النجف الاشرف - بقلم / كريم هادي الكوفي
ليس جديداً على العراقيين أن يشهدوا بين الحين والآخر هجمات دنيئة تستهدف النيل من سمعة ومكانة رموز العراق الدينية في محاولة بائسة لثنيهم عن مواقفهم الوطنية وترك التصدي والدفاع عن مكتسبات العراق الجديد ، ولا غرابة أن يصدر ذلك من أيتام نظام صدام البائد بأعتبار أنهم فقدوا كل إمتيازاتهم وباتوا يحقدون على كل رمز او إنجاز تحقق في مسيرة العراق الجديد .ولكن الغرابة أن تصدر بعض الاكاذيب التي تستهدف الرموز الدينية من اناس ينتسبون (لاجهزة المخابرات الامريكية).ففي الاسبوعين الماضيين طالعتنا بعض المواقع ذات الهوية البعثية في تقرير ملفق هو عبارة عن جملة أكاذيب تستهدف نجل المرجع الامام السيد السيستاني وكذلك إمام جمعة النجف لتتهم هذه الذوات القيادية والدينية بقيادة ماسمتها بفرق الاغتيالات وبقتل أحد جلاوزة المخابرات الصدامية في مدينة الكوفة المقبور غانم عبد الجليل والذي يعرفه أغلب سكنة المدينة أنه ضابط الاغتيالات في داخل وخارج العراق أبان نظام البعث وله مساهمة فاعلة في اغتيال الشهيد المجاهد العلامة السيد مهدي الحكيم .والغريب في الامر أن من يقف وراء إثارة هذه الاكذوبة عدنان الزرفي محافظ النجف الحالي (رجل المخابرات الامريكية الاول في النجف)، بل وأنه ذاته من قتل بيده شخص من اهالي السماوة عام 1991 ، وذلك عندما كان الزرفي هارباً في معسكر رفحاء للاجئين العراقيين ، وزاد في أمر التشفي في القتل بأن قام بتقطيع جثة المقتول هو والمجرم الهارب عبد العال الكوفي (المعروف لدى اهالي النجف) ومن ثم رمي أشلاء القتيل في حاوية القمامة وحرقها !! هذه واحده من فعال الزرفي وكانت كما يدعي قصاصاً من البعثيين وأجهزة الامن الصدامي ، فما حدى بالزرفي اليوم يدافع عن مجرم وقاتل معروف ويتهم رموزنا الدينية بقتلة؟ إنها لفعلاً مفارقة العصر بل هو النفاق السياسي وسبل وضيعة للابتزاز السياسي الذي يستهدف قادة العراق الجديد.
ثم إن من الغرابة أيضاً أن يستهدف الزرفي شخصية إمام جمعة النجف الاشرف ، ذلك الرجل الذي وقف الى جانب الادارة المدنية في محافظة النجف الاشرف يوم كان (يُعارك) على نيل منصب محافظ النجف الاشرف بل وكانت خطب الجمعة كلها داعمة للحكومة المركزية والمحلية في نفس الوقت برغم الاخفاقات التي شابت ادائهما.ثم أن هنالك قضية مهمة تُعتبر خرقاً فاضحاً عندما تم تسريب ما إدُعي أنه تحقيق مع أحد فرق الاغتيالات المزعومة والذي ظهر شخص مكبل ومشدود العينين في غرفة مديرية مكافحة الارهاب في النجف يدلي بالتهم وبدت عليه آثار التعذيب والضغط النفسي واضحة ، فكيف سُِمح بتسريب مثل هكذا محاضر تحقيق الى العامة من الناس؟ ثم أين مدعي حقوق الانسان من هذه التجاوزات التي تحصل في مواقع أمنية مسؤولة ثم تُسّرب لكي تكون أدلة على خروقات أجهزة الدولة ؟ ثم لماذا هذا التوقيت في إثارة قضية قتل حدثت عامي 2003-2004م ثم إلساق التهمة برموز معروفة بمواقفها الوطنية الداعمة لحكومة الوحدة الوطنية التي يترأسها سعادة الاستاذ نوري المالكي .ولا يجد المتابع لخلفيات هذه القضية تفسيراً لدوافع إثارتها سوى أضغان شخصية وأحقاد متأصلة تستثمر الفرصة في التشهير وإظهار مكامن الحقد ، في وقت ترك إعمار المحافظة وتوفير الخدمات لاهلها وإنشغل بمثل هذه التراهات ليتفرغ بالدفاع عن قاتل صدامي محترف . ولله عاقبة الامور
https://telegram.me/buratha