المقالات

لماذا رحلتَ مبكرا!!!


زهراء محمد

ما كنتُ أحسبُ قبلَ دفنك في الثرىأَنَّ الكواكب في الترابِ تغورُ

ما كنت آملُ قبلَ نفسكَ أن أرىرَضوى على أيدي الرجالِ تسيرُ

حتّى أتوا جدثاً كأن ضريحَهُفي كُلِّ قلب موحدٍ محفورُ

(ابيات رثاء للمتنبي)

أخي العزيز هادي.. قبل عامين من الآن وفي مثل هذا اليوم (الواحد والثلاثون من اغسطس عام 2008) ..وما زالت الايام تمر سراعاً وانت ما زلت في عقلي وقلبي وروحي.. كلمات وقواميس الدنيا بلغاتها الشتى لا تسعفني ولا توفيك حقك وحنانك يا أخي. هل كان رحيلك وبعدك ودفنك في وادي السلام كانت مرتبة بترتيب ام ماذا ياهادي ؟؟؟ ستبقى الحرقة واللوعة في قلبي ووجداني..كنت جنبك كل الوقت حتى ساعة وفاتك.. وكم انا أسفة لاني لم استطع ان احضر دفنك في وادي السلام، اعذرني كنت لا أقوى على السفر حينها انهياري منعني من ذلك، ياليتني كنت معك، ويكون قبري جنب قبرك. لم احضر مراسيم دفنك.. اعذرني اعذرني ياحنين قلبي يابلسم جراحي ...في قلبي كلام كثير سأناجي به روحك يوم اقف على قبرك في وادي السلام .. يا ترى أكان دفنك بعيدا عني هناك كان خوفا من انهياري وحزني ام كان للقدر يد في ذلك!! وهل اتفق القدر مع الطغاة مرة أخرى؟ وهل كان الاتفاق ان لا ارى وازور قبرك، كما منعني قبلها القدر نفسه من ازور اخوتك الذين غيّب الطغاة قبورهم؟!! أكان رحيلك مبكرا هو شوقك لأخوتي زهير وابراهيم ومصطفى وفاضل !! اخوتي الذي سبقتهم المنية قبلك..هناك من ينصحني حاولي ان تنسي اقول لهم كيف انساه وهو توأم روحي؟.. كنت اخي وأبي واهلي، كنت دوما بلسماً لجراحي وأحزاني...وكم من مرة أحسست بألم كنت تعلم به، وإذا بك على الجانب الآخر من الخط حين يرن الهاتف: ها أختي كيف حالك اليوم؟ اجيبك لا أدري مابي؟ فاذا بك بعدها بساعة امام باب بيتي، وببسمتك الحنونة: ها شكو خير خو ماكو شي؟! كنت ارد فرحة والله طبت من شفتك.. فكنت ترد مازحاً: خو كبرّي صورتي وعلقيّها على الحائط... وقتها كانت كلماتك تلك تدخل السرور في قلبي، فارتاح وينجلي همّي وغمّي.أما الآن فكلماتك تلك تبكيني حين اضطرني القدر بالفعل ان اعلقّ صورة كبيرة لك لكي ابكيك دوماً..صورتك الكبيرة غالباً ما يخبأها ابني الصغير حين يرقب الحزن يبلغ مني ان تعتل معه صحتي كثيراً .كم كان مشوارنا معا قصيراً ، ولكن فيه الكثير والذكريات، اتذكرك دوما تطلبني على الهاتف وتقول لي تعالي انا جالس لوحدي في مقهى ومطعم (الامير) تعالي اشربي معي الشاي ولنتحدث، فاسرع الى هناك فنغرق في ذكرياتنا، وحلو حديثك، هل تعلم بان ذلك المقهى قد اغلق ابوابه بعد رحيلك انت..آه.. خطفك القدر القاسي منّا ونحن لم نتروا بعد من بعض.. أخي هادي والحزن ملأ القلوب وسّود الدنيا علينا، علّ الجواهري مصيب هو حين يقول:

قدْ يقتلُ الحزنُ مَنْ أحبابهُ بَعُـدوا عنه فكيفَ بمنْ أحبابهُ فُقِــدوا

تَجري على رَسْلِها الدنيا ويَتْبَعُهارأْيٌ بتعليـلِ مَجْراهـا ومُعْتَقَـدُ

أَعْيَا الفلاسفةَ الأحرارَ جَهْلُهمُماذا يُخَبِّـي لهم في دَفَّتَيْـهِ غَـدُ

طالَ التَّمَحُّلُ واعتاصتْ حُلولُهمُولاتزال على ما كانت العقد

ليتَ الحياةَ وليتَ الموتَ مَرْحَمَـة ٌفلا الشبابُ ابنُ عشرينٍ ولا لَبدُ

رحمك الله يا عزيزي هادي وطاب ثراك

اختك المفجوعةزهراء

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك