المقالات

الهاجس

905 00:20:00 2010-09-04

د. واثق الزبيدي

ان الايام التي عاشها رئيس الوزراء السابق الدكتور ابراهيم االجعفري يعيشها اليوم رئيس الوزراء المنتهية ولايته السيد نوري المالكي مع فارق كبير لان الهاجس الذي عاشه الدكتور الجعفري هاجس الاشهر الست التي حكم فيها مع نسبة من الاعوام ليست بالكبيرة مع ملف امني صاخب رغم اتفاق الـرئيسين على تجيير ارادة الجماهير فقد حاول الجعفري ان يسوق في فترة انتقال ألسلطة بان الجماهيرانما انتخبته وحاول الايهام بان الجماهير تريده واليوم نفس الهاجس ونفس التسويق يرد على لسان المالكي من قبيل تصريحاته ان الجماهير انتخبته رغم ان العملية السياسية العراقية تستقرأ ارادة الجماهير بنظام برلماني يختلف عن استقراءات الانظمة الجمهورية في العالم ، الـهاجس الذي يعيشه المالكي اشد ضراوة من الهاجس الذي عاشه الجعفري لانه اي المالكي شارك في مؤامرة حزبية لم يكـن هو ضحيتها فقد ادار في المؤامرة اقصاء الدكتور الجعفري من الامانة العامة لحزب الدعوة فالداعية القادم سيمنع من وصول انصار المالكي للمشاركة في انتخابات الامانة العامة لحزب الدعوة هذه المرة سيكون منصب السيد المالكي في مهب الريح بالحفرة التي احتفرها لغيره فوقع فيها ، عقدة الوجود وعدمه التي يعيشها المالكي هي ما فعلته الدعوة حين حاولت خلال السنوات الاربع الماضية ان تشترك في مؤامرات للقضاء على التيارات والاحزاب الشيعية وكان الدعوة يصدر نفسه على انه المتحدث باسم المكون الشيعي وعلى مستوى التحالف الوطني فلم يبق المالكي طريقا للود بعد ان وجه سهام تصريحاتها الى اقرب مساعديه وسانديه المجلس الاعلى وبدر كما استهدف التيار الصدري تلك التيارات التي لها تاثيرها في الشارع الشيعي ولعله المقصر الاول في تشتت الاصوات الائتلافية من خلال تصريحاته التي يرى فيها التحالف الوطني باحزابه المتعددة وتياراته انها اكاذيب حاول المالكي من خلالها ان يصدر نفسه وحزبه حاميا للتشييع من ناحية ومجهزا على باقي التيارات والاحزاب من جهة اخرى فالمالكي كان يتوقع ان تصريحاته واكاذيبه ستدفع الناخب الشيعي بالعزوف عن انتخاب الائتلاف الوطني بل كان يراهن على خسارتهم فهو لم يستهدف في حملته الانتخابية استهداف البعثيين او غيرهم بقدر ما استهدف الاحزاب الشيعية التي كان يصفها بالتخلف والجهل والمليشيات وتحديد عمله وفرض اشياء عليه هي من خيالات المالكي وهو مادفع الائتلاف الوطني لعدم قبول المالكي لولاية ثانية بل عدم قبول مرشح من حزب الدعوة نهائيا بعد ان حاول ان ينهي وجودهم السياسي واهما لانه لم يحسب ان العملية السياسية تحتاج لهذا القدر من الائتلافات والتوافقات ليولد رئيس وزراء الحكومة القادمة اما على البعد الاخر العراقية والكردستاني فقد عمل المالكي ان يجعل من اياد علاوي ذلك التاريخ الذي وصفه المالكي في احدى مقابلاته ( بالتاريخ المؤسف ) مما دفع العراقية ان تتحدث بصراحة بامكانية تنازلها عن رئاسة الوزراء لبيديل من الائتلاف الوطني ودفعهم لترشيح نائب رئيس الجمهورية الدكتور عادل عبد المهدي صراحة لانهم يعتقدون ان الائتلاف الوطني او جزء كبير منه يهتم بالوعود ولايخالف ولا يناقض تصريحاته على عكس دولة القانون التي لم تلتم حتى بتوقيعات على اوراق وقعتها ، اما الهاجس الاكبر هو اتهام حكومة المالكي بالفساد وما ان تؤول الحكومة الي اي طرف من الاطراف فانها حزمت امرها على فتح ملفات الفساد هذا الملف الذي يؤرق المالكي الذي طلب ولاكثر من مرة عدم محاسبة الوزراء والوكلاء والمدراء العامون واصحاب الدرجات الخاصة ان قبل التخلي عن رئاسة الوزراء كما طلب صراحة عدم فتح ملفات الفساد الاداري والمالي وبالعودة الى المقارنة بين الجعفري والمالكي فان ميزانية الجعفري لم تتجاوز 17 مليار دولار اما ميزانية حكومة المالكي فقد تجاوزت 280 مليار دولار بالاضافة الى ان الجعفري لم يتجاوز على الدستور واستخدم صلاحياته على استحياء الا ان المالكي استخدم صلاحياته وصلاحيات الاخرين حتى قيل لولا الهدوء الذي يتسم به رئيس الجمهورية لشهدت الدورة القادمة ازمة دستورية يومية بين رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء حيث استحوذ على كل الصلاحيات بل منح نفسه صلاحيات عارضت الدستور وسوغ لنفسه الاف المرات الالتفاف على الدستور ومن هذا الهاجس المرير والايام القامة التي سيعيشها المالكي تبرر له ما يفعله اليوم للاستحواذ على السلطة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك