د. صائب القيسي
عندما ايقنت المعارضة العراقية ان الحل للمشكلة العراقية وانهاء حكم صدام لابد من ان يأتي من الخارج وافقت على حضور مؤتمر لندن حزب الدعوة في ذلك الوقت وتحديدا الجناح الايراني والسوري اي الدعاة الذين توجد مكاتبهم في ايران وسوريا اعتبروا الذهاب الى مؤتمر المعارضة في لندن خيانة للمبادي وطبعا كانت هذه الرؤية الدعوتية متأثرة طبعا بالرؤية الايرانية التي كانت تمول الدعوة فقاطع البعض المؤتمر فيما حضر الدعاة المتواجدون في امريكا وبريطانيا المؤتمر واتفقت المعارضة العراقية على ان يكون مطلبها الدعم الاعلامي وانها قادرة على اسقاط صدام لكن امريكا سات في خيار اخر بانها تقوم باحتلال العراق واحتلت العراق وفرضت الاحزاب الاسلامية ان يكتب الدستور وان تتحول السيادة للعراقيين ويختار العراقيون زعمائه بالانتخاب وبعد توقيع الاتفاقية صار العراق امام استحقاق السيادة التاريخ لكن مع وقف التنفيذ عندما تمسكت العراقية بمرشحها وتمسكت دولة القانون بمرشحها لجأ المالكي الداعية الذي رفض حضور مؤتمر المعارضة من قبل حتى لايضع يده بيد الامريكان كما يدعي راح يستقوي بالامريكان من اجل الحصول على منصب رئاسة الوزراء فقدم للكرد تنازلات في الغرف المظلمة ووقع على ورقة المطالب الكردية من اجل نيل رضاهم ثم اتجه للامريكان فوقع لهم ورقة طويلة من الشروط رفضت القائمة العراقية توقيعها لانها رات فيها من الاهانة ومن الذل ما لايقبله وطنيا واعترفت العراقية على لسان اكثر من عضو من اعضاءها رغم علاقتها الوطيدة بامريكا لكنها اعترفت بانها لم تستطع اعطاء تلك الورقة للامريكان فيما اعطى المالكي تلك الورقة بشروطها بل قبل بان يوقع شروط اخرى من اجل قبول امريكا به لذا شاهدنا خلال شهر واحد اكثر من مسؤول امريكي يزور العراق لاقناع السياسيين بالابقاء على المالكي لكن الارادة العراقية رفضت تقسيم السلطة او اعطاءها للمالكي الذي فشل في خدمة العراقيين سواء ناخبوه او غيرهم مما يؤشر على ان الارادة العراقية هي التي توصل وليست الارادة الامريكية لان الامريكان لم يستطيعوا فرض شروطهم مع وجود كل تلك القوة فكيف اليوم وقد سحبوا قواتهم ولم يتبق منها سوى خمسين الف ستخرج في الاشهر القادمة بخفي حنين بفضل الوطنيين من القادة والسياسيين لا بفضل المتنازلين .
https://telegram.me/buratha