المقالات

أبو طالب المؤمن الصامت الوقور

2268 20:31:00 2010-09-02

محمود الربيعي

وفاته في السابع من شهر رمضان من العام العاشر للهجر

توطئةبمناسبة وفاة أبو طالب عليه السلام في السابع من شهر رمضان من العام العاشر للهجرة وهو يوم فتح خيبر عام السابع للهجرة نحاول أن نلقي الضوء على أسرار هذه الشخصية التي جهلها البعض بسبب تزييف حقائق التأريخ، ورأينا أن من الواجب أن نكشف هذه الأسرار تبياناً لتلك الحقائق التي تتصل بشخصية أبو طالب الناصر المؤمن الوقور، ولقد وجدنا في سلسلة أعلام الهداية الصادر عن المجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام ( التي تشرف على تأليفها لجنة في المعاونية الثقافية التابعة للمجمع العالمي لأهل البيت في مواضيع السيرة والتأريخ ) مايسدّ الحاجة إنشاء الله للوقوف على حياة عم النبي وسنده الأول في طريق الدعوة والرسالة التي عهد الله بها الى النبي الخاتم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله، وبدورنا ندعو أولياء الأمور الى إقتناء هذه المجموعة للمساهمة في تقديم الثقافة الناجحة للأبناء.

مقدمة الموضوعإن شخصية مهمة كشخصية أبي طالب عم النبي صلى الله عليه وآله لها مقوماتها الخاصة فهو رجل لامع من رجالات قريش ينتمي الى بني هاشم، وله دور بارز ومهم في حياة الرسول.. كان دوره أشبه وأقرب مايكون الى دور مؤمن آل فرعون الذي ورد ذكره في القرآن وكان يكتم إيمانه خوفاً من فرعون وقومه وهو نهج لطالما إتبعه الأشخاص الذين يقدمون العون والإسناد للمستضعفين.

ولقد كان المواقف العلنية التي أبداها أبو طالب تجاه النبي معبرة عن تأييده ومؤازرته بالشكل الذي قلل من التوتر والخصومة بين النبي والمشركين من قريش، وأعطى فرصة لإحداث نقلة نوعية في سبيل إنتشار الدعوة وتحقيق الإنتصار .. هكذا كان أبو طالب ناصراً ومؤازراً وحامياً للنبي ودعوته، وقد وردت نصوص مهمة في حقه أثناء حياته وبعد وفاته تُعَبِّر عن حقيقة الإيمان الذي كان عليه أبو طالب.

أبو طالب كافل النبيلقد نشئ النبي محمد بن عبد الله يتيم الأبوين وقد تبناه جده عبد المطلب الذي لم تدم حياته معه سوى فترة قصيرة والتي تميزت بخصوصية خاصة منها إستسقاءه بحفيده محمد مرتين، وقد كَفَّلَ من بعده محمدا ً قبل وفاته وأوكله الى إبنه أبو طالب للقيام بشؤون رعايته.

رعاية أبوطالب وزوجته فاطمة بنت أسد للنبيولقد بذل أبو طالب وزوجته فاطمة بنت أسد غاية مجهودهما في سبيل رعاية النبي محمد صلى الله عليه وآله، وقد ترك ذلك شعوراً فياضاً في نفس النبي تجاههما، وكانت مهمة أبو طالب هذه في غاية الصعوبة لما رافق النبي من حالة إستعداء له ولإبن أخيه من قبل قريش، لكن ذلك لم يثنيه عن الإستمرار في دعم النبي ونصرته على كل حال. جاء في أعلام الهداية ج1 ص69 - 70 مانصه: " وتقبل ابو طالب هذه المسؤولية بفخر وإعتزاز وكانت تعينه في ذلك زوجته الطيبة فاطمة بنت أسد فكانا يؤثران محمداً بالنفقة والكسوة على نفسيهما وعلى أولادهما، وقد عبّر النبي صلى الله عليه وآله عن ذلك حين وفاة فاطمة بنت أسد قائلاً: اليوم ماتت أُمي. كما كفّنها بقميصه واضطجع في لحدها.ومنذ وفاة عبد المطلب بدأت مهمة أبي طالب الشاقّة في المحافظة على النبي صلى الله عليه وآله فكان يقيه بماله وجاهه منذ صغره ويدافع عنه وينصره بيده ولسانه طوال حياته حتى نشأ محمد صلى الله عليه وآله وتلقى النبوة وصدع بالرسالة ".

رعاية أبو طالب المستمرة للنبي ودعمهإن رعاية أبو طالب للنبي شكلت إحدى دعائم إستقرار وأمن محمد الطبيعيين إذ عاش النبي يتيماً ولم يكن له من يسنده غير عمه، فكان أبو طالب نِعْمَ العَم ونِعْمَ السَنَد، ولقد تدخلت عدة عوامل في رعاية أبو طالب للنبي منها وصية عبد المطلب رضي الله عنه، ولكونه يتيماً، عِلْماً أن أبو النبي عبد الله هو أخو أبوطالب من أمه وأبيه، كما تدخلت عوامل نفسية أخرى أثرت في نفس أبي طالب منها كثرة مارأى من كرامات بيّنة ظهرت لإبن أخيه.

عبد المطلب يأمر أبا طالب بإحضار حفيده ( المقمط ) الى الكعبة لأجل الإستسقاءإن المكانة الرفيعة لعبد المطلب بإعتباره كبير عقلاء القوم الذين يدركون كنه مايقولون أو مايفعلون وهو أعقل رجال قريش كان من السهولة أن يفهم طبيعة سِرَّ هذا المولود الذي رافقته علامات عديدة قابلة لأن دليلاً على خصوصيته، لذلك أمر إبنه أبا طالب ليحضره مقمطاً الى الكعبة عند الإستسقاء.

عبد المطلب يستسقي بالنبي عند جبل أبي قبيسولولا أن رأى عبد المطلب مارأى من الفضل لهذا المولود لما توسل به الى الله ولما كرر ذلك عند إستسقاءه مرة ثانية عند جبل أبي قبيس وهو الجبل العالي الذي يشرف على الكعبة.

أبو طالب يستسقي بالنبي وهو غلام بناء على طلب من قريشوقد كرر أبو طالب فعل أباه عبد المطلب في أمر الإستسقاء بالنبي، فعندما طلبت منه قريش أن يفعل ذلك لمّا تبين لها من بركة محمد صلى الله عليه وآله فعل ذلك أبو طالب ذلك وتحققت مشيئة الله بنزول المطر مثلما حدث ذلك من قَبْلُ مع جده عبد المطلب.

عبد المطلب وأبو طالب كانا على الديانة الحنيفيةكان عبد المطلب مسلماً لله وعلى الديانة الحنيفية وعقيدة التوحيد.. ويعني ذلك أن النبي صلى الله عليه وآله نشأ في تربة صالحة وبيت صالح.. فهذا المناخ الذي توفر في داخل هذا البيت جعل كل من أبو طالب وإبنه علي عليهما السلام يؤمنان بما جاء به محمد صلى الله عليه وآله، وان كل أفعال وأقوال أبو طالب لتدل دلالة واضحة على إيمانه بالله وبعقيدة التوحيد وبما جاء به النبي الأكرم صلى الله عليه وآله، ولو أن الظروف كانت تسمح له بالإعلان عن إيمانه لَفَعَل، لكن النتائج وقتها كانت ستؤدي الى تعقيد الأمور أكثر مما هي عليه. جاء في أعلام الهداية ج1 ص64 - 66 مانصه: لقد " أشار المؤرخون الى ظاهرة الإستسقاء برسول الله صلى الله عليه وسلم التي حدثت أكثر من مرة في حياته، حين كان رضيعاً وحين كان غلاماً في حياة جدّه وعمّه ابي طالب. فالمرة الأولى: لما أصاب أهل مكة من الجدب العظيم، وأمسك السحاب عنهم سنتين، أمر عبد المطلب إبنه أبا طالب أن يحضر حفيده محمداً صلى الله عليه وآله وسلم فأحضره - وهو رضيع في قماط - فوضعه على يديه واستقبل الكعبة وقدمه الى السماء، وقال يارب بحق هذا الغلام، وجعل يكرر قوله ويدعو: إسقنا غيثاً مغيثاً دائماً هطلاً، فلم يلبث ساعة حتى أطبقت الغيوم وجه السماء وهطل المطر منهمراً حتى خافوا من شدته على المسجد أن ينهدم. وتكرر الإستسقاء ثانياً بعد مدة وكان النبي صلى الله عليه وسلم في هذه المرة غلاماً حين خرج به عبد المطلب الى جبل أبي قبيس ومعه وجوه قريش يرجون الإستجابة ببركة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وقد أشار أبو طالب الى هذه الواقعة بقصيدة اولها:أبونا شفيع الناس حين سقوا به من الغيث رجّاس العشير بالكورونحن - سني المحل - قام شفيعنا بمكة يدعو والياه تغورونقل المؤرخون أن قريشاً طلبت من أبي طالب أن يستسقي لهم فخرج أبو طالب الى المسجد الحرام وبيده النبي صلى الله عليه وآله - وهو غلام - كأنه شمس الدجى تجلت عنها غمامة - فدعا الله بالنبي صلى الله عليه وآله فأقبلت السحاب في السماء وهطل المطر فسالت به الأودية وسُرَّ الجميع وقد ذكر ابو طالب هذه الكرامة أيضاً عندما تمادت قريش في عدائها للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ورسالته المباركة فقال:وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ربيع اليتامى عصمة للأراملتلوذ به الهلاّك من آل هاشم فهم عنده في نعمةٍ وفواضلوكل هذا يعرب لنا عن توحيد كفيلَي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الخالص وإيمانهما بالله تعالى، ولو لم يكن لهما إلاّ هذان الموقفان لكفاهما فخراً واعتزازاً. وهذا يدل أيضاً على أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد نشأ في بيتٍ كانت الديانة السائدة فيه هي الحنيفية وتوحيد الله تعالى ".كما ورد في ص 69 مانصه " لقد استمرت رعاية عبد المطلب لحفيده " محمد " صلى الله عليه وآله حين أوكل أمره الى ولده ابي طالب لما كان يعلم من ان ابا طالب سيقوم برعاية ابن اخيه خير قيام وهو وإن كان فقيراً لكنه كان أنبل إخوته وأكرمهم في قريش مكانةً وإحتراماً. على أن ابا طالب كان شقيق عبد الله لأمه وأبيه وهو مما يزيد أواصر التلاحم مع " محمد " صلى الله عليه وآله والحنان والعطف عليه.

أبو طالب يصطحب إبن أخيه الى الشامإن إصطحاب أبو طالب لإبن أخيه في رحلته الى الشام مَهَّدَ للنبي التعرف على طبيعة الأعمال التجارية خصوصاً في حالة السفر حيث متاعب الصحراء والمخاطر المحتملة مما ساعد على تنمية القدرات الفردية للنبي صلى الله عليه وآله وحدث ذلك بفضل من الله الذي هيئ للنبي تلك الظروف التي مهدت له لأن يقود الأمة فيما بعد. جاء في ج1 ص 70 مانصه: " كان من عادة قريش الخروج الى الشام كل عام مرةً للتجارة إذ كانت هي المصدر الرئيسي للكسب. وعزم ابو طالب على الخروج في هذه الرحلة ولم يكن يفكر في إستصحاب محمد صلى الله عليه وآله خوفاً عليه من وعثاء السفر ومخاطر إجتياز الصحراء، ولكن في لحظة الرحيل غيّر ابو طالب قراره إ ذ وجد الإصرار لدى ابن أخيه كبيراً حين اغرورقت عيناه بالدموع لفراق عمه، فكانت الرحلة الأولى لمحمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم الى الشام بصحبة عمه. واطلع فيها على طبيعة السفر عبر الصحراء وعرف طرق سير القوافل".

أبو طالب يخطب لإبن أخيه خديجة من عمها قبل البعثةلقد أبدت خديجة بنت خويلد إعجابها لما رأت من أمانة وصدق وإخلاص في عمل محمد صلى الله عليه وآله معها لذلك آثرت الإقتران به، وسُرَّ أبو طالب بذلك فقرر أن يُتِمَّ هذا الإقتران بينهما لما وجد من رغبة متبادلة فأخذ خواصه وتقدم لخطبتها من عمّها. جاء في أعلام الهداية ج1 ص 78 - 79 مانصه: " وتظافرت النصوص التاريخية على أنها هي التي أبدت أولاً رغبتها في الإقتران به.. فذهب ابو طالب في أهل بيته، ونفر من قريش لخطبتها من وليها آنذاك وهو عمها عمرو بن أسد وكان ذلك قبل بعثة النبي صلى الله عليه وآله وسلم بخمس عشرة سنة على المشهور ".

أبو طالب يعرف منزلة إبراهيم وإسماعيلوكان من كلام أبو طالب مع عمرو بن أسد عم خديجة عند الخطبة أنه احتوى على الإقرار بعقيدة التوحيد وقدسية البيت الحرام، وكان واضحاً من كلامه إعتزاز بنو هاشم بمنزلتهم الروحية والإجتماعية.

أبو طالب يتكفل بمصاريف زواج إبن أخيهوقد بيّن أبو طالب ملامح شخصية إبن أخيه ولخصها عند الخطبة بأنه شخصية رَقَتْ بكل مقوماتها على كافة رجال قريش فهو ذو عقلية راجحة وخُلقٍ عالٍ، وقد تكفل أبو طالب بالمهر وكان مسروراً بمثل هذا الإقتران الذي سيُسْعِدهما معاً. جاء في أعلام الهداية ج1 ص 78 - 79 مانصه: " وكان مما قاله أبو طالب في خطبته: " الحمد لرب هذا البيت، الذي جعلنا من زرع إبراهيم وذرية إسماعيل وأنزلنا حرمنا آمناً، وجعلنا الحكام على الناس، وبارك لنا في بلدنا الذي نحن فيه.. ثم إن ابن أخي هذا ممن لايوزن برجل من قريش إلاّ رجح به ولايقاس به رجل إلاّ عظم عنه، ولاعدل له في الخلق وإن كان مقلاً في المال، فإن المال رفدٌ جارٍ، وظل زائل، وله في خديجة رغبة ولها فيه رغبة، وقد جئناك لنخطبها إليه، برضاها وأمرها والمهر عليَّ في مالي الذي سألتموه عاجله وآجله... وله وربّ هذا البيت حظّ عظيم، ودين شائع ورأي كامل".. لكن خديجة رضي الله عنها عادت، فضمنت المهر في مالها.. فقال البعض ياعجباً! المهر على النساء للرجال فغضب أبو طالب، وقال" إذا كانوا مثل ابن أخي هذا طُلبت الرجال بأغلى الأثمان وأعظم المهر، وإن كانوا أمثالكم لم يزوجوا إلاّ بالمهر الغالي.. وتفيد بعض المصادر أن رسول الله صلى الله عليه وآله قد أمهرها، ولامانع من ذلك حينما يكون قد أمهرها بواسطة أبي طالب، ومن خطبة أبي طالب يمكننا أن نستشف علو مكانة الرسول صلى الله عليه وآله في قلوب الناس، وماكان يتمتع به بنو هاشم من شرف وسؤدد ".

أبو طالب يزوج إبن أخيه من خديجةإذن لقد أحسن أبو طالب تنفيذ وصية والده عبد المطلب وعامل إبن أخيه خير معاملة وأبدى إهتمامه وحرصه الشديد تجاهه، وكان من أبرز تلك الإهتمامات إصطحابه في سفره، والإهتمام بأمر تزويجه من خيرة نساء قريش خديجة بنت خويلد التي ولدت له خيرة نساء العالمين السيدة فاطمة الزهراء عليها وعلى أبيها أفضل الصلاة والسلام.

بحيرى الراهب يلتقي بأبي طالب ويحذره من شرور اليهود على إبن أخيهكان بحيرة الراهب على علم بالكتب السماوية التي بَشّرَتْ بالنبي صلى الله عليه وآله وقد لمَََحَ بحيرى نور النبوة في وجه محمد صلى الله عليه وآله وأبدى تخوفه عليه من أهل الكتاب خصوصاً من عيون اليهود الذين كانوا لايرتضون أن يكون أحداً من غيرهم نبياً. جاء في أعلام الهداية ج1 ص 70 مانصه: " وفي هذه الرحلة شاهد بحيرى الراهب محمداً والتقى به ووجد فيه علامات النبي الخاتم الذي بشر به عيسى عليه السلام إذ كان بحيرى ممن خبر التوراة والإنجيل وغيرهما من المصادر المبشرة بظهور النبي الخاتم، فنصح ابا طالب أن يعود به الى مكة وأن يحتاط عليه من اليهود لئلا يغتالوه. فقفل أبو طالب راجعاً الى مكة ومعه ابن أخيه محمد صلى الله عليه وآله ".

كما جاء في أعلام الهداية ج 1 ص 29 مانصه: " وقد توفيت أمه حين بلغ السادسة من عمره فكفله جده واختص به وبقي معه سنتين ثم ودع الحياة بعد ان أوكل أمر عايته الى عمه الحنون أبي طالب حيث بقي مع عمه الى حين زواجه "، " وسافر مع عمه الى الشام وهو في الثانية عشرة من عمره والتقى ببحيرى الراهب في الطريق فعرفه بحيرى وحذر ابا طالب من التفريط به وكشف له عن تربص اليهود به الدوائر ".

قريش تمارس الضغط على أبي طالب لِثَنْيِ إبن أخيه عن الدعوةولقد مارست قريش العديد من وسائل الضغط على أبي طالب لثنيِ رسول الله صلى الله عليه وآله عن أداء مهمته بعدما رأت من إتساع نشاطه الذي أنتشر في صفوف الناس فبدؤا بممارسة التهديد وإعلان المواجهة ولم يبد أبو طالب إكتراثاً لمثل هذه التهديدات. جاء في أعلام الهداية ج1 ص 107 من أنه: "لم ينثن رسول الله صلى الله عليه وآله عن الإستمرار في نشر الرسالة الإسلامية بل اتسع نشاطه وكثرت تحركات أتباعه المؤمنين به وازدادت جاذبية الدين الجديد في نظر الناس، وقد بدت قريش تظهر غيظها وتسعى لتجد السبل لإيقاف هذا المدّ الجديد ( الإسلام )، والقضاء عليه فعاودت مساعيها عند أبي طالب مرة أخرى باذلة مغرياتها تارة لإقناع الرسول بالعدول عن دعوته والتراجع عن دينه وتارة أُخرى بالتهديد والوعيد فقالوا له: ياأبا طالب إن لك سناً وشرفاً ومنزلة فينا، وإنا قد استنهيناك من ابن أخيك فلم تنهه عنّا وإنا والله لانصبر على هذا من شتم آباءنا وتسفيه أحلامنا وعيب آلهتنا حتى تكفه عنا، أو ننازله وإياك في ذلك حتى يهلك أحد الفريقين ".

قريش تفرض الحصار على أبي طالب وسائر بني هاشمولما رأت قريش أن النبي صلى الله عليه وآله أخذ يهدد وجودهم وأنهم لم يفلحوا في ثنيه عن الدعوة وفشلهم في إقناع عمه بالضغط عليه والعدول عنها فكّرت في أن تفرض عليهم حصاراً إقتصادياً وإجتماعياً.

قريش تحاصر بني هاشم وأبا طالب رسمياً وتعلن المقاطعة الشاملةوأخذ الموقف بين بنو هاشم وزعماء قريش يتعاظم ويتخذ أبعاداً واضحة المعالم إتسمت بالعداء بدأت بأنواع المقاطعة ومنها الإقتصادية والإجتماعية وثُبِّتَ ذلك بصحيفة أُعْلِنَتْ على الناس وعلقت على الكعبة. جاء في أعلام الهداية ج1 ص 117 مانصه: " ولما لم يستجب أبو طالب لأهواء قريش، وأصر على حماية الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله ) مهما كان الثمن باهضاً، كتبت قريش صحيفتها الظالمة بالمقاطعة الشاملة في البيع والشراء والمخالطة والزواج ".. "ووقعت الصحيفة من قبل أربعين زعيماً من زعماء قريش ".

كان أبو طالب سدّاً منيعاً بوجه تهديدات قريشإن ظاهرة إنتشار الإسلام في صفوف الرجال من العرب وغير العرب أثارت حفيظة قريش التي لم تجدّ بدّا من اللجوء الى أبي طالب ليحلّ لها هذه المشكلة، ولقد خَفَّفَ أبو طالب من هواجسهم ورَدَّهُم ردوداً مناسبة تتناسب وتوجهاتهم. جاء في أعلام الهداية ج1 ص 105 مانصه وقد " دخل في الإسلام عدد من العرب وغير العرب حتى بلغوا اربعين رجلاً أو أكثر، ولم تتمكن قريش من تحطيم هذه النهضة الفتية إذ أن المؤمنين بها كانوا ينتمون الى قبائل شتى، ومن هنا توسلت قريش بالمواجهة السلميّة ابتداءً وحذّروا أبا طالب حامي الرسول وناصره في دعوته ورسالته.. ولكن ابا طالب ردّهم ردّاً جميلاً، فانصرفوا عنه صلى الله عليه وآله ".

أبو طالب يتمسك بحماية إبن أخيه مع زيادة نسبة المخاطر المحتملةوإزدادت مخاوف ابو طالب على إبن أخيه لمّا رأى إصرار قريش على الوقوف بوجه إبن أخيه، وأنها سوف لن تتورع عن القيام بكل وسيلة لإيقاف حركة المدّ في صفوف الناس التي أحدثتها الدعوة، حاول أن يبدي مرونة تجاههم فوجد أن النبي سوف لن ينثني عن إداء التبليغ مهما كلف الأمر. جاء في أعلام الهداية ج1 ص107 - مانصه 108: " وأدرك أبو طالب - وهو زعيم بني هاشم - قرار قريش الصارم وعدم تورّعها عن سلوك كل السبل للقضاء على ابن أخيه ورسالته الفتية فحاول تهدئة الموقف مرة ثانية وتسكين غضب قريش حتى يعالج الموقف مع ابن أخيه، ولكن رسول الله (صلى الله عليه وآله ) اصرّ على مواصلة تبليغه للرسالة الإسلامية تنفيذاً لأوامر الله مهما كانت الظروف والنتائج فقال (صلى الله عليه وآله) : " ياعم والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمالي على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك فيه ماتركته "، ثم اغرورقت عيناه الشريفتان بالدموع وقام ليذهب فتأثر أبو طالب لذلك وهو يعلم صدق ابن أخيه ويؤمن به فقال له: إذهب يابن أخي فقل ماأحببت والله لااسلّمك لشئ ابداً ".

قريش تساوم مع أبي طالب ، وأبو طالب يرفض المساومة ويعتبرها غير منصفةثم حاولت قريش إستبدال شخصية بشخصية فقدمت من قبلها لأبي طالب شخصية متميزة في العقل والجمال ليتبنّاها، وتقوم هي بأخذ النبي من عمه لقتله والتخلص منه، وماأسفه هذا الرأي! الذي عجز عن إدراك المنطق.. فهؤلاء فقدوا سيطرتهم ولم يبق أمامهم إلاّ الجنون، ومن الطبيعي أن يكون أبو طالب حازماً أمام هذا السَفَه ليرده الى أهله مع قبول المواجهة والمنازلة معهم. جاء في أعلام الهداية ج1 ص 108 مانصه: " ولم تفتر قريش عن إصرارها في الردع فمشت مرة أخرى الى أبي طالب عليه السلام تطمعه بخذلان رسول الله (صلى الله عليه وآله ) فتعطيه أجمل فتيان مكة بدل ابن اخيه ليسلّمه ابو طالب إليهم فقالوا له: ياأبا طالب هذا عمارة بن الوليد أنهد فتى في قريش وأجمله، فخذه فلك عقله ونصره، واتخذه ولداً فهو لك، وأسلم إلينا ابن أخيك، هذا الذي فرّق جماعة قومك، وسفّه أحلامهم فنقتله فإنما هو رجل برجل،فردّهم أبو طالب مستاءاً من هذه المساومة الظالمة فقال: هذا والله لبئس ماتساومونني، تعطوني إبنكم أغذوه لكم، وأُعطيكم إبني تقتلونه، هذا والله مالايكون أبداً. فقال المطعم بن عدي بن نوفل: والله يأبا طالب لقد أنصفك قومك، فما أراك تريد أن تقبل منهم شيئاً، فأجابه أبو طالب قائلاً: والله ماأنصفوني ولكنّك قد أجمعت خذلاني ومظاهرة القوم عليّ فاصنع مابدا لك ".

أبو طالب يتخذ إجراءات إحترازية لحماية إبن أخيهومن المواقف الإحترازية التي إتخذها أبو طالب هي دعوة أبناء هاشم وعبد المطلب وهم أصحاب هيبة ومكانة وعزة ومنطق وقبول بين أشراف قريش للتجمع وإبداء الممانعة والوقوف أمام خطط زعماء قريش الذين أظهروا العداء وناصبوا العداوة لآل هاشم وعبد المطلب فأستجابوا لهذه الدعوة التي فيها عزهم كرامتهم ووقفوا صفاً واحداً الى جانب النبي الذي عرفوا عنه الصدق وقد تعاظم أتباعه في قريش وخارجها حتى شمل أقواماً من غير العرب، فأخذ أبو طالب بزمام قيادة الجبهة وأثنى عليهم ودعاهم الى حماية النبي. جاء في أعلام الهداية ج1 ص 108 - 109 مانصه " وهكذا ايقنت قريش بأنّه لاسبيل لإرضاء أبي طالب بخذلان رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وسارع ابو طالب لاتخاذ تدابير احترازية ليضمن سلامة ابن أخيه واستمراره في نشر رسالته حين وجد الشرّ في نفوس قريش، فدعى بني هاشم وبني عبد المطلب لمنع رسول الله (صلى الله عليه وآله) وحفظه والقيام دونه، فاستجابوا له سوى ابي لهب، وأَكْبَرَ ابو طالب موقف بني هاشم فشجعهم واثار فيهم العزيمة على الإستمرار في حماية النبي (صلى الله عليه وآله) ".

الهجرة الى الحبشةشكلت قريش خطورة حقيقية واجهت المسلمين فلجئوا الى الحبشة وكان ملكها مسيحياً فحاولت قريش إرسال وفد إليه لإسترداد المسلمين لكن محاولتها هذه باءت بالفشل وقد كان من هؤلاء المسلمين جعفر بن أبي طالب وهو صاحب منطق وحجة أقنع ملكها بصدق النبي صلى الله عليه وآله فآثر هذا الملك أن يحمي جعفراً وجماعته.

أبو طالب يتمسك بحماية إبن أخيهوعندما عاد وفد قريش من الحبشة الى مكة لجأوا الى التضييق وفرض كل أنواع الحصار على بقية المسلمين، ولم تفلح هذه المحاولات عن الإصرار في إتخاذ موقف الدفاع الشامل عن النبي ودعوته. جاء في أعلام الهداية ج1 ص 117 مانصه: " أيقنت قريش بفشل مساعيها لإسترداد المسلمين حين عاد إليها وفدها خائباً، وقرّر زعماؤها أن يضيّقوا على من عندهم من المسلمين بالمأكل والمشرب وأن يحظروا كل أنواع التعامل الإجتماعي معهم حيث لم يتخلّ ابو طالب وبنو هاشم عن نصرة النبي (صلى الله عليه وآله ) ودعمه الشامل لرسالته ".

يأس قريش من الحصار المفروض على النبي وأبي طالبلكن المواقف العقائدية الصلبة للنبي صلى الله عليه وآله، وعمه رضوان الله تعالى عليه، ومواقف بنو هاشم من أتباع عمه جعلت قريش تعيد النظر في إجراءاتها بعد أن وجدت أن هذه الوسائل لاتجدي وأنها أدت الى نتائج عكسية أثرت في نفوس الكثير من الناس وجعلتهم في صف النبي وعمه فأضطروا الى رفع الحصار.

أسباب تحمل أبو طالب للأذى والقطيعة والحصاروأما تحمل أبو طالب لما لقِيَه من الأذى من قريش سواء كان في القطيعة أو بسبب الحصار وهو رجل مُسِنّ فلأنه رأى صدق إبن أخيه وكراماته العديدة خصوصاً في مسألة الإستسقاء وإخبار بحيرى الراهب، بل وحتى قبل ولادته وبعدها مما رأى منه من الكرامات العديدة في حق أبيه وأمه ومارافق النبي من بقية الكرامات الأخرى. جاء في أعلام الهداية ج1 ص59 مانصه: " وكذلك حال عمه أبي طالب الذي استمر في رعاية النبي صلى الله عليه وآله وسلم ودعمه لأجل تبليغ الرسالة والصدع بها حتى آخر لحظات عمره المبارك متحملاً في ذلك أذى قريش وقطيعتهم وحصارهم له في الشعب. ونلمس هذا في ماروي عن أبي طالب عليه السلام في عدة مواقف ترتبط بحرصه على سلامة حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

أبو طالب يلتجئ الى شعاب مكة بسبب الحصاروبطبيعة الحال لجأ أبو طالب مع بني هاشم وبني عبد المطلب الى شعاب مكة وأجمعوا أمرهم على إتخاذ موقف موحد لحفظ حياة رسول الله صلى الله عليه وآله وماأعظم هذا الموقف الذي سجله التأريخ لهذه الفئة المؤمنة الصابرة. جاء في أعلام الهداية ج1 ص 117 - 118 مانصه: " وعمد أبو طالب الى الشِعب مع ابن أخيه وبني هاشم وعبد المطلب حيث كان أمرهم واحداً. وقال: نموت من عند آخرنا قبل أن يوصل الى رسول الله (صلى الله عليه وآله )، وخرج أبو لهب الى قريش فظاهرهم على بني المطلب، ودخل الشِعب من كان من هؤلاء مؤمناً كان أو كافراً.. وكان لايصل الى المسلمين خلالها شئ إلاّ سرّاً، يحمله إليهم مستخفياً من أراد مساعدتهم من قريش بدافع من عصبية أو نخوة أو عطف ".

نهاية الحصار الظالم الذي دام ثلاث سنوات من المقاطعة والحرب النفسيةيقال أن الكفر يدوم لكن الظلم لايدوم، فبعد ثلاث سنين من المقاطعة الإقتصادية والإجتماعية إنهارت هذه المحاولات وأنتهت بنهاية الصحيفة التي أكلتها دودة الأرضة والتي إستفاد منها أبو طالب ليقيم شرطاً أفسد على قريش خطتها. جاء في أعلام الهداية ج 1 ص 118 مانصه" وبعد أن مضت على المقاطعة ثلاث سنين وقاسى خلالها المسلمون والنبي الأكرم (صلى الله عليه وآله ) آلاماً قاسية من الجوع والعزلة والحرب النفسية، أرسل الله دودة الأرضة على صحيفتهم المعلقة في جوف الكعبة فأكلتها جميعاً غير كلمة " باسمك اللهم ".

أبو طالب ونجاح شرط الصدق في ظاهرة إختبار المشركينتدخلت المشيئة الإلهية في إتلاف صحيفة المقاطعة بعد أن أخبر الله رسوله بأمر تلفها وصدّقه في ذلك عمه أبو طالب الذي راهنهم على مصير إبن أخيه وهو يعلم صِدْقَه وكانت الصحيفة في حوزة قريش التي إحتفظوا بها في جوف الكعبة فقبلوا المراهنة وخسروها وأنتصر الرسول وأنصاره. جاء في أعلام الهداية ج1 ص 118 مانصه: وأنبأ الله رسوله (صلى الله عليه وآله) فأخبر عمه ابا طالب بالأمر فخرج مع النبي (صلى الله عليه وآله ) الى المسجد الحرام فأستقبله وجهاء قريش ظناً منهم بأن الإستسلام يقودهم الى التخلّي عن موقفهم من الرسالة فقال لهم أبو طالب: إن ابن أخي أخبرني بأن الله قد سلّط على صحيفتكم الإرضة فأكلتها غير إسم الله، فإن كان صادقاً نزعتم عن سوء رأيكم وإن كان كاذباً دفعته إليكم... قالوا: قد أنصفتنا، ففتحوها، فوجدوا الأمر كما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) فنكسوا رؤوسهم حياءاً وخجلاً لما حلّ بهم ".

وفاة أبو طالبكانت وفاة أبو طالب فاجعة كبرى في حياة النبي صلى الله عليه وآله فقد كان بمثابة أبيه وكان ناصره والمدافع عنه والحامي له من كيد الأعداء والمتربصين، وأفتقد الرسول في نفس العام زوجته خديجة السند الثاني وهي الزوجة الحبيبة والرفيقة الحنون.. فما أعظم المصيبة وهو يفقد أكبر سندين وداعمين له في حياته.. لذلك أطلق النبي على هذا العام تسمية عام الحزن. جاء في أعلام الهداية ج1 ص 119- 120 مانصه: " ولكن الرسالة الإسلامية تعرضت لأخطر محنة في مسيرتها في مكة عندما توفي أبو طالب رضوان الله تعالى عليه، حيث كان سندها الإجتماعي الأول والمدافع القوي عن الرسول والرسالة، وبعده بأيام توفيت أم المؤمنين خديجة ( رضي الله عنها ) ثاني سندي الرسول (صلى الله عليه وآله ). ولشدة تأثير الحادثتين على النبي (صلى الله عليه وآله ) وعلى مسيرة الرسالة الإسلامية سمّى الرسول (صلى الله عليه وآله ) ذلك العام ب " عام الحزن "، وصرّح قائلاً:" مازالت قريش كاعّة عنّي حتى مات ابو طالب ". كما جاء في أعلام الهداية ج1 ص30 - 31 مانصه: " ولم تفلح قريش في تأليب النجاشي على المسلمين، فبدأت بخطة جديدة تمثلت في فرض الحصار الإقتصادي والإجتماعي والسياسي والذي استمر لمدة ثلاث سنوات - فلما أيست من إخضاع النبي صلى الله عليه وآله وأبي طالب وسائر بني هاشم لأغراضها فكّت الحصار ولكن النبي صلى الله عليه وآله وعشيرته بعد أن خرجوا من الحصار منتصرين أمتحنوا بوفاة أبي طالب وخديجة - سلام الله عليهما - في السنة العاشرة من البعثة وكان وقع الحادثين ثقيلاً على النبي صلى الله عليه وآله لأنه فقد بذلك أقوى ناصرَينِ في عام واحد ".

الرسول يبشر بالإنتصارفُجِعَ رسول الله صلى الله عليه وآله بوفاة عمه مما دفع بالمشركين الى التهور والجرأة على رسول الله ومحاولة الإعتداء عليه لكن العبرة في النتيجة فقد باءت قريش بالفشل والذل والإنكسار يوم فتح الرسول صلى الله عليه وآله مكة وأصبح المشركون بين يدي رسول الله ذليلين منكسرين ورغم ذلك لم يفعل بهم الرسول كما فعلوا فكان كان قال عنه الله عز وجل في محكم كتابه المنزل " وإنك لعلى خلق عظيم " وأية شهادة أعظم من شهادة الله لرسوله. جاء في أعلام الهداية ج1 ص 120 مانصه: " ومن جرأة قريش على النبي (صلى الله عليه وآله ) عند ذاك أن قام أحدهم ونثر التراب على رأسه الشريف وهو مارّ الى بيته. فقامت إليه ابنته فاطمة عليها السلام لتنفض التراب عنه وهي تبكي فقال لها (صلى الله عليه وآله ): " يابنية لاتبكي فإن الله مانع أباك ".

خاتمةإن إيمان أبو طالب بعقيدة التوحيد وبرسالة النبي محمد صلى الله عليه وآله كانت جليّة وواضحة من خلال مواقفه من النبي وخصومه ولقد تميزت تلك المواقف بالجدية وعدم المداهنة ولقد تحمل بسببها الكثير من المتاعب والمشاق وكان من أهمها الحصار والتهديدات المتكررة التي وجهها له رجال قريش فلامجال للشك أو الطعن في تلك المواقف.. رحم الله أبا طالب ذلك الإنسان الصابر الناصر الوقور، ونسأل الله الموفقية والهداية للجميع .

المصادرأعلام الهداية ج1 ص 120 محمد المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم (خاتم الأنبياء) المجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام ط 6 2009 م بيروت.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك