او بغداد او الانبار؟ او هل سمعنا في اي يوم من الايام ان محافظ من اية محافظة عراقية دعي الى مكتب احد الساسيين العراقيين ليؤخذ رايه بشان من الشؤون العراقية؟
بعد كل ماتقدم, هل من المنطق والمعقول وصف الكرد شعبا وقيادة وبعد كل ما حققوه من انجازات (والتي عجز الشعب العربي وسياسييه عن تحقيقها) بالشعب الساذج!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
في المقدمة انا قلت بان الدليم حصلوا على الدرجة الثانية في موشر السذاجة ولو تابعنا المراحل الذي مر بها العراق ومنذ السقوط ولحد الان نجد ان غالبية السنة ومنهم الدليم كانوا متوحدين من اجل ان لايهمشوا وبالفعل (ولايهمني كيف حصل ذلك) تخرج العراقية بمعظم اصوات المحافظات السنية وبواحد وثلاثين من النواب الشيعة. وما نسبة السنة في العراق الا حوالي ال 20%. فهل من العدل ان يوصف الدليمي بالساذج!!!!!!!!
نتسائل اذا لم يكن الكرد والدليم سذج فعلى من يمكننا ان نؤلف نكات السذاجة؟ فاجيب, على شيعة العراق وبصورة خاصة سياسييهم, فبالامكان ان تؤلف نكات كثيرة عن سذاجة الشيعة شعبا وسياسيين. فهم مضحكة الكرد, العرب السنة, دول الجوار ودول العالم. فهاهم يشكلون مايقرب من 60% وهاهم يستجدون رضى هذا وذاك داخل العراق, وهذه الدولة او تلك من اجل القبول بحقهم الدستوري والشرعي والعرفي.
هل نعتب على السياسين فقط ؟ اعتقد بان ذلك اجحاف بحقهم ولكن عتبنا على الشعب الشيعي ايضا. واحد وثلاثون نائبا انتخبوا في المناطق الشيعية وهم اعضاء في الفائمة العراقية مما يعني ان مجموع الاصوات التي حصلت عليها العراقية كان ممكن ان تكون اقل بواحد وثلاثين مقعدا ولما تعقد الوضع السياسي وتعطل تشكيل الحكومة الى حد الان (ستة اشهر مضت ولم تتشكل). في المقابل لم تحصل الكتل الشيعية ولو على نائب واحد في المحافظات السنية!!!!!!!!!!!!!!
لقد خرجت جماهير المحافظات السنية بكثافية غير مسبوقة ولم يبعثروا اصواتهم والتي كانت حصيلتها ان تخرج العراقية ككتلة تمثل السنة بثقل كبير. وكمثل, في المقابل فانه لم يخرج من اهل الكاظمية للانتخابات الا نسبة قليلة لاتتعدى 40% من اعداد الناخبين.
فلو اخذنا النسبة المئوية التقريبية للمكونات العراقية ومدى تاثيرها في السياسة العراقية نجدها كالاتي : الكرد 20% وهم صانعي الملوكالسنة 20% متحدين ويطالبون باحقيتهم بتشكيل الحكومةالشيعة 60% متناحرين ويسقط بعضهم بعض ويتوسلون بهذا وذاك من اجل ان يقبلوا بتحالفهم الوطني باعتباره الكتلة الاكبر في البرلمان( واسوة بالبرلمانات العالمية في الدول الديمقراطية المتطورة) وبذلك يكون لهم الحق بتشكيل الحكومة. وبدلا من يحلوا مشكلة من يكون مرشحهم لرئاسة الوزراء, يتراكضون الى هذه الكتلة او تلك من اجل ان تقبل بحقهم الدستوري بتشكيل الحكومة......
من يتصور بان الاخرين سوف يعطون تايدهم لهذا المرشح او ذاك بدون مقابل فهم اغبياء وليس فقط سذج. السؤال الذي يطرح نفسه على حساب من!!!!!! نعم عزيزي القارىء لقد عرفته على حساب المصالح الشيعية وكما حصل عندما اعيد توزيع عدد مقاعد مجلس النواب حيث حصلا الكرد والسنة على مقاعد اكثر بعد ان سحبت من المحافظات الشيعية
بعد كل ما تقدم, من هو الساذج الاكبر(شعبا وسياسة) ؟ وعلى من (شعبا وسياسة) يجب ان تؤلف نكات السذاجة ؟ نعم عزيزي القارىء اتركها لك كي تقرر...............
https://telegram.me/buratha