المقالات

لماذا رحلتَ مبكرا!!!

2164 12:51:00 2010-08-31

زهراء محمد

ما كنتُ أحسبُ قبلَ دفنك في الثرىأَنَّ الكواكب في الترابِ تغورُ

ما كنت آملُ قبلَ نفسكَ أن أرىرَضوى على أيدي الرجالِ تسيرُ

حتّى أتوا جدثاً كأن ضريحَهُفي كُلِّ قلب موحدٍ محفورُ

(ابيات رثاء للمتنبي)

أخي العزيز هادي.. قبل عامين من الآن وفي مثل هذا اليوم (الواحد والثلاثون من اغسطس عام 2008) ..وما زالت الايام تمر سراعاً وانت ما زلت في عقلي وقلبي وروحي.. كلمات وقواميس الدنيا بلغاتها الشتى لا تسعفني ولا توفيك حقك وحنانك يا أخي. هل كان رحيلك وبعدك ودفنك في وادي السلام كانت مرتبة بترتيب ام ماذا ياهادي ؟؟؟ ستبقى الحرقة واللوعة في قلبي ووجداني..كنت جنبك كل الوقت حتى ساعة وفاتك.. وكم انا أسفة لاني لم استطع ان احضر دفنك في وادي السلام، اعذرني كنت لا أقوى على السفر حينها انهياري منعني من ذلك، ياليتني كنت معك، ويكون قبري جنب قبرك. لم احضر مراسيم دفنك.. اعذرني اعذرني ياحنين قلبي يابلسم جراحي ...في قلبي كلام كثير سأناجي به روحك يوم اقف على قبرك في وادي السلام .. يا ترى أكان دفنك بعيدا عني هناك كان خوفا من انهياري وحزني ام كان للقدر يد في ذلك!! وهل اتفق القدر مع الطغاة مرة أخرى؟ وهل كان الاتفاق ان لا ارى وازور قبرك، كما منعني قبلها القدر نفسه من ازور اخوتك الذين غيّب الطغاة قبورهم؟!! أكان رحيلك مبكرا هو شوقك لأخوتي زهير وابراهيم ومصطفى وفاضل !! اخوتي الذي سبقتهم المنية قبلك..هناك من ينصحني حاولي ان تنسي اقول لهم كيف انساه وهو توأم روحي؟.. كنت اخي وأبي واهلي، كنت دوما بلسماً لجراحي وأحزاني...وكم من مرة أحسست بألم كنت تعلم به، وإذا بك على الجانب الآخر من الخط حين يرن الهاتف: ها أختي كيف حالك اليوم؟ اجيبك لا أدري مابي؟ فاذا بك بعدها بساعة امام باب بيتي، وببسمتك الحنونة: ها شكو خير خو ماكو شي؟! كنت ارد فرحة والله طبت من شفتك.. فكنت ترد مازحاً: خو كبرّي صورتي وعلقيّها على الحائط... وقتها كانت كلماتك تلك تدخل السرور في قلبي، فارتاح وينجلي همّي وغمّي.أما الآن فكلماتك تلك تبكيني حين اضطرني القدر بالفعل ان اعلقّ صورة كبيرة لك لكي ابكيك دوماً..صورتك الكبيرة غالباً ما يخبأها ابني الصغير حين يرقب الحزن يبلغ مني ان تعتل معه صحتي كثيراً .كم كان مشوارنا معا قصيراً ، ولكن فيه الكثير والذكريات، اتذكرك دوما تطلبني على الهاتف وتقول لي تعالي انا جالس لوحدي في مقهى ومطعم (الامير) تعالي اشربي معي الشاي ولنتحدث، فاسرع الى هناك فنغرق في ذكرياتنا، وحلو حديثك، هل تعلم بان ذلك المقهى قد اغلق ابوابه بعد رحيلك انت..آه.. خطفك القدر القاسي منّا ونحن لم نتروا بعد من بعض.. أخي هادي والحزن ملأ القلوب وسّود الدنيا علينا، علّ الجواهري مصيب هو حين يقول:

قدْ يقتلُ الحزنُ مَنْ أحبابهُ بَعُـدوا عنه فكيفَ بمنْ أحبابهُ فُقِــدوا

تَجري على رَسْلِها الدنيا ويَتْبَعُهارأْيٌ بتعليـلِ مَجْراهـا ومُعْتَقَـدُ

أَعْيَا الفلاسفةَ الأحرارَ جَهْلُهمُماذا يُخَبِّـي لهم في دَفَّتَيْـهِ غَـدُ

طالَ التَّمَحُّلُ واعتاصتْ حُلولُهمُولاتزال على ما كانت العقد

ليتَ الحياةَ وليتَ الموتَ مَرْحَمَـة ٌفلا الشبابُ ابنُ عشرينٍ ولا لَبدُ

رحمك الله يا عزيزي هادي وطاب ثراك

اختك المفجوعةزهراء

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك