المقالات

الهاجس


د. واثق الزبيدي

ان الايام التي عاشها رئيس الوزراء السابق الدكتور ابراهيم االجعفري يعيشها اليوم رئيس الوزراء المنتهية ولايته السيد نوري المالكي مع فارق كبير لان الهاجس الذي عاشه الدكتور الجعفري هاجس الاشهر الست التي حكم فيها مع نسبة من الاعوام ليست بالكبيرة مع ملف امني صاخب رغم اتفاق الـرئيسين على تجيير ارادة الجماهير فقد حاول الجعفري ان يسوق في فترة انتقال ألسلطة بان الجماهيرانما انتخبته وحاول الايهام بان الجماهير تريده واليوم نفس الهاجس ونفس التسويق يرد على لسان المالكي من قبيل تصريحاته ان الجماهير انتخبته رغم ان العملية السياسية العراقية تستقرأ ارادة الجماهير بنظام برلماني يختلف عن استقراءات الانظمة الجمهورية في العالم ، الـهاجس الذي يعيشه المالكي اشد ضراوة من الهاجس الذي عاشه الجعفري لانه اي المالكي شارك في مؤامرة حزبية لم يكـن هو ضحيتها فقد ادار في المؤامرة اقصاء الدكتور الجعفري من الامانة العامة لحزب الدعوة فالداعية القادم سيمنع من وصول انصار المالكي للمشاركة في انتخابات الامانة العامة لحزب الدعوة هذه المرة سيكون منصب السيد المالكي في مهب الريح بالحفرة التي احتفرها لغيره فوقع فيها ، عقدة الوجود وعدمه التي يعيشها المالكي هي ما فعلته الدعوة حين حاولت خلال السنوات الاربع الماضية ان تشترك في مؤامرات للقضاء على التيارات والاحزاب الشيعية وكان الدعوة يصدر نفسه على انه المتحدث باسم المكون الشيعي وعلى مستوى التحالف الوطني فلم يبق المالكي طريقا للود بعد ان وجه سهام تصريحاتها الى اقرب مساعديه وسانديه المجلس الاعلى وبدر كما استهدف التيار الصدري تلك التيارات التي لها تاثيرها في الشارع الشيعي ولعله المقصر الاول في تشتت الاصوات الائتلافية من خلال تصريحاته التي يرى فيها التحالف الوطني باحزابه المتعددة وتياراته انها اكاذيب حاول المالكي من خلالها ان يصدر نفسه وحزبه حاميا للتشييع من ناحية ومجهزا على باقي التيارات والاحزاب من جهة اخرى فالمالكي كان يتوقع ان تصريحاته واكاذيبه ستدفع الناخب الشيعي بالعزوف عن انتخاب الائتلاف الوطني بل كان يراهن على خسارتهم فهو لم يستهدف في حملته الانتخابية استهداف البعثيين او غيرهم بقدر ما استهدف الاحزاب الشيعية التي كان يصفها بالتخلف والجهل والمليشيات وتحديد عمله وفرض اشياء عليه هي من خيالات المالكي وهو مادفع الائتلاف الوطني لعدم قبول المالكي لولاية ثانية بل عدم قبول مرشح من حزب الدعوة نهائيا بعد ان حاول ان ينهي وجودهم السياسي واهما لانه لم يحسب ان العملية السياسية تحتاج لهذا القدر من الائتلافات والتوافقات ليولد رئيس وزراء الحكومة القادمة اما على البعد الاخر العراقية والكردستاني فقد عمل المالكي ان يجعل من اياد علاوي ذلك التاريخ الذي وصفه المالكي في احدى مقابلاته ( بالتاريخ المؤسف ) مما دفع العراقية ان تتحدث بصراحة بامكانية تنازلها عن رئاسة الوزراء لبيديل من الائتلاف الوطني ودفعهم لترشيح نائب رئيس الجمهورية الدكتور عادل عبد المهدي صراحة لانهم يعتقدون ان الائتلاف الوطني او جزء كبير منه يهتم بالوعود ولايخالف ولا يناقض تصريحاته على عكس دولة القانون التي لم تلتم حتى بتوقيعات على اوراق وقعتها ، اما الهاجس الاكبر هو اتهام حكومة المالكي بالفساد وما ان تؤول الحكومة الي اي طرف من الاطراف فانها حزمت امرها على فتح ملفات الفساد هذا الملف الذي يؤرق المالكي الذي طلب ولاكثر من مرة عدم محاسبة الوزراء والوكلاء والمدراء العامون واصحاب الدرجات الخاصة ان قبل التخلي عن رئاسة الوزراء كما طلب صراحة عدم فتح ملفات الفساد الاداري والمالي وبالعودة الى المقارنة بين الجعفري والمالكي فان ميزانية الجعفري لم تتجاوز 17 مليار دولار اما ميزانية حكومة المالكي فقد تجاوزت 280 مليار دولار بالاضافة الى ان الجعفري لم يتجاوز على الدستور واستخدم صلاحياته على استحياء الا ان المالكي استخدم صلاحياته وصلاحيات الاخرين حتى قيل لولا الهدوء الذي يتسم به رئيس الجمهورية لشهدت الدورة القادمة ازمة دستورية يومية بين رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء حيث استحوذ على كل الصلاحيات بل منح نفسه صلاحيات عارضت الدستور وسوغ لنفسه الاف المرات الالتفاف على الدستور ومن هذا الهاجس المرير والايام القامة التي سيعيشها المالكي تبرر له ما يفعله اليوم للاستحواذ على السلطة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك