المقالات

ايهما اولى بالتغيير ... الحاكم ام المحكومين

860 22:27:00 2010-09-03

زهراء الحسيني

لو دار الامر بين تبديل الحاكم وتغييره وبين تبديل المحكومين فايهما اولى واجدى بالتغيير منطقياً وواقعياً فان احتمال تغيير الحاكم وهو فرد ممكنة وغير صعبة لتوفر بدائله من جهة وامكانية تغييره بسهولة من جهة ثانية واما المحكومون وهم عموم الشعب فمن المستحيل استبدالهم وتغييرهم فقد تتوفر مثل هذه الخيارات للحاكمين اما تغييرهم او تغيير انظمتهم بالكامل فاختارت المانيا تغيير حاكمها في انقلاب ابيض حفاظاً على النظام الدولة والحكم والخلاص من ضغط التغيير من قبل الحلفاء.وتوفرت مثل هذه الفرصة والخيارات امام صدام المقبور وضمن القدر المتيقن من المبادرة الاماراتية في القمة العربية التي تضمنت تغيير رأس النظام والابقاء على النظام واجراء انتخابات شكلية والتخلص من شبح الحرب والتغيير الشامل للنظام الدولة.فقد اختار نظام صدام اصعب هذه الخيارات وافدحها كلفة وضريبة فاصر على البقاء والتمسك بالسلطة بكل الوسائل حتى استحال العراق نظاماً ودولة الى رماد حرب خارجية تقودها الولايات المتحدة الامريكية وسط تفرج شعبي بل فرح شعبي لا مثيل له.الحاكم المستبد لا يفكر كما يفكر الناس الاسوياء ومن يعش داخل السلطة يختلف تنظيراً وتفكيراً عمن يعيش خارجها فقد يلجأ الاخرون في داخل السلطة الى خيارات اكثر تعقيداً وصعوبة بينما بامكانهم اختيار الاسهل والاقل خسارة.وفي هذا السياق يقول امير المؤمنين (عليه السلام) "ليس العاقل من يعرف الخير من الشر بل العاقل من يعرف خير الشرين" وتأسيساً على هذا الكلام المعصوم فاننا لا نكاد نحسن الاختيار في صخب السلطة ومغرياتها فقد لا نستطيع التوازن في الاختيار الصحيح وتقديم الاقل ضرراً على الاكثر ضرراً وربما لا نميز بين الاكثر فائدة من الاقل فائدة وطالما يلجأ المغرورون بالسلطة الى انتقاء اسوء الخيارات التي تؤدي بها الى مسالك المهالك وتضعهم في حالات لا يحسدون عليها فلو اذعنوا ولو لحظة الى صيحات العقل والضمير وابتعدا عن مغريات الهوى والغريزة لما وقعوا الى نهاياتهم المعهودة وخسروا كل ما يمكن الابقاء عليه.المكابرة والعناد وعمى السلطة قد يؤدي باصحابه الى مساحات وخيارات لا يلجأ اليها من يمتلك العقل والوعي ولو باقل مستوياته ولدينا تجارب لا حصر لها في الاداء السياسي المعاصر وربما تجربة نظام صدام هي الاجلى والاكثر وضوحاً من بقية نماذج السلطة.وفق النظرية الفلسفية بكل تبسيط " إثبات الشىء لا يستلزم نفي ما عداه" ان اثباتنا لهذه الظواهر السلطوية الخاطئة لا يعني بالضرورة اننا نريد التأكيد على نموذج معين في واقعنا العراقي المعاصر ، وان حساسية الاخرين من ابراز هذه الظواهر لا تعني المشكلة في تشخيصنا لهذه الظواهر بل المشكلة في اولئك المتحسيين الذين يحاولون تطبيق منا نريد تأكيده على سلوكهم بينما لم نكن بالضرورة قاصدين لما يترشح عن هذه السلوكيات اثناء ممارسة السلطة.الحاكم الغيور على وطنه وشعبه يضحي من اجلهما وبذلك يكسبهما ولا يتعالى عن جراحات شعبه او يحاول اتهامه بالخيانة او القصور ، ويحاول بكل سعيه ان يكون بمستوى تضحيات هذا الشعب وان يقدم له نموذجاً في القائد المتفاني من اجل شعبه والمضحي من اجل وطنه.من يقدم مصالح شعبه وبلاده على مصالحه الشخصية يكسب الامرين معاً فلا شعبه يتركه ولو في المحصلة النهائية ولا يخسر مصالحه التي ستعود اليه بقوة ان كسب ثقة شعبه واما من يقدم مصالح حزبه على مصالح شعبه فسوف يخسر المصلحتين معاً وهذه سنة الحياة والاقدار.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك