قبل أيام طالعنا السيد نوري المالكي رئيس الحكومة الحالية بتصريح يثير الدهشة والتساؤل في آن واحد ، حيث قال انه يتوقع ارتفاع وتيرة العنف في الأيام القادمة !!! .
وهنا يجب التأمل طويلا في حيثيات هذا التصريح الذي لم يخرج من فم محلل سياسي كما انه لم يكن مجرد نبوءة ( لأبو علي الشيباني ) أطلقها بعد حسابات الأرقام التي يقوم بها عادة من على شاشة قناة الديار الفضائية . وفي هذا اليوم بالذات تحقق كلام السيد رئيس الوزراء وضرب الأرهابيون ضربتهم بعدد من السيارات المفخخة في العاصمة بغداد . واذا اردنا ان نحلل هذا التصريح والأحداث التي تلته فلا يمكننا القول الا أن هناك معلومات استخبارية مؤكدة وصلت الى السيد المالكي وعلى ضوءها بادر فخامته الى التصريح بها عبر وسائل الأعلام ويبشر الشعب بهذه البشارة الحلوة ( الله يبشره بالخير ) ! . ولكن السؤال المحير هو ان من يقف على هرم السلطة وتصل اليه معلومات بهذا المستوى من الأهمية والخطورة وتتعلق بها ارواح المواطنين وأمن البلد بأكمله هل يصرح بها الى وسائل الأعلام أم يتخذ التدابير الأحترازية للحيلولة دون وقوع المحذور وتوجيه ضربات استباقية الى حواضن الأرهاب وفق تلك المعلومات ؟!؟! .
اننا نبحث عن جواب لهذا السؤال ومن المؤكد ان لاجواب لهذا السؤال ولا لغيره لأن في ادبيات السلطة المطلقة لا يحق للشعب ان يسأل بل ليس من حق الشعب ان يطالب بأبسط حقوقه وقد جرب ذلك في المظاهرات السلمية التي خرجت في مدينة الناصرية للمطالبة بالكهرباء فكيف لهذا الشعب ان يسأل سؤالا كبيرا كالذي طرحه مجنون مثلي يلعب بالنار في بلد ( كلمن إيده إله ) ؟!!! .
نعم أنا مجنون ولهذا سأستمر بجنوني وأقول الى متى يبقى طريق الوصول الى السلطة في هذا البلد معبد بأشلاء الضحايا ؟ ، والى متى يبقى هذا الشعب يقدم الأضاحي من ابناءه على مذبح السلطة كما تعود ان يقدمها على مذبح الحرية التي طال انتظارها ؟، والى متى تنهب منه الحياة كما تنهب منه الثروات ؟ ، وإلى متى تسهر عيون الشعب تذرف دموع الأسى والحزن وتغفو عيون قائده على وسادة السلطة الحريرية ؟ ، والى متى والى متى والى متى ..... ؟ . على كل حال لقد قال السيد المالكي كلمته وتحقق قوله دون زيادة ولا نقصان لذلك فإنه رجل يصدق أن نسميه ( قول وفعل ) في المصائب طبعا وليس في الأنجازات .
https://telegram.me/buratha