كان الشعب العراقي قبل سبع سنوات يعيش حالة من التفاؤل بالمستقبل بعد انقشاع الغيمة السوداء التي كانت تحجب نور الشمس عن وطن الشمس معتقدا أن الحق قد عاد الى أهله وأن الخير آت لا محالة . ورغم كل التحديات الصعبة التي واجهت هذا الشعب الصابر الممتحن لم تخبو جذوة الأمل في نفسه ولم يقطع الرجاء من الغد الذي طال انتظاره .
وبعد السنوات السبع الثقيلة بجراحها والمريرة بعذاباتها وجد هذا الشعب نفسه يدور في حلقة مفرغة وكما يقول المثل الدارج ( نفس الطاسة ونفس الحمام ) فكل من يصعد على اكتاف المساكين والمضطهدين ويستلم زمام الأمر تتكرر نفس الصورة المأساوية ، فظهر الشعب يزداد احددابا من ثقل الهموم والأرزاء في وقت يزداد ظهر المسؤول اعوجاجا الى الأمام من جهة البطن لتضخم كرشه " المقدس " بعد ان ينسى هذا المسؤول ربه قبل ان ينسى شعبه الذي لولاه لبقي نكرة لا يعرفه احد .
واليوم وبعد مرور ما يقرب من ستة اشهر على الأنتخابات اصبح الشعب في مهب الريح ، وأما مصالحه فإنها تقع في ذيل قائمة الأولويات لدى قيادته اذا افترضنا ان لمصالحه وجود اصلا في تلك القائمة الملعونة .وهنا اتذكر ظاهرة الهجرة الجماعية التي شهدها العراق في تسعينيات القرن الماضي بعد ان تحولت الحياة الى جحيم في هذا البلد وتلك هي الهجرة الأولى لهذا الشعب ، واذا استمر الوضع على ماهو عليه فأعتقد ان لهذا الشعب هجرة ثانية وستكون اكبر من الهجرة الاولى واطول منها امدا ، ولعل قيادته ارادت لهذا الشعب ان يهاجر مرة أخرى بعد ان يبايع البيعة الثانية ليكون قد بايع البيعتين وهاجر الهجرتين " والله اليستر من تاليها " !!! ، ليخلو العراق من أهله حتى يصول ويجول به القادة الاشاوس من ابناءه الذين حطموا الأرقام القياسية في العقوق والتنكر للجميل ويتحقق المثل الشعبي الذي كان يتندر به هذا الشعب ( ظل البيت لمطيرة وطارت بي فرد طيرة ) .
https://telegram.me/buratha