د. ناهدة التميمي
في برنامج موناسين مع ابو ياسين والذي تبثه قناة الرشيد وبرنامج صناديق الذي تبثه قناة الفرات ويقدمهما الفنان ماجد ياسين رايت العجب والصيام في شهر رجب .. رايت فقرا وبؤسا وحرمانا لم ار مثله حتى في مجاهل افريقيا او بلدان اسيا الفقيرة او احياء الفلبين المعدمة تدور فكرة البرنامج حول زيارات لمناطق لاعلى التعيين, وشاءت الصدف او الواقع المؤلم ان تكون جميع هذه المناطق التي زارتها القناتان من العشوائيات حتى تصورت انه لايوجد في العراق الا مناطق معدمة واناس يعيشون تحت خط الفقر المدقع ومعدمين لكثرتهم وانتشارهم في بغداد واطرافها وقلبها .. يقوم المقدم بتوجيه اسئلة ويمنح بعدها الشخص جائزة عبارة عن طباخ او ثلاجة او مبردة او مولدة او خلاط او رسيفر ستلايت .. كانت البيوت اشبه ماتكون بحفر لاتصلح للسكن الادمي او كهوف منسية تفتقر الى ابسط مقومات العيش الانساني اغلب سياجاتها من التنك او تانكيات الماء المستهلكة الصدئة مع قطع من بطانيات رثة عفرها التراب فلم يعد لها لون او من ( البارية) المهلهلة والتي تنفذ منها حرارة الشمس الحراقة وضوئها الساطع في العراق فحرمهم نعمة الاستراحة او القيلولة ظهرا .. واقع بائس لم ار مثله .. لم تكن في تلك البيوت والتي استمر البرنامجان في زيارتها لمدة شهر تقريبا لم يكن فيها رائحة الماء او الكهرباء او اي مظهر من مظاهر المدنية والادمية والانسانية .. كان اطفالهم شبه عراة والنساء اغلبهن ممن فقدن المعيل الزوج او الابن او الاخ في الحروب العبثية السابقة او في حروب الابادة التي يشنها ارهابيي العالم باسم المقاومة الشريفة على شعبنا الصابر فيحصدوا ويرملوا وييتموا ماتيسر لهم يوميا, اومن النساء المعانيات في تامين لقمة العيش اما الرجال والشبان فقد هدهم الفقر واعياهم العوز .. كان البؤس باديا على وجوههم وعلى ملابسهم ومعيشتهم واغراضهم ونوع البيوت او الجحور التي يسكنوها تجاوزا , وقد بنيت من طين بواقع حجرة صغيرة جدا ولاتكاد تكفي للاستدارة ولكنه البؤس الذي فرض عليهم ذلك وكانت غاية امنياتهم ان يفوزوا بجائزة مما توزعه قناة الرشيد او الفرات وعند فوز احدهم بها كانه حقق نصف احلامه في الحياة .النساء المسنات والرجال المسنون اشتكوا مر الشكوى من شظف العيش وعدم مقدرتهم على تدبير المعيشة او مصاريف الدواء كان اغلبهم تغلبه دموعه وهو يتكلم عن ماساته او ماحصل له او لاولاده او عدم توفر اسباب المعيشة لهم بشكل يجعل الصخر يتفطر لحالهم وكانوا والله وكانهم يستجدون تلك الجائزة البسيطة وكانها حلم الحياة.. اما الشبان فكان احسنهم من يمتلك عربة وحصان يحمل عليه اي شيء او انه يبيع الايس كريم في صندوق يحملة على ظهرة يدور به طوال اليوم في الشمس الحارقة ليحصل في نهاية اليوم وفي عز الحر على خمسة الاف دينار يدفع نصفها اجور سكن والباقي كان اغلبهم قد نخرت البطالة والضياع حياتهحتى ان المقدم ماجد ياسين والذي عرف بطيبة قلبه اخذ يمنحهم الهدايا دون سؤال لان الصخر يرق لحالهم .. وسألت نفسي ياترى هل نحن فعلا بلد نفطي وهل فعلا يتقاضى اعضاء حكومتنا وبرلماننا رواتب فلكية .. اليس المفروض ان تكون رواتب المسؤولين والبرلمانين طبقا لمستوى المعيشة في اي بلد .. ياللهول أهذا الذي رايته كان في العاصمة بغداد...!!! وهل حقا هناك هذا العدد الهائل من البشر يعيشون في بيوت الصفيح والعشوائيات والجحور ويمتهن اغلبهم جمع علب الصفيح والبيبسي والبلاستيك والخبر اليابس من المزابل .. اذن كيف يكون الحال في المحافظات التي لم يصل اليها البرنامج .. هل نحن فعلا دولة غنية ام انها كذبة قلناها وصدقنا انفسنا على مبدا غوبلز اكذب اكذب حتى يصدقك الناس .. اليوم ارسل لي احد الاصدقاء وثائق في دولة الفرهود تبين مقدار اللهف واللغف والخمط والفرهود تبين الحجم الهائل للصرفيات الوهمية بالمليارات على تاثيث وترميم مكاتب روساء الاحزاب ومجلس الرئاسة ورئاسة الحكومة .. شيء خرافي وخيالي المصروفات بالمليارات ناهيك عن الاسفار والايفادات وحضرات جنابهم غير مقتنعين بما قسم لهم من فرهود فيقولون كالنار, هل من مزيد !!!..الله يافقراء العراق قال امام المتقين وسيد الاوصياء عجبت لمن بات جوعانا كيف لايخرج الى الناس شاهرا سيفه.. وانتم في جوع وعوز وفقر وقتل منذ قرون .. وهناك ماهو ادهى فقد وصلتني وثيقة ثانية تبين استعداد الحكومة لاستضافة القمة العربية وستصرف ملايين الدولارات لاعادة تاهيل بعض الفنادق مثل المنصور ميليا وقد رصدت له وحده ستة وخمسين مليون دولار لتاهليه وبابل والميريديان وشيراتون واقل فندق سيتم تاهيله بثمانية وعشرون مليون دولار اي بتكلفة انشاء فندق جديد وبأحدث المواصفات.. ذلك فقط ليستضيفوا القمة العربية يومين والعراقيين محرومين من نعمة الكهرباء والتي هي اساس لتطور وتنمية اي مجتمع,, يافقراء العراق ثوروا على الظلم والفرهود والفقر وقلة القيمة والمذلة وانتم اصحاب الثروة الكبيرة والتي تسمعون بها ولاتعرفون عنها شيئا .. ثوروا لابارك الله في قوم يرون ثروتهم تنهب وتهدر وتهدى الى الدول وهم جوعى وحفاة عراة ..لقد بدات اؤمن بان العراق على مر العصور مشروع للموت والفرهود وبانه لم يحكمه من الشرفاء الا اثنين : سيد الاوصياء وامام المتقين علي بن ابي طالب عليه السلام .. والزعيم الخالد عبد الكريم قاسم ...
https://telegram.me/buratha