المقالات

رسالة الحضور


احمد عبد الرحمن

حسنا فعل فخامة نائب رئيس الجمهورية السيد عادل عبد المهدي حينما قرر بصفته نائبا في مجلس النواب العراقي، الحضور يوميا الى مبنى المجلس.قد يقول قائل ان حضور السيد عبد المهدي لايمكن ان يقلب المعادلات، ويغير الموازنات، ويكسر الجمود السياسي ويبث الروح في جسد وكيان البرلمان الجديد الذي لم يجتمع سوى مرة واحدة ، ولمدة سبع عشرة دقيقة من اجل ترديد القسم الدستورية فقط لا اكثر.من غير الصحيح ان ينظر الى الحضور المتواصل للسيد عبد المهدي الى البرلمان ولليوم العاشر على التوالي بطريقة سطحية.فهذه المبادرة اطلقت رسالة بالغة في دلالاتها ومعانيها، موجهة الى البرلمانيين انفسهم والى الكتل والكيانات السياسية، والى الزعامات السياسية المختلفة، والى ابناء الشعب العراقي، وكل طرف من هذه الاطراف يفترض ان يقرأ ويحلل رسالة الحضور اليومي لمجلس النواب من الزاوية التي هو معني فيها.فالبرلمانيين ينبغي ان يفهموا الرسالة على انها دعوة لهم للحضور والتصدي، والامساك بزمام المبادرة وعدم الاكتفاء بالانتظار السلبي لما يمكن ان تؤول اليه العملية السياسية من نتائج ومعطيات، فالعملية السياسية يوجهها ويرسم مساراتها ممثلي الشعب قبل غيرهم.والقوى والكيانات والزعامات السياسية ينبغي ان تفهم الرسالة على انها دعوة لهم للترفع عن نزعات الانا، وعدم الاستغراق في التفكير بالمصالح الفئوية والحزبية الخاصة، وضرب المصالح الوطنية العامة عرض الحائط، وتقديم التنازلات وابداء المرونة المسؤولة وعدم التفريط بالاستحقاقات الوطنية لدواع وحسابات انية ومرحلية ضيقة.وابناء الشعب العراقي ينبغي ان يفهموا الرسالة على انها دعوة لهم للتعبير عن مواقفهم وارائهم حيال مايجري بكل وضوح ووفق الضوابط والسياقات الدستورية، لاسيما وان تعطيل عمل مجلس النواب ينعكس سلبا عليهم في مختلف الجوانب السياسية والامنية والخدمية والحياتية، وان ابناء الشعب هم اصحاب الكلمة الفصل في نهاية المطاف.وفوق كل ذلك فأن تلك المبادرة تؤسس لثقافة سياسية لابد منها في بلد يمتاز بنظامه الديمقراطي حديث العهد الذي يحتاج الى تأصيل وتطوير وتصحيح في الكثير من مناهجه وسياقاته والياته حتى ينضج ويكتمل اكثر فأكثر.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك