فراس الغضبان الحمداني
لم يمر يوم واحد بل لم تمض ساعة واحدة حتى تطالع خبرا عن اختلاس أموال الدولة والسطو على البنوك وعمليات رشا كبار المسؤولين وكان آخرها وليس أخيرا فضيحة الاستيلاء على الحاسبات المخصصة لطلبة المدارس في بابل ، ورغم إن قيمتها تقدر بمليوني دولار لكن اللصوص باعوها في المزاد بخمسين ألف دولار فقط .
إن هذه الفضيحة ليست غريبة ولعل الغرابة هو افتضاح أمرها من قبل الجانب الأمريكي صاحب البضاعة والأكثر غرابة هو الدفاع المستميت من أعضاء مجلس محافظة البصرة محاولين إضفاء الشرعية على هذه الصفقة المشبوهة.
ويظهر لنا احد المعممين الملتحين في الفضائيات ليصف لنا كيف إن هذه الصفقة تم بيعها وفق القانون الذي ينص على إن البضاعة التي تترك على أرصفة الميناء مدة 90 يوما تصادر وتباع في المزاد ولكن ( السيد ) لم يبلغنا هل إن القانون والشريعة يبيح ببيع بضاعة قيمتها مليوني دولار بخمسين ألف دولار أليس في ذلك اختلاس وسرقة علنية ..!! .
إن هذه الخبر الصادم كان يفترض إن يهز مشاعر الكتل والأحزاب السياسية التي تتحدث عن أعمار العراق وتبكي على الطفولة المعذبة وتتحدث عن تطوير التعليم ويدفعهم للمطالبة بأجراء تحقيق فوري ليس على طريقة الحكومة التي شكلت لجان تحقيقيه بآلاف القضايا ولم تصل إلى نتيجة .
كنا نأمل من السيد خضير الخزاعي وزير التربية الذي من المفترض انه أمين على مصالح الطلبة وهذه الهدية التي جاءت إليهم عبر المحيطات أن يترك موائد الإفطار اليومية ويعلن احتجاجه على هذه السرقة ويحركه ضميره الحي للانتقال إلى البصرة فورا بعد ان ياخذ تخويلا من دولة رئيس الوزارء لرئاسة اللجنة التحقيقية ويعلن أمام الناس أسماء اللصوص ومافيا الكمارك التي نهبت ثروات العراق لمصلحة أصحاب النفوذ ، علما ان رئيس الوزاء قد امر مؤخرا بايقاف عملية البيع وفتح تحقيق بهذه الفضيحة الجديدة .
إذا بادر وزير التربية بالتحرك وفق ما يراه مناسبا لكشف الحقيقية أمام الشعب العراقي الذي انتشرت بينه هذه الفضيحة كانتشار النار في الهشيم فنحن نتوقع إن يدعو مدير تربية محافظة بابل إلى دعوة آلاف المدرسين وأولياء الطلبة للاعتصام والتنديد بهذه الجريمة بعد فضح الجناة
https://telegram.me/buratha