المقالات

اشكاليات ما بعد الترشيح

822 15:52:00 2010-09-06

حافظ آل بشارة

العراق كله بات ينتظر الاجتماع التأريخي للكتلة النيابية الاكبر كتلة التحالف الوطني الذي سيسفر عن اختيار مرشح واحد لتشكيل الحكومة ، خمسة اشهر اسفرت عن تهيئة مرشحين اثنين ، هل يحتاجون خمسة اشهر اخرى لايجاد آلية لاختيار احدهما ؟ وخمسة اشهر لاختيار بدلته ورباطه ؟ وسواء طالت المدة او قصرت فلا بد في النهاية من عريس وحيد تنثر عليه الحلوى وتقرع له الطبول ، هذه التفاصيل لم تعد مهمة بالمقارنة مع المساحات الملغومة التي تطوق هذا الانفراج الصغير ، ثقافتنا البدوية تنظر الى من يشكل الحكومة بحسد وكأنه يحتكر الخلود ويحرم منه الآخرين ، ثقافة ترى المنصب من علامات الكمال الانساني ! لكن بريق هذا المنصب اطفأته النزاعات ، هناك اتفاق بين القوى المختلفة على أن من يشكل الحكومة في العراق وتكون له رئاسة مجلس الوزراء لن يحصل على وزارات ومواقع مهمة ، بل تذهب تلك المواقع الى شركاءه في صفقات معقدة ومطولة وعسيرة ، وهذه هي محنة القائمة العراقية التي يمكن ان تتمسك بما تراه حقها في تشكيل الحكومة باعتبارها الكتلة الانتخابية الاكبر ، واصرارها على موقفها يعني عدم اعترافها بالتحالف الوطني ككتلة نيابية اكبر تشكلت بعد الانتخابات واجازتها المحكمة الاتحادية بناء على الدستور ، أي عدم الاعتراف بقرار المحكمة التي تسري قراراتها على الجميع وما عليهم الا الامتثال ومعناه عدم الاعتراف بالمحكمة نفسها وهي الحكم في النزاعات وقولها الفصل ومن لا يعترف بالحكم واقواله فالى من يلجأ في قضاياه ؟ وحتى لو شكلت القائمة العراقية الحكومة فسوف تقع في اشكالية اخرى ، ستحصل على منصب رئيس الوزراء وتحرم من المواقع المهمة التي ستذهب الى شركاءها حسب الاتفاق ، ومنصب رئيس الوزراء سيكلف به شخص واحد بينما تضم القائمة عدة أحزاب ورؤوس كل منهم يرى أن له استحقاقا قياديا لا بد من بلوغه ، وهذه مشكلة يعيشها اعضاء العراقية ويعانون منها ويرى بعضهم استحالة تسليم رئاسة الوزراء الى الدكتور اياد علاوي ليبقى الآخرون بلا أي منصب خاصة وان انتماءه المذهبي يثير حساسية أخرى لا يستطيع رجال العراقية التخلص منها مع ان اتجاهها المعلن عروبي ليبرالي ، ومن بين السطور وتصريحات الآخرين هناك انطباع بأن تخلي العراقية عن مطلبها بتشكيل الحكومة مقابل صفقة تفرض فيها شروطها لترضي جميع رؤوسها سيكون حلا مناسبا لانها كتلة مؤلفة من عدة مجموعات وقد تجد ما يشجعها على اعتناق هذا الحل عندما يصبح مؤكدا فقدان ان منصب رئيس الحكومة في الدورة المقبلة سيفقد كثيرا من امتيازاته ، فسوف تشترك جميع الاطراف في تشكيل مكتبه وامانته العامة وهيئة مستشاريه ولم يعد قادرا على احتكار هذه الدوائر لحزبه ، وربما هناك ملاحظات ايضا حول صلاحياته فما عسى ان يحقق رئيس مجلس الوزراء وحزبه من موقع كهذا تم تقليم اضافره ، خاصة وان الزمن يمضي والسنوات الثلاث المتبقية ليست كبيرة في حسابات الدول .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك