المقالات

ايهما اولى بالتغيير ... الحاكم ام المحكومين


زهراء الحسيني

لو دار الامر بين تبديل الحاكم وتغييره وبين تبديل المحكومين فايهما اولى واجدى بالتغيير منطقياً وواقعياً فان احتمال تغيير الحاكم وهو فرد ممكنة وغير صعبة لتوفر بدائله من جهة وامكانية تغييره بسهولة من جهة ثانية واما المحكومون وهم عموم الشعب فمن المستحيل استبدالهم وتغييرهم فقد تتوفر مثل هذه الخيارات للحاكمين اما تغييرهم او تغيير انظمتهم بالكامل فاختارت المانيا تغيير حاكمها في انقلاب ابيض حفاظاً على النظام الدولة والحكم والخلاص من ضغط التغيير من قبل الحلفاء.وتوفرت مثل هذه الفرصة والخيارات امام صدام المقبور وضمن القدر المتيقن من المبادرة الاماراتية في القمة العربية التي تضمنت تغيير رأس النظام والابقاء على النظام واجراء انتخابات شكلية والتخلص من شبح الحرب والتغيير الشامل للنظام الدولة.فقد اختار نظام صدام اصعب هذه الخيارات وافدحها كلفة وضريبة فاصر على البقاء والتمسك بالسلطة بكل الوسائل حتى استحال العراق نظاماً ودولة الى رماد حرب خارجية تقودها الولايات المتحدة الامريكية وسط تفرج شعبي بل فرح شعبي لا مثيل له.الحاكم المستبد لا يفكر كما يفكر الناس الاسوياء ومن يعش داخل السلطة يختلف تنظيراً وتفكيراً عمن يعيش خارجها فقد يلجأ الاخرون في داخل السلطة الى خيارات اكثر تعقيداً وصعوبة بينما بامكانهم اختيار الاسهل والاقل خسارة.وفي هذا السياق يقول امير المؤمنين (عليه السلام) "ليس العاقل من يعرف الخير من الشر بل العاقل من يعرف خير الشرين" وتأسيساً على هذا الكلام المعصوم فاننا لا نكاد نحسن الاختيار في صخب السلطة ومغرياتها فقد لا نستطيع التوازن في الاختيار الصحيح وتقديم الاقل ضرراً على الاكثر ضرراً وربما لا نميز بين الاكثر فائدة من الاقل فائدة وطالما يلجأ المغرورون بالسلطة الى انتقاء اسوء الخيارات التي تؤدي بها الى مسالك المهالك وتضعهم في حالات لا يحسدون عليها فلو اذعنوا ولو لحظة الى صيحات العقل والضمير وابتعدا عن مغريات الهوى والغريزة لما وقعوا الى نهاياتهم المعهودة وخسروا كل ما يمكن الابقاء عليه.المكابرة والعناد وعمى السلطة قد يؤدي باصحابه الى مساحات وخيارات لا يلجأ اليها من يمتلك العقل والوعي ولو باقل مستوياته ولدينا تجارب لا حصر لها في الاداء السياسي المعاصر وربما تجربة نظام صدام هي الاجلى والاكثر وضوحاً من بقية نماذج السلطة.وفق النظرية الفلسفية بكل تبسيط " إثبات الشىء لا يستلزم نفي ما عداه" ان اثباتنا لهذه الظواهر السلطوية الخاطئة لا يعني بالضرورة اننا نريد التأكيد على نموذج معين في واقعنا العراقي المعاصر ، وان حساسية الاخرين من ابراز هذه الظواهر لا تعني المشكلة في تشخيصنا لهذه الظواهر بل المشكلة في اولئك المتحسيين الذين يحاولون تطبيق منا نريد تأكيده على سلوكهم بينما لم نكن بالضرورة قاصدين لما يترشح عن هذه السلوكيات اثناء ممارسة السلطة.الحاكم الغيور على وطنه وشعبه يضحي من اجلهما وبذلك يكسبهما ولا يتعالى عن جراحات شعبه او يحاول اتهامه بالخيانة او القصور ، ويحاول بكل سعيه ان يكون بمستوى تضحيات هذا الشعب وان يقدم له نموذجاً في القائد المتفاني من اجل شعبه والمضحي من اجل وطنه.من يقدم مصالح شعبه وبلاده على مصالحه الشخصية يكسب الامرين معاً فلا شعبه يتركه ولو في المحصلة النهائية ولا يخسر مصالحه التي ستعود اليه بقوة ان كسب ثقة شعبه واما من يقدم مصالح حزبه على مصالح شعبه فسوف يخسر المصلحتين معاً وهذه سنة الحياة والاقدار.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك