المقالات

مو كل مرة تسلم الجرة

2508 03:00:00 1970-01-01

كنا في المرحلة المتوسطة وعلى ما أتذكر في الصف الثالث ندرس في مادة الأدب والنصوص قصيدة للشاعر أحمد شوقي وهي رغم بساطتها وسلاستها واسلوبها التهكمي الا انها ذات دلالات رائعة حيث يقول في بعض ابياتها :

خرج الثعلب يهدي ويسب الماكرينا

ويقول الحمد لله اله العالمينا

اطلبوا الديك يؤذن لصلاة الصبح فينا

فأتى الديك رسولا عن امام الناسكينا

عن ذوي التيجان ممن دخلوا البطن اللعينا

( مخطئ من ظن يوما ان للثعلب دينا )

وفي الحقيقة لم اكن في وقتها افهم المغزى الحقيقي من تلك القصيدة رغم اعجابي الكبير بها ، ولكنني اليوم اجد فيها بل وفي البيت الأخير منها تلخيصا رائعا لحالة الكثير من السياسيين العراقيين الذين رفعوا الدين شعارا واتخذوا منهم غطاءا من أجل مآرب أخرى وقد نجحوا الى حد كبير في خداع الناس الذين يثقون كل الثقة بالدين لعلمهم بأنه معدن الصدق والأمانة وهم محقون في ذلك اضافة الى انهم احوج ما يكون في هذه المرحلة الحرجة الى رجال صادقين وامناء يتحملون المسؤولية ويكونون اهلا لها لينهضوا ببلد بقى لسنوات طويلة يأخذ وضع "الأنبطاح" وأصبح مطية تركبها النطيحة والمتردية من جيران السوء ومن الأعراب واجلاف البادية .

وبعد المخاض العسير الذي لم ينتهي الى اليوم ولم تتم ولادة الحكومة الجديدة ولا حتى بعملية قيصرية أصبحت العملية السياسية ( الأم ) التي تقف قاب قوسين أو أدنى من الألتحاق بالرفيق الأعلى أعانها الله على هذا الطلق العجيب والغريب . ولكن وبرغم مرارة هذه المرحلة وصعوبتها وتداعياتها الا انها كانت مهمة ومفيدة وكما يقول المثل العربي المعروف ( رب ضارة نافعة ) فلو أن الحكومة تشكلت في يوم وليلة بعد الأنتخابات لما تمكن الناس من التعرف على الرجال المخلصين لوطنهم والصادقين بأقوالهم والأمناء بأفعالهم من جهة ، وعلى الثعالب التي ارتدت ثوب الانسان ورفعت من الدين شعارا وقضمت مال الله ( قضم الناقة لنبتة الربيع ) من أجل الوصول الى غاياتها التي تبدأ من التسلط على رقاب الناس ولا تنتهي الا بدكتاتورية بغيظة لا تختلف عن سابقتها الا بالشكل وعلى طريقة ( الفيترجية ) عندما يأتون بسيارات المرسيدس ويضعون بدلا من محركها محرك سيارة " بطة " فظاهرها مرسيدس وجوهرها " بطة " ، يعني بأختصار تحوير وفق متطلبات المصلحة  ولكن هيهات هيهات فلقد عرف الشعب الى اين يتجه في المستقبل وكيف يقيم الرجال من خلال ميزان العقل والمنطق والعمل والأخلاص ، وقد تدارك الأئتلاف الوطني الوضع بترشيح الدكتور عادل عبد المهدي وأفشل مخططات تجسيد فكرة القائد الضرورة فجزاه الله خير الجزاء ونتمنى ان تمضي الأمور على خير الى نهاية المشوار .

  ومع اننا نقترب من تجاوز المرحلة الا انني اقترح ان تلحن قصيدة احمد شوقي لتكون نشيدا وطنيا للعراقيين لتبقى الحقيقة شاخصة امامهم دائما ولكي لا يقعوا في نفس الحفرة اللعينة في المستقبل لأنه وبصراحة شديدة    " مو كل مرة تسلم الجرة ".

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك