احمد عبد الرحمن
يعكس استياء وامتعاض المرجعية الدينية الرشيدة من الاوضاع السياسية السيئة بسبب تأخر تشكيل الحكومة، والتي القت بظلالها الثقيلة على مختلف جوانب الحياة اليومية لابناء الشعب العراقي، يعكس القدر الكبير من الاستياء والامتعاض الشعبي العام.كانت -ومازالت-وعلى الدوام ، سواء من خلال منابر صلاة الجمعة او عبر لقاءاتها بالسياسيين من مختلف الاتجاهات والمكونات، او من خلال بياناتها، تتحدث المرجعية الدينية بنبض الشارع العراقي وتعبر عن هموم العراقيين ومعاناتهم.وغير خاف انه طيلة الاعوام السبعة الماضية حرصت المرجعية الدينية على ان تبقى على مسافة واحدة من مختلف القوى والمكونات وان تنطلق في مواقفها من المصلحة الوطنية والمسؤولية الشرعية التي يمليها عليها موقعها الديني والابوي في المجتمع، واكثر من ذلك فأنها لم تكن معنية بالرد والدخول صراعات ومهاترات حتى مع الجهات التي اساءت اليها وشهرت بها من دون وجه حق، ارتباطا بقناعة ان موقعها ومكانتها ومسؤوليتها اكبر وارفع واجل من ذلك.وعندما نراجع مسيرة الاعوام السبعة المنصرمة لابد ان نكتشف حقيقة ان المرجعية الدينية ساهمت في تجنيب البلاد والعباد ازمات ومشاكل وكوارث كبيرة من خلال حكمتها وسلامة نهجها وحسن تقديرها للامور.ولعله من الخطأ تصور او افتراض ان المرجعية الدينية تحابي وتتحيز لطرف ما انطلاقا من دوافع وحسابات مذهبية وطائفية او سياسية، لان الوقائع والحقائق الكثيرة تؤكد وتثبت عكس ذلك تماما.ولاشك ان سياسيين كثيرين زاروا المراجع العظام في مدينة النجف الاشرف اثنوا على الرؤى الصائبة والمعمقة لمراجع الدين ونظرتهم الدقيقة والموضوعية للامور، واحاطتهم بمجمل حقائق الواقع.واذا كان الحراك السياسي في بغداد لم يحلحل العقد ويحل الازمة فأن الكثيرين باتوا يتطلعون الى المرجعية الدينية المباركة للتدخل بدرجة اكبر ، انطلاقا من تقييمها لخطورة الاوضاع، وقد كان وكيل المرجعية الدينية في كربلاء المقدسة سماحة السيد احمد الصافي دقيقا حينما قال " ان العراق في أزمة ولكل أزمة رجال وخطوة الحل لحلحلة الأزمة ستحسب لمن يخطوها .. فلابد أن نتخطى هذه الأزمة وهي بحاجة إلى تضحية من فلان وفلان .. وإن الوقت وصل إلى حافة غير صحيحة وهذا التأخر ليس في صالح الناس، وتشكيل الدولة يعني تشكيل مؤسسات الدولة ليبدأ الوزراء بأخذ محلهم ويبدأ العراق ينمو شيئا فشيئا".
https://telegram.me/buratha