المقالات

المجلس الأعلى والمرحلة الجديدة

904 12:02:00 2010-09-01

وليد المشرفاوي

ان ما حصل في العراق هو ليس بالشئ الذي يستهان به , أو بالتغير النمطي لحركة الشعوب , انه انهيار لدكتاتورية رهيبة حكمت بالحديد والنار دفع الشعب خلالها ثمنا غاليا , وذاقت شعوب المنطقة مرارة ذلك النظام , وذلك الحكم المتسلط , المجلس الأعلى مقبل على مرحلة تكوين جديدة والى الآن كان أداء المجلس الأعلى رائعا في التعاطي مع الوضع الجديد الذي أعقب سقوط صدام , فقد كانت قياداته على وعي متقدم إزاء مجمل القضايا , فقد فوت المجلس الأعلى الفرصة على أولئك الذين أرادوا جره إلى حرب طائفية , وارسوا قاعدة الوفاق الوطني بإقرارهم حق كل عراقي في صنع القرار السياسي وأكدوا على ضرورة إنهاء الاحتلال بكل الطرق المناسبة ورفضوا منطق القوة الفاشية , ونددوا بعمليات القتل والسلب والذبح التي زرعت بذور الفتنة الطائفية والعنصرية للأسف الشديد , وأدانوا كل مشروع خارج إرادة الشعب العراقي وتواجدوا بالعمل المشترك في سياق التفاهم والتشاور وهذا ما قراناه في مواقفهم , نقول وبكل فخر بان التزام الحكمة في قراءة الإحداث , وعدم الانجرار وراء المهاترات والهجومات العلنية من الإطراف الأخرى المشاركة في العملية السياسية , لقد استوعب المجلس الأعلى الدرس جيدا والآخرون الذين راهنوا على جره إلى حرب أهلية خسروا إلى الآن كل رهاناتهم وهذا ما سيكتبه التاريخ بفخر للمجلس الأعلى وقياداته,. ان المجلس الأعلى واقف على أرجله وبثبات إلى هذه المرحلة وهو مصدر قوة للأمة العراقية , ولم يفرق المجلس الأعلى في خطابه السياسي ومواقفه العملية بين عراقي وآخر على صعيد إرساء الحريات واحترام الدماء , والمطالبة بالحقوق وفي كل ذلك سلامة للوطن , وعز الشعب , وتكريس مبدأ الأخوة ومبدأ المواطنة وهو القاعدة الأساسية التي انطلق منها المجلس الأعلى في اتخاذ المواقف ورسم السياسات , مسترشدين بذلك نصائح وتوجيهات المرجعية الحكيمة,حقا كانوا صمام الأمان والسلام في العراق فاثبتوا بجدارة روحية فائقة لإدارة الأزمة بالرغم مما يعصف بالوطن من كوارث يراد بها النيل منه لإشعال النار في جسده المتعب بآهات وألام العقود الماضية من الحكم الصبياني , وتفويت فرصة الأعداء والجهلة , ونحن نرى ان هناك حملة ظالمة يتعرض لها المجلس الأعلى هذه الأيام , وربما سوف تتصاعد وتيرتها في الأيام المقبلة إذا ما كف سياسيوا النفاق عن تصريحاتهم التي تثير الفتن , وقيادات المجلس أدرى بهذه الأراجيف الظالمة التي تشكك في انتمائهم الوطني والتاريخي , بل وحتى الديني والقصد البعيد من وراء كل ذلك هو طمس حقوقهم وتغيبهم وتهميشش وجودهم وإلغائهم من ساحة الحركة السياسية وإبقاء العراق بكل خبراته ومقدراته وتاريخه ومستقبله ملك لثلة غير مثقفة ضيقة التفكير , تريد العودة بهذا البلد إلى منطق السادة والعبيد تحت ذرائع ما انزل الله بها من سلطان, فيما المجلس الأعلى وقواعده الشعبية ومعهم كل الشرفاء من العراقيين يهتفون علنا ان العراق لكل العراقيين ,وموقف النبلاء في المجلس الأعلى ذلك سبب هاجسا وقلق في الدوائر السياسية وحتى الفكرية لدول الجوار , وبعض دول العالم , وحتى في الولايات المتحدة نفسها صاحبة مشروع التغيير, هنالك قلق من مستقبل الأداء السياسي للمجلس الأعلى , فعليه يجب ان يثبت المجلس الأعلى لهؤلاء بأنه قادر على قيادة البلد من خلال أدائه الوطني الحالي وحرصه على وحدته وعدم الانجرار وراء مثيري الفتنة والشغب لان المرحلة الآتية حاسمة وهي مرحلة سوف ترسم مستقبل الوطن وإذا لم يكن أدائه رائعا وعلميا يكون قد خسر فرصة ذهبية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الدكتور محمد صباح اليزدى
2010-09-03
بسمه تعالى وصلاته على جدنا رسول الله وعلى ال بيته الاخ وليد المحترم شكرا على مقالتك هذه لتعرف المرتزقه بحقيقه المجلس الاعلى للثوره الاسلاميه ودوره القيادى فى اسقاط النظام الصدامى لان الخونه والمرتزقه فى مقالاتهم الرذيله التى تطعن بالمجلس وبال الحكيم فقط وضحت امر على موقع عراق القانون والاصح هو عراق الكذب والعار بشئان ال الحكيم وقد رد على تعليقى يشده واتهمت باعجميتى ومجوستى والكل يعرف سلالتى العلويه وقالوا كيف ترجع نسل الحكيم الى الامام الحسن فهو عجمى ولهذا تدافع عنه فاكيد سوف توصف انت بالعجمى
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك