المقالات

القاعدة بدأت توقظ خلاياها النائمة في ديالى وتستعد لمرحلة ما بعد الانسحاب الامريكي

1244 23:32:00 2010-08-31

اسماعيل علوان التميمي

تشكل محافظة ديالى بيئة نموذجية لنشاط تنظيم القاعدة في العراق لكونها تتمتع بمزايا ذات أهمية سوقية وحيوية جدا بالنسبة لها . أول هذه المزايا وجود حاضنات شديدة الولاء للقاعدة اغلبها يقع في مناطق بساتين وأحراش كثيفة وواسعة جدا تمتد على جانبي نهر ديالى ونهر خريسان الذي يمر في منطقة بساتين من المقدادية وحتى مركز بعقوبة ثم ينحدر جنوب بهرز إضافة إلى الجانب الشرقي لنهر دجلة أو على سلسلة تلال حمرين التي تربط محافظة ديالى مع كركوك و صلاح الدين ومنطقة شبه صحراوية تقع جنوب بلدروز وحتى حدود محافظة ديالى مع محافظة واسط يمكن أن تختفي بها فرق عسكرية بكاملها خارج نطاق أجهزة الرصد الأرضية و الجوية التقليدية . الميزة الأخرى هي قرب محافظة ديالى الشديد من العاصمة بغداد بما يؤهل هذه المحافظة أن تكون بمثابة معسكر تدريب وميدان تعبوي متقدم يتم فيه تدريب عناصر القاعدة على القيام بعمليات نوعية في بغداد كما حصل في هجمات الاعظمية الأخيرة التي أثبتت التحقيقات أن أفراد المجموعة المهاجمة تدربوا في منطقة هبهب وهي ذات المنطقة التي قتل فيها ألزرقاوي كما ثبت إن قائد مجموعة هجمات الاعظمية هو من ديالى وتم إلقاء القبض عليه في قرية المخيسة التابعة لناحية أبي صيدا في قضاء المقدادية وكذلك السيارات المفخخة التي ضربت وزارة المالية والتي تم تفخيخها في ديالى أيضا .الميزة الأخرى إن الطريق الرئيسي الذي يربط بغداد بالمحافظات الشمالية كركوك سليمانية واربيل يمر عبر محافظة ديالى وبإمكان القاعدة قطعه أو إعاقته كما حصل خلال الأعوام من 2006 إلى 2008 وكذلك قطع الطريق الدولي الذي يربط العراق بإيران عند منفذي المنذرية وقصر شيرين الحدوديتين ويعد اقصر طريق يسلكه الزوار الإيرانيين للعتبات المقدسةمنذ مطلع العام الجاري نفذت القاعدة عددا كبيرا من الهجمات على القوات الأمنية أو تجمعات السكان المدنيين سواء بعبوات ناسفة أو بسيارات مفخخة أو بعمليات اغتيال أو هجمات على المنازل وبدا نشاطها يتخذ خطا بيانيا متصاعدا وخطيرا وعدد عملياتها يتضاعف حيث باشرت ولأول مرة منذ عام 2008بتهجير عدد من العوائل من ناحية السعدية ونزحت إلى مناطق خارج الناحية هربا من تهديدات القاعدة بعد إن يأسوا من قدرة القوات الأمنية على حمايتهم . كما تم تهجير عدد من العوائل المهجرة العائدة في منطقتي المفرق والكاطون غرب بعقوبة وقتل بعضهم . كما تم نسف العديد من منازل منتسبي القوات الأمنية في بعقوبة وبهرز مؤخرامعلومات أشارت إلى وجود معسكرات تدريب صغيرة للقاعدة في بعض المناطق على جانبي نهر ديالى وفي منطقة تلال حمرين ومعلومات أخرى إن تنظيم القاعدة وضع جدول زمني لايقاض كافة خلاياه النائمة تنتهي آخر مرحلة فيه عند انسحاب القوات الأمريكية من المحافظة .القاعدة استعادت جزء مهم من قدرتها على إرهاب السكان المحليين من خلال قتل وذبح كل من يتكلم عن القاعدة بسوء فبعد هزيمة القاعدة في نهاية 2008 بات السكان يطلقون على عناصرها تعبير الإرهابيين واختفى تعبير المجاهدين والآن بدا تعبير المجاهدين يعود إلى التداول في أحاديث السكان الذين بداوا يخشون بطش القاعدة من جديد .القاعدة أنجزت الكثير مما يجب عليها أن تفعله قبل انسحاب القوات الأمريكية وخاصة ما يتعلق بموضوع الصحوات حيث نجحت في تنفيذ أكثر من 75% من جدولها القاضي بتصفية عناصر الصحوات أو إرهاب البعض الأخر ليقوم بإعلان توبته أمام( أمير التنظيم ) في تلك المنطقة وتقديم سلاحه وعتاده هدية لذلك (الأمير) مستفيدة من سوء إدارة ملف الصحوات من قبل المعنيين به في الحكومة العراقية بعد أن كانت تديره بنجاح القوات الأمريكية . آخر عملية نفذتها القاعدة يوم الخميس عندما هاجمت مقرا للصحوة في قرية شروين 20 كم شمال المقدادية وقتلت ستة من عناصر الصحوات أمام ومرأى ومسمع سكان القرية .كل ذلك تفعله القاعدة لكي لا يجروء احد مرة أخرى على التصدي لجرائم القاعدة وبالتالي منع تكرار تجربة الصحوات مستقبلا. الكثير من الشخصيات العشائرية التي قادت الصحوات وتصدت للقاعدة في محافظة ديالى ترزح الآن في المعتقلات حيث تم استصدار أوامر قبض عليها بناء على مخبر سري أو دعاوى كيدية تم إقامتها أمام القضاء بدفع من بعض الضباط الذين لهم مصلحة باعتقالهم والمرتبطين بتنظيم القاعدة، إلا إن ذلك لا ينفي وجود عدد قليل من عناصر الصحوات بقي محتفظا بصلاته مع القاعدة ويعمل لصالحها وتم اعتقال بعضهم .القاعدة تراهن بأنها تستعد لخوض معارك صعبة مع القوات العراقية حال انسحاب القوات الأمريكية وأعلنت بأنها تحظى بولاء أكثر من 20% من القوات الأمنية الذين هم من أبناء المحافظة وتقول إن عددا من قادة القوات الأمنية الحاليون من القيادات الوسطى والمتقدمة يتعاونون معها وبعضهم من العناصر المجربة التي سبق أن قدمت خدمات كبيرة للقاعدة وهم يتبؤون ألان مراكز قيادية وتقول القاعدة إنها تتلقى تبرعات شهرية مجزية من عدد ليس قليل من ضباط الشرطة والجيش .المعلومات تقول القضاء ما يزال شبه معطل في محافظة ديالى والدليل إن أكثر من ثلاثة عشر الف13000 شهيد قتل على أيدي القاعدة من عام 2006 وحتى 2009 أما أحكام الإعدام والمؤبد فإنها لا تتجاوز ال 20 حكم فقط وتمكن عتاة الإرهابيين من أمراء القاعدة من الإفلات من حكم القضاء من خلال رشوة ضباط التحقيق وإرهاب قضاة التحقيق..المطلعون على أوضاع المعتقلين يقولون إن تنظيم القاعدة في ديالى لديه جهاز متخصص بمتابعة شؤون معتقليه يتكون من مجموعة من المحامين وضباط التحقيق مهمته اتخاذ كل التدابير للإفراج عن معتقليه ونجح هذا الجهاز باستصدار قرارات أفراج عديدة لكبار معتقليه من أمراء القاعدة، بينما يرزح مئات الأبرياء في السجون نتيجة دعاوى كيدية أو مخبر سري ومضى على اعتقالهم سنوات دون أن يحدد مصيرهم .المعلومات تقول إن الأجهزة الأمنية مخترقة وتعاني من فساد إداري مستشر ومزمن وعلني وكل الأجهزة الرقابية تعلم به علم اليقين إلا إنها تتردد عن كشفه خوفا من بطش المفسدين الذين يملكون المال والرجال والسلاح والسلطة وهناك بعض كبار الضباط المفسدين أصبح يشكل مركز قوة مخيف في المحافظة لا يستطيع احد أن يدنو منهم حيث مضى على بعضهم اكثر من سبع سنوات وهم في ذات الموقع في سابقة لا مثيل لها في كل الأجهزة الأمنية في العالم.الأسبوع الماضي تم سرقة 1200 جواز من مديرية الجنسية والجوازات وتبين إن الضابط المسؤول عن امن المديرية قام بسرقتها وعندما انكشف أمره قام بإعادتها بعد بضعة أيام وادعى انه عثر عليها قرب بناية الجنسية ويبدو إن الأمر انتهى عند هذا الحد ومازال الضابط حرا طليقا يتابع شؤون دائرة امن الجنسية (بامتياز) .المطلعون يؤكدون إن أكثر من50% من تمويل تنظيم القاعدة في ديالى هو تمويل محلي متنوع المصادر يأتي من الإتاوات التي يفرضها التنظيم على المقاولين وأصحاب معامل االحصو والرمل في منطقة صدور ديالى والأغنياء والميسورين وعلى بعض كبار ضباط ومسؤولي المحافظة الأكثر فسادا وعمليات الخطف ومقايضة المخطوفين بما يسمى بالفدية . المعلومات تقول أيضا إن المواقع الأمنية من الدرجة - أ - ب -ج- تباع بالمزاد غير العلني وترسو على اعلي العطاءات مقابل إطلاق يد المزايد في استغلال المواطنين بمهارة وشطارة عاليتين.مجلس محافظة ديالى شبه معطل أو خارج التغطية إذا جاز التعبير، بعض أعضائه هاربون عن وجه العدالة لصدور مذكرات قبض بحقهم بموجب المادة 4 إرهاب ومع ذلك مازالوا يتقاضون رواتبهم من الدولة العراقية ( راتب ومخصصات مدير عام ) والبعض الآخر ترك المحافظة ويقيم الآن في إقليم كردستان .والبعض الآخر علقوا عضويتهم في المجلس احتجاجا على التهميش والإقصاء كما يدعون .أغلبية أعضاء المجلس لا يحضرون إلى المجلس ويتقاضون رواتبهم بالتمام والكمال.الوضع الاقتصادي في محافظة ديالى تراجع كثيرا لكون محافظة ديالى محافظة زراعية متخصصة بزراعة الفواكه والحمضيات والتمور بأصنافها إضافة إلى المحاصيل الحقلية ويشكل ذلك أهم مصدر من مصادر دخل سكان المحافظة ولكون المحافظة تعاني من شحة المياه في نهر ديالى منذ سنتين فقد تعرض الإنتاج الزراعي إلى نكسة كبيرة . هذا إلى جانب الآفات الزراعية التي فتكت بآلاف الدوانم من بساتين الحمضيات بسبب انتشار وباء الذبابة البيضاء الذي اجتاح بساتين المحافظة وفتك بأشجار الحمضيات كافة وقضى على أكثر من 70% من بساتين المحافظة .ولم تنج أشجار النخيل أيضا حيث اجتاحت حشرة الدوباس أشجار النخيل وفتكت فيها مما قلل إنتاج التمور إلى أكثر من 60% كل ذلك يعود إلى توقف مشروع مكافحة الحشرات بالرش عن طريق الطائرات الزراعية . ولا شك إن انخفاض دخل الفرد يشجع تنظيمات القاعدة في استخدام المال كأسلوب لشراء الذمم .يجمع الكثير من المراقبين لموضوع مشاريع الخدمات في محافظة ديالى بان أكثر من 50% من تخصيصات المحافظة للأعوام 2006-2008 ذهبت إلى خزائن تنظيم القاعدة و25% منها ذهبت إلى جيوب الموظفين المفسدين القائمين على هذه المشاريع والمتبقي توزع على جيوب المقاولين وعلى مشاريع اغلبها وهمية وكمثال واحد فقط على هذا الفساد تم صرف مبلغ ثلاثة مليارات على مشروع وهمي اسمه مشروع الحكومة الالكترونية في المحافظة لم يجد منه المحافظ الجديد سوى بضع حاسبات عاطلة متروكة في احد غرف ديوان المحافظة . ولنا أن تتصور حجم الفساد الذي كان يضرب بالمحافظة .لذلك فان سكان المحافظة حرموا من أية خدمات حقيقية في محافظتهم مما عمق لديهم الإحساس بالإحباط من المرحلة الديمقراطية الجديدة في بلدهم العراق.

لا شك إن تدهور الأمن في ديالى يعني بداهة تهديد امن العاصمة بغداد وتحسن الوضع فيها يعني تحسن الأمن في العاصمة بغداد. لذلك فعلى صناع القرار الأمني في بغداد إن يضعوا كل هذه الحقائق أمامهم وان يأخذوا كل هذه المعلومات مأخذ الجد ويتأكدوا من مدى صحتها ويضعوا الخطط اللازمة لضبط الأمن في المحافظة وأول خطوة في هذا الاتجاه هو تطهير المحافظة من المسؤولين المفسدين والمتواطئين مع الإرهاب قبل تطهيرها من تنظيم القاعدة وعليهم ألا يصدقوا تصريحات بعض القادة الأمنيين في المحافظة التي تنفي وجود أي تهديد حقيقي على طريقة الوزير الكذوب محمد سعيد الصحاف .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
zito
2010-09-02
الى شرفاء قادة الامن بلدكم ما تصيرله جارة الا بقتل هؤلاء و حواضنهم استباقيا ولكم اجران وان اخطئتم بالقتل فلكم اربعة امثال الاجر. هيا كفاكم جبنا فأنهم والله فئران و اقل
ابو نوور
2010-09-01
منو هاي القاعده,,لم اسمع بها من قبل,,أم إننا لازلنا نصدق أكاذيبهم,( البعث ,مخابرات دول الجوار,وإسرائيل الممول الرئيسي لقادتها)) ضعوا النقاط على الحروف رجاءا وكفانا ضحكا على الذقون ,لانصنع تمثالا ومن ثم نلعنه,إخوان : غريمنا هو البعث ومن يمتطيه (بإعتبار البعث عباره عن إنثى لحمار حساوي أجرب)) . ومن يمتطي البعث هو المخابرات العربيه كلها دونما إستثناء,وإسرائيل وطموحها في العراق .نقطه راس سطر.ونعلم جيدا ماازلام مايسمون بالقاعده سوى سفله فاجرون او مطايا أغبياء او تجّار سياسه وحرب ومناصب أو عملاء أذلاء
ياسر العنبكي
2010-09-01
مقال مهم للسيد اسماعيل التميمي يبين ويؤشر للكثير من القضايا الخطيرة في المحافظة , ومع ان المقال لايقدم اسماءا او امثلة او ادلة ( وربما يحتفظ بها السيد التميمي ويعرفها كونه من ابناء المحافظة ) , لكن هذا لايمنع المطلع على شأن المحافظة ان يفهم ويعرف المقصود بكل ماجاء في المقال. ان وضع المحافظة في الملفات الواردة اعلاه مأساوي فعلاويكفي مشروع الحكومة الالكترونية مثلا ليزرع غصة وألم شديدين في نفس المواطن والمطلع عن حجم المأساة. نشكر كاتب المقال والى مزيد منها لان السكوت لن يغير شيئا بل يزيد الطبن بلة
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك