المقالات

سود الله وجوههم

2405 22:14:00 2010-09-06

خرجت مساء أمس بعد الأفطار مع عائلتي الى السوق لشراء ملابس للعيد بما تبقى لي من الراتب المبارك لأرى علائم السعادة ترتسم على وجوه أطفالي وكنت سعيدا جدا بالتجوال معهم وهم يحاولون انتقاء ما يريدون شراءه وفي الحقيقة كنت اراوغ واحاول التملص بطريقة ذكية لأبعادهم عن البضائع المرتفعة الثمن والتي تفوق امكانيتي .

وفي احد المحال التجارية بينما كنا نتفحص البضاعة المعروضة ونستفهم عن الأسعار لفتت انتباهي امرأة ومعها ولد وبنت لا تتجاوز اعمارهما الست سنوات وقد اختارت ابنتها ثوبا جميلا وتمسكت به بقوة ولكن امها كانت تحاول انتزاعه منها وهي تقول لها ( يابنتي هذا الثوب غالي وماعندي فلوس تكفي لك ولأخوك ) ، فأفلتت الطفلة الثوب من يدها مجبرة ورأيت عليها الأنكسار والتذمر في آن واحد  ونزلت دموعها بصمت على وجنتيها ثم قالت لأمها ( من مات ابوية لليوم ما اشترينة هدوم زينة ) .

وهنا احسست بأن الدنيا قد أظلمت في عيني وترقرقت الدموع في عيني ولكنني تشجعت وأخفيت تأثري بالموقف وبادرت الى سؤال المرأة عن سبب وفاة زوجها وهل له راتب تقاعدي وهل ان هناك من يعيلها ؟ ، فأجابت وقد احنت رأسها خجلا وقالت ( خوية زوجي استشهد في إنفجار محافظة بغداد وهو كاسب وما عدنة لا راتب تقاعدي ولا معيل ) . عندها قررت ان اشتري ذلك الثوب لأبنتها ولكن الذي حصل انها رفضت رفضا قاطعا وخرجت مسرعة من المحل وغابت مع طفليها في زحام السوق .

عند ذلك رحت بيني وبين نفسي أخاطب الكثير من قادة البلد الذين تحولوا من حفاة الى " مليارديرية " في ليلة وضحاها ببركة دماء الشهداء وأشلاء الضحايا ودموع الأيتام وغصة الأرامل والثكالى وتعاملوا مع آلآم شعبهم على طريقة النعام فأدخلوا رؤسهم في حفرة اللامبالاة هربا من المسؤولية والمساءلة  ونسوا انهم وصلوا الى ما وصلوا اليه بدماء وعرق هذا الشعب المحروم الذي كلما قال انها فرجت نزلت به نازلة أشد من سابقتها ، وفي غمرة هذه الهواجس وحديث الشجون مع الذات انتبهت الى نفسي والناس من حولي واقفون ينظرون إلي نظرة استغراب وأنا اردد بصوت مسموع ( سود الله وجوههم ) .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
Haitham
2010-09-10
هؤلاء نزوا على كراسي السلطة بأصوات المحرومين وغنموا ما غنموا من مكاسبها ثم قاموا بالتصدق على الناس ولكن بمقابل كسب اصواتهم في الانتخابات. فيا لها من معادلة خاسرة الرابح فيها هواة السياسة ومدعي الاصلاح. فبؤساً وتعساً للذين يتاجرون بعوز العباد ويجاهرون بآلامهم فيفضحونهم بالتصدق على بعضهم من على شاشات التلفزيون في مشاهد تعرض ذل السائل وقباحة المانح وبشاعته.
مراقب بدقة12
2010-09-08
الله يطيح حظه اللي عندة ويقصر
ابو زهراء الأسدي
2010-09-07
سود الله وجوهم بالدنيا قبل الآخرة سود الله وجه كل من سرق ديناراً من أموال الشعب العراقي وكنزها في البنوك سود الله وجه كل من فتح الحسابات في الخارج من أموال المحرومين والأيتام سود الله وجه كل من بنى العمارات الشاهقة بأموال هؤلاء المظلومين سود الله وجه كل من دافع عن الفاسدين والسارقين وأخرجهم من السجون وهربهم الى الخارج و كل من يعرف بالسارق أنه سارق ويدافع عنه سود الله وجوههم الذين جلسوا على كراسي هدام من دون ان يلتفتوا الى أهالي الشهداء شكراً لك على هذه المشاعر الصادقة بارك الله بيك .
عراقي يكره البعثيه
2010-09-07
اخ عماد هذه حادثه واحده من ملايين الحوادث الكارثيه التي جلبها لنا المالكي والدعوجيه الذي سرقوا العراق منذ ست سنوات ولكن السيد عادل عبد المهدي سيرجع الحق لاهله وسميح الدمعه عن ابنة هذا الارمله وسيعيد الابتسامه الى العراقيين بعد ان ملاء المالكي سيء الصيت هو وحبربشيته وحراميته وجوههم بالكدر والالم والغم
ابو حسين السماوي
2010-09-07
والله مثل هذه الامور اخذت مني ماخذا كببيرا وانا اتعابع مثل هذه القضايا على اغلب الفضائيات والتي يشيب لها حتى الطفل الرضيع شركات الاتصالات زين واسايا سيل وزعت الكثير من الاجهزه الكهربائيه والمبالغ النقديه يوميا وعلى اكثر من فضائيه السوال هو اين دور الحكومه من هكذا برامج صحيح زين وغيرها هو الداعايه هسه حكومتنا الرشيده خل تسوي مثل هذه الدعائيه بس لغف ماشبعتو الله لا يشبع بطون تاكل اموال ايتام العراق
ابو علي الصدري
2010-09-06
اي واللة سود الله وجوههم الف مرة هؤلاء الرعاع الذين كانوا حفاة عراة لا يمتلكون ثمن ثلاث(جكاير مفرد) واكثرهم لا ذمة ولا ضمير ولا قلب ينبض بالرحمة فسحقا لهم وسيعاقبهم الشعب يوما بعد ان ينزل الله عقابه بهم ولعنة الله على كل مجرم منتفخ الكرش والفقراء تتضور جوعا(تموت الاسود في الغابات جوعا ولحم الضأن تأكله الكلاب)
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك