المقالات

الأسباب الموضوعية لترشيح عادل عبد المهدي

911 22:02:00 2010-09-05

عمار العامري

خطوة لابد منها لتنهي السجال والمناقشات المستديمة على طريق تشكيل الحكومة العراقية ويبدو أنها بادرة أمل لتعزيز الشراكة الوطنية بين جميع مكونات الشعب العراقي أن الاتفاق الوطني الذي خرج به الائتلاف الوطني العراقي على ترشيح الدكتور عادل عبد المهدي مرشحا رسميا عنه لمنصب رئيس مجلس الوزراء العراقي القادم سيكون انطلاقة حقيقية للمشاورات والتفاهمات بين الإطراف الرئيسة في العملية السياسية.فبعد تشبث دام قرابة ستة اشهر من قبل دولة القانون على مرشحها نوري المالكي والذي كما يبدو لم يلقي القبول العام في الساحة الوطنية وأيضا كما أعلن نفسه بأنه أصبح عقبة أمام تشكيل الحكومة العراقية التي ينتظرها الشعب بفارغ الصبر ناهيك أن جميع مرافق الحياة العامة متوقفة أو كادت تتوقف مع استمرار الإصرار على ترشيح شخص واحد ما يجسد النظرية السياسية المقيتة "القائد الضرورة" والتي ما أن يتذكر أبناء الشعب العراقي معاناة النظام السابق حتى يتذكر إصرار الديكتاتور المقبور والذي كان يمجد بأنه هو الوحيد القادر على إدارة شؤون البلاد وهذا ما يتنافى مع مبادئ الديمقراطية التي رأى فيها العراقيون المنفذ الحقيقي لهمومهم وآلامهم أن الإصرار على تولي المالكي ولاية ثانية لا تأتي وفق مبادة الدستور العراقي فحسب ولكنها تجسد لحقيقة وهي أن التسعة وثمانون نائبا عن دولة القانون ليس فيهم الشخصية المؤهلة لهذا المنصب أو أن هناك سر في سيطرة المالكي على مقاليد الأمور في الكتلة ذاتها حتى باتت ماكينتهم الإعلامية تصرح بان من يملك 89 مقعد لا يستطيع التنازل عن حقوقه متناسين قيادات دولة القانون أو حزب الدعوة أساسا أنهم لم يملكوا في انتخابات 2005 سوى 11 مقعد ولكن الإرادة الوطنية والروح السامية لدى المكونات الأساسية للائتلاف العراقي الموحد هي من سمحت لهم تولي هذا المنصب الذي ذبح على منحره العراقيين الأبرياء بدون أن تعرق جباههم.ليصبح العراق بخطوة الائتلاف الوطني هذه على المسار الصحيح بعد أن نفذت كل مساعي دولة القانون الرامية إلى تولي المالكي "زمام الأمور" وليس "شؤون البلاد" وفي اختلاف اللفظ معاني كثيرة حيث لم نجد هناك ترحيب لأي خطوة كانت تخطوها الكتل باتجاه تشكيل الحكومة بل أن انعدام الثقة هو من سيطر على اغلب الحراك السياسي ألا أن هذه الخطوة تعتبر الأهم في تعزيز التوافق الوطني على مرشح بامكانه أن يكون مرشح جميع العراقيين ورئيس لوزراء العراق لا لجماعة معينة أو كتلة بنفسها.حيث تعتبر شخصية الدكتور عادل عبد المهدي القيادي في المجلس الأعلى الإسلامي العراقي ونائب رئيس الجمهورية ومفكر السياسة المالية والاقتصادية في العراق هي نقطة التقاء الروح الوطنية العراقية الأصيلة وملتقى الاختلاف الفكري والمذهبي والاثني في بوتقة واحدة والصدر الرحب لجميع الساعين وأصحاب الطموح البناء والهادف من اجل بناء العراق الديمقراطي بعيدا عن هاجس الشعارات التي لم يحقق الشعب العراقي منها ابسط مقومات الحياة اليومية فمجرد شعارات وإغراءات لفئات معينة والشعب يعيش أصعب الظروف الحياتية مع انعدام الطاقة الكهربائية التي تعتبر شريان الحياة وضياع المفردات التموينية قوت العائلة العراقية مع ارتفاع نسبة الفقر في اغلب المحافظات حيث تشير التقديرات الإحصائية إلى أن 23% من السكان تحت خط الفقر مع تفشي ظاهرتي البطالة والفساد المالي والإداري فأذن العراق بحاجة إلى شخصية سياسية محنكة ومقبولة في الأوساط الوطنية وتمتلك الرؤيا العلمية والعملية الكفيلة للنهوض بالواقع الاقتصادي والعمراني لبلد يعتبر من أغنى الدول في العالم والذي تراجعت حظوظه بسبب سوء الإدارة وسيطرة المافيا الظاهرية والمغفية عليه والتي باتت تنهب مقوماته وثرواته.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك