بقلم : أبو يوسف الدراجي
هناك مقولة شائعة لدى العراقيين توضح معنى العذاب الذي نقتضيه في ظل الحكومة الحالية وهي (( شر البلية ما يضحك )) نعلم جميعا أن المفاصل الحيوية التي يعتمد عليها الإنسان لكي تساعده في الاستمرار في مقارعة مصاعب الدنيا والتغلب عليها وهذا أمر طبيعي ومعتمد لدى جميع الدول سوى كانت عربية أو عالمية وهي الخدمات والاحتياجات الأساسية التي يجب على الحكومات أن تجعلها من أولويات عملها لكي توفرها لشعوبها وهذا الشي موجود لدى جميع الدول في العالم . ولكن لا اعتقد أن الحكومة العراقية الحالية تبالي بما يحدث في شعبنا المحروم من سوء الخدمات ونقص حاد في المستلزمات الأساسية للحفاظ على ديمومة الحياة . والشي الغريب في تلك المسالة أن العراق لم ينعم أبدا بتلك الخدمات منذ عشرات السنين لا في ظل الحكومة الدكتاتورية الصدامية السابقة ولا في ظل التعددية الحزبية الحالية أو حكومة الوحدة الوطنية والمسميات كثيرة وألافعال قد تكون معدومة هل معنى ذلك أن السبب يكمن في ضعف الدولة وإدارتها لشؤونها أم أن السبب لا توجد ثروات حقيقية وكثيرة في ارض العراق كي تمكن الحكومات المتتالية من توفير الاحتياجات الأساسية للفرد العراقي . أن جميع أفراد الشعب العراقي يعرفون جيدا مدى كثرة ووفرة ثروات هذا البلد من موارد طبيعية كالنفط والفوسفات ومواد أخرى والحديث يطول عن كثرة تلك الخيرات . لكن الخلل هو بعدم تسخير تلك الثروات لصالح الشعب لعدم وجود كفاءات وعقول جيدة تعمل من اجل التطور والارتقاء مع العالم المتطور لبناء البلد وحسب المواصفات الجيدة والمتطلبات العصرية والسبب الثاني يكمن بوجود فساد مالي وأداري في تلك الحكومات التي تسلمت زمام الأمور ما بعد السقوط . فأصبحت وزارة الكهرباء عاجزة تماما عن تلبية حاجة الفرد العراقي للكهرباء فمنذ تأسيس مجلس الحكم المؤقر والى تشكيل الجمعية الوطنية مرورا بالحكومة الانتقالية وانتهاء الدورة البرلمانية الأولى ونحن ألان على أعتاب الدورة البرلمانية الثانية . نرى جميع تلك المراحل بحكومات وعقليات مختلفة وخطط متعددة يحاولون النهوض بالواقع الخدمي لتوفير الكهرباء لكننا نجد إن جميع تلك الجهود قد انتهت وفنيت مع صرف ملايين الدولارات بدون أن يحدث أي فرق في الواقع الخدمي . وذلك كله بسبب عدم اختيار الشخص المناسب في المكان المناسب وكل الذين استلموا وزارة الكهرباء استخدموا الأموال المرصودة لتلك الوزارة في عقد مشاريع وصفقات وهمية ليس لها أثرا على ارض الواقع نأخذ مثلا وزير الكهرباء المستقيل ( وحيد كريم ) الذي وصلت صرفيات الوزارة في عهده إلى (27) مليار دولار مبلغ ضخم جدا قد فاق التصور ولكن بدون وصول الكهرباء إلى منازل العراقيين المحرومين ألا ساعة واحد كل 24 ساعة هل يوجد فساد أداري ومالي في العالم اجمع مثل الذي يحدث في عراق الرافدين . والكارثة الأكبر بعد رحيل وحيد كريم من وزارة الكهرباء بتقديم استقالته المسيسة بدون أي محاسبة أو تحقيق يذكر عن الأموال الكبيرة التي صرفت على وزارة الكهرباء ثم وضعوا ( الشهرستاني ) وزيرا للكهرباء بالوكالة وأراد وزير النفط ووزير الكهرباء بالوكالة أن يمتع المواطن العراقي بالخطط العبقرية التي يمتلكها فأول ظهور له على شاشات التلفزة أعطى نصائح كثيرة إلى الشعب العراقي الغرض منها ترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية لأنه وحسب اعتقاده أن الكهرباء تصل إلى المواطن العراقي ( 24ساعة باليوم ) واذكر من تلك النصائح انه على العائلة العراقية أن تقوم بتشغيل ( مبردة واحدة ) في البيت للحفاظ على المنظومة الكهربائية من الضرر والاستهلاك . لان وزير الكهرباء بالوكالة لا يعرف أصلا إننا نعيش في القرن الواحد والعشرين حيث أن المبردة الهوائية التي يستخدمها المواطن العراقي تعمل ألان في دول الخليج والعالم لتنقية الجو للحيوانات ويستخدمها المواطن العراقي المحروم ليس لأنها تحمل جودة عالية أو أنها تضاهي متطلبات العصر بل لأنه ليس هناك كهرباء كافية في العراق تعمل على تشغيل المواد الكهربائية المتطورة (كالسبلت) وغيرها. والطامة الكبرى أن العقول الموجودة حاليا في وزراة الكهرباء قد قدمت قبل أيام خطط جديدة لإعادة هيكلة وإعادة تنظيم عمل الكهرباء في بغداد واحتمال أن تعمم تلك التجربة في عموم العراق ولكن بأسعار كبيرة جدا فاقت التصور اعتقد أن المواطن العراقي الكاسب وحتى الموظف في دوائر الدولة لا يستطيع تسديد تلك الفاتورة شهريا بسبب الوضع المعيشي المتردي لأغلب مكونات الشعب العراقي حيث تقتضي الخطة بتوفير خمسة أمبيرات لفترة (16( ساعة في اليوم بسعر(14) ألف دينار عراقي شهريا ويضاعف السعر بتضاعف زيادة الامبيرات والكل يعلم إن احتياج العائلة العراقية للكهرباء قد يصل يوميا من (30 إلى 40( أمبير أي انه قد تصل الفاتورة الشهرية للعائلة العراقية 180الى 200 إلف دينار عراقي هل هذا يعقل يا وزارة الكهرباء أن تزيدوا من معاناة الشعب العراقي الذي يعاني تردي كبير في الوضع الأمني ووضع سياسي متدهور ومعاناة مستمرة منذ الأزل . نحن نحتاج ألان إلى حلول سريعة للخلاص من أزمة الكهرباء وباقي الأزمات الخدمية لتذليل العقبات أمام المواطن العراقي وليس إكثار المعانات عليه لأننا وكما ذكرت في بداية مقالتي هذه أن العراق بلد الخيرات والثروات الوفيرة ومثل هكذا بلد لا يحتاج آبدا إلى قوت المواطن البسيط لإعادة هيكلية المنظومة الكهربائية ..
https://telegram.me/buratha